سينثيا ويلز.. الدمية التي عاشت حياة الأثرياء من خروج وسهر وصالونات تجميل
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تعتبر دُمي العرض هي أهم جزء في المحلات التجارية، حيث يُعرض عليها الملابس بشكل أنيق ولائق ليجذب الزبائن نحوه، ولكن قديمًا كانت الدُمي غير متقنة الصنع، تتم صناعتها من الشمع، فكانت ملامحها تتشوه نتيجة ذوبانها من أشعة الشمس التي تتعرض لها في واجهة المحلات، فقرر نحات أمريكي يُدعى “ليستر غابا”، أن يقوم بإحداث ثورة في عالم دُمي العرض، بعد أن طلب منه أحد المحلات التجارية تصميم دمية ذات شكل جديد وجذاب لوضعها في واجهة المحل، وبالفعل نفذ ليستر دُمية جديدة وفريدة من نوعها وجذابة للغاية، لدرجة أنه سقط في غرامها وعشقها على غرار ما حدث في أسطورة بجماليون، الذي عشق التمثال الذي نحته، وقرر ليستر أن يقوم بصناعة دمية أخرى بنفس الشكل وجعلها ملكه شخصيًا، وعاشت معه حياه الرفاهية وكأنها حبيبته!.
بدايات ليستر غابا
وُلد ليستر غابا في بلدة هانيبال التي تقع في ولاية ميسوري الأمريكية، كانت البلدة صغيرة وفقيرة، وكان ليستر يحلم دائمًا بالخروج من هذه البلدة، والذهاب للمدن الكبرى، وبالفعل تمكن من تحقيق أحلامه هذه بفضل موهبته في النحت على الصابون ومهارته الكبيرة، حيث انتقل في بداية الأمر لشيكاغو، ثم ذهب إلى نيويورك واقتحم عالم الموضة، وكان متخصصًا في تصميم الدُمي الشمعية، وتصميم واجهات المحلات التجارية، وفي عام 1932م، صار ليستر واحدًا من أكبر المصممين في أمريكا، ويتهافت على طلبه المئات من أصحاب الماركات العالمية.
حصاد مبادرة التصالح حياة في 5 أشهر .. استفادة 2136 أسرة داخل 20 محافظة
سينثيا ويلز.. ثورة في عالم الدُمي
في ذلك الوقت، كان يتم صناعة الدمي من الشمع، وغالبًا ما كانت تذوب داخل واجهات المحلات إذا سقطت عليها الشمس، لذا فكر ليستر في تغيير ذلك الأمر أولًا لأنه مكلف للغاية، حيث يتطلب تغيير الدُمي التي ذابت كل اسبوع تقريبًا، وثانيًا لأن شكل الدُمي ينفر الزبائن من الدخول للمحل، وقرر ليستر أن يقوم بثورة في عالم الدُمي وأن يقوم بنحتها على هيئة نساء حقيقيات، وكتب إعلان في الجرائد يطلب فيه فتيات جميلات يعملن كعارضات لديه حتى ينحت الدُمي الجديدة على أشكالهن، وواحدة من تلك العرضات كانت “سينثيا ويلز”، التي كانت جميلة للغاية، وكان جسدها رشيقًا، ذات بشرة بيضاء اللون، وشعر أشقر لامع، وملامح وجهها كانت دقيقة وبارزة، وقام ليستر بنحت دُمية تماثلها تمامًا، وأحدثت ثورة آنذاك، وصارت تلك الدمية رمزًا من رموز المجتمع في مدينة نيويورك، وظهرت صورها على مجلت الموضة والجمال، بجانب صور نجوم هوليوود، ووصلت لقمة شهرتها عندما خصصت مجلة (لايف)، وهي أكبر مجلة الموضة آنذاك، 14 صفحة تعرض فيهم مستقبلها الفني، وبدايتها، وكأنها نجمة سينمائية حقيقية، وكانت العروض والهدايا تتهافت على الدمية، حيث قامت معظم المحال التجارية بإرسال فساتين وأحذية ومجوهرات كهدايا، لترتديهم الدمية أثناء جلسات التصوير وأثناء ظهورها مع صانعها ليستر غابا، وذلك كنوع من انواع الترويج لمنتجاتهم وعلامتهم التجارية، فأي شيء ترتديه سينثيا كان يتهافت على شرائه الجميع.
وقوع ليستر غابا في غرام سينثيا ويلز
وقت ليستر في غرام تمثاله، وعشقها حد الجنون، وكان يصطحبها معه في حفلاته وسهراته، وكان يحب تدليلها ويرسلها لصالونات العناية بالبشرة أسبوعيًا، لقد كان الأمر اقرب للجنون، ولم يتمكن احد من استيعابه.
خالد باطرفي زعيم القاعدة في جزيرة العرب .. كيف تم القبض عليه وما هي تداعيات اعتقاله بعد قتل نائبه
وافترق الحبيب عن حبيبته بسبب وقوع الحرب العالمية الثانية، حيث اضطر ليستر للسفر مع جيش دولته، وقام بإرساله عشيقته لتعيش مع والدته في ولاية ميسوري، وترك لهم تعليمات صارمة بضرورة تدليلها والعناية بها كما لو كانت نجمة حقيقية.
وكانت نهاية سينثيا وهي في أحد صالونات التجميل وانزلقت من المقعد وتحطمت لأجزاء صغيرة، وعندما عاد ليستر، قرر صناعة واحدة أخرى، وقام بتحديثها قليلًا، حيث كانت تنطق بعد الكلمات مع تحرك فمها، وحاول ليستر إعادة الأضواء لحبيبته مرة أخرى، ولكن الناس كانوا قد فقدوا الشغف بها.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال