سيوة .. واحة الإله و أرضه الخضراء
-
مصعب فرج
كاتب نجم جديد
في حلة لم يستطع البشر على صنع مثلها، أعد الله هذه الأرض وصورها في أحسن صورة، إنها واحة سيوة هي القطعة التي عجز عن وصفها الشعراء والكتاب، هي الأرض المباركة كما يدعوها سكانها، “سيوة” هي واحة الله الخضراء التي إذا أرادت أن تخبر الناس عنها وعن معالمها ابتسمت فيظهر شعاع شمسها حين الغروب مختلط بنخيلها لتصيغ لنا “واحة الغروب”.
سيوة هي الواحدة المصرية الواقعة في الصحراء الغربية بمحافظة مطروح، وهي تبعد عن ساحل البحر الأبيض المتوسط 300 كم، وتشتهر مدينة سيوة بالسياحة العلاجية ثم السياحة الترفيهية، وذلك لما لها من طابع خاص يساعد على الاستجمام والاسترخاء والاستفادة من كل خيرات الطبيعة.
جغرافيا سيوة
وقد حصلت بعض المناطق بواحة سيوة على شهرة عالمية هذه المناطق الـ7 هي الأكثر شهرة في سيوة، وهي (أبو بكر الصديق – وفلة – الدكرور- عين زهرة- المراقي – مركده – الجاري)، وبها أربع بحيرات كبرى، وينتشر في أرجائها الآبار والعيون التي تستخدم لأغراض الري والشرب وتعبئة المياه الطبيعية والعلاج، فيما اكتشف بها عدة أماكن أثرية مثل معبد آمون، الذي يشهد ظاهرة الاعتدال الربيعي مرتان كل عام، ومقابر جبل الموتى، وأعلنت بها محمية طبيعية، تضم عدة أنواع لأشكال الحياة الحيوانية والنباتية.
لغة أهل الواحة
يتحدث السيويون بلهجة تاسيويت المنشقة عن اللغة الأمازيغية أو لغة البربر، والتي ترجع إلى حام بن نوح، ويتحدثها كل طفل في سيوة بحكم الميلاد والنشأة، ثم يتعلم اللغة العربية خلال مراحل الدراسة، إضافة إلى لهجتهم المصرية الحديثة.
جبل الموتى
هو جبل يضم مجموعة من المقابر الأثرية التي تعود للفترة ما بين القرنين الرابع والثالث، والتي أعيد استعمالها خلال العصرين اليوناني والروماني.
مقبرة باتحوت
هي مقبرة كاهن للإله أوزيريس، حصل على لقب العظيم في مدينة العادل والمستقيم، وبالمقبرة نحت لنشيد موجه للإله تحوت، بالإضافة إلى منظر لطقس ديني يعرف باسم سحب الثيران الأربعة.
مقبرة سي آمون
هي من أهم مقابر الصحراء الغربية الأثرية، والتي عثر بداخلها على عدد كبير من المومياوات.
مقبرة التمساح
هي أحد أهم المقابر الأثرية المحفورة بجبل الموتي، اكتشفت في عام 1940، وعرفت بهذا الاسم نظراً إلى اندثار اسم صاحب المقبرة وإعجاب أهالي سيوة بمنظر التمساح الموجود بالمقبرة، تزخر المقبرة بمناظر كتاب الموتى، ومناظر أخرى لصاحب المقبرة وهو يتعبد لبعض الآلهة، وعلى جانب المدخل صور ثلاثة آلهة ممسكين بالسكاكين وذلك لغرض حماية المومياء.
مقبرة ميسو ايزيس
هي أحد المقابر الأثرية بالمنطقة ويوجد بها نص يصف الإله أوزيريس باسم الإله العظيم المبجل في ثات، ويرجح الأثريون أن يكون “ثات” هو الاسم القديم لسيوة.
جبل الدكرور
هو عبارة عن سلسلة من التلال المتجاورة، في قمته توجد مغارة منحوتة في الصخر تسمى “تناشور”، وأسفلها يوجد أثر يسمى “بيت السلطان” مصنوع من الحجر الجيري النظيف.
معبد آمون
معبد آمون ويسمى أيضاً معبد الوحي أو معبد التنبؤات أو معبد الإسكندر هو أحد أهم المعالم الأثرية في واحة سيوة، وأقيم في العصر الفرعوني لنشر ديانة آمون بين القبائل والشعوب المجاورة نظراً لموقع سيوة كملتقى للطرق التجارية بين جنوب الصحراء وشمالها وغربها وشرقها.
مفلسين : ماذا فعلت عندما كنت أم لأربعة أطفال وخالية شغل؟ .. بحثت عن السعادة
معبد أم عبيدة
معبد أم عبيدة هو معبد آمون الثاني بالواحة ويقع بالقرب من معبد الوحي، شيده الفرعون المصري نكتنابو الثاني أو نختانبو الثاني من الأسرة الثلاثين، ويتميز بصورة للفرعون وهو يركع للإله آمون.
قلعة ومدينة شالي
يرجع تاريخ تأسيس مدينة شالي إلى عام 1203، واسمها يعني المدينة في اللغة السيوية، وكان للمدينة باب واحد فقط بغرض الاطمئنان على دفاعاتها، وسمي “أنشال” بمعني باب المدينة، وفي الجهة الشمالية من سور المدينة يوجد الجامع القديم، وفتح للمدينة باب ثان في الجهة الجنوبية سمي “أترات” بمعنى الباب الجديد، وكان يستخدم للذين يفضلون تحاشي المرور أمام الأجواد وهم رؤساء العائلات، ولم يكن يعرف مكان هذا الباب إلا أهل سيوة، فكانوا يستخدمونه سراً للخروج أو الدخول في حالة حصار المدينة، ولأن العادات السيوية تمنع خروج النساء إلا في أضيق الحدود ودون الاختلاط بالرجال، تم فتح باب ثالث سمي “قدوحة”، وكان لا يسمح للنساء عند خروجهن إلا باستعمال هذا الباب فقط.
ضريح سيدي سليمان
سيدي سليمان هو إمام السيويين وأشهر شخصيات الواحة على الإطلاق. ويحكي أهل الواحة عن سيدي سليمان أنه كان قاضياً شديد الورع والتقوى، ويحكى عنه أنه قديماً جمع أهل الواحة بالجامع وتضرع بهم إلى الله لكي يصد عنهم هجوم حملة أردات الإغارة على الواحة، فلم تصل الحملة وضلت الطريق وتاهت في الصحراء، ويحكى عنه أيضاً أنه شعر يوماً بالعطش الشديد فضرب الأرض بعصاه فتفجرت عين ماء، ويقال أن أمه قبل أن تلده كانت تحب أكل السمك فوقفت يمامه على شباكها وتركت لها سمكة، وهذا هو سبب العادة المنتشرة في سيوة حتى الآن حيث تأكل أم المولود سمكا خاصة لو كان المولود ذكراً.
علاج الأمراض
وقد اشتهرت سيوة عالميا بقدرتها بمعالجة العديد من الأمراض من خيرات طبيعتها الخلابة والتي حاباها الله اياها، فإذا كنت تعاني من من الأمراض المزمنة في العظام والظهر، فليس هناك سبيل سوى أن تقصد رمال الواحة الخضراء، والتي تشتمل على العديد من العناصر الطبيعية المتوفرة بالرمال الصفراء الناعمة النظيفة والصالحة لأغراض الطب البديل وعلاج أمراض الروماتيزم والتهاب المفاصل.
ومن الأماكن الطبيعية التي يحرص السائحون على زيارتها جزيرة فطناس التي تحيط بها بحيرة مالحة من ثلاث جهات، ويتوسطها عين للمياه العذبة، وينتشر على أرضها أشجار النخيل والزيتون.
وتشير بعض الإحصائيات إلى أن سيوة تستقبل حوالي 30 ألف سائح سنوياً، وصنفها العديد من المواقع الأجنبية والعربية ضمن أكثر 9 أماكن عزلة على كوكب الأرض.
الكاتب
-
مصعب فرج
كاتب نجم جديد