همتك نعدل الكفة
566   مشاهدة  

“شارع شجرة المندورة في المنيل” تاريخ وكر الخرافة والطواف حول الجمادات المقدسة

شارع شجرة المندورة
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



فتح شارع شجرة المندورة في المنيل بابًا من الدجل، ولا زال الشارع موجودًا لكن الذي تغير فيه ما كان يحدث من الشعوذة خلال عشرينيات القرن الماضي.

أصل تسمية شارع شجرة المندورة في المنيل

لوحة شارع شجرة المندورة
لوحة شارع شجرة المندورة

يقع شارع شجرة المندورة في المنيل قبل قصر المانسترلي باشا وبجوار مسجد التقوى، وهناك أسباب كثيرة ذهب لها المؤرخين وراء تسمية هذا الإسم.

أحمد تيمور باشا
أحمد تيمور باشا

ذكر أحمد باشا تيمور أن سبب تسمية شجرة المندورة نسبةً إلى شجرة جميز يعتقد الناس فيها ومزاعم غريبة، أما المندورة فهو محرف المنذورة والمراد المنذور لها.(1)

علي باشا مبارك
علي باشا مبارك

فيما يقول علي باشا مبارك عنها في خططه «بستان المندورة للسادات الوفائية(2)، واسمه منقول من شجرة نبق تسمى المندورة تعتقدها النساء وكثير من الرجال وينسبون لها كرامات في شفاء أمرض كثيرة وتُزار». (3)

ضريح مندورة
ضريح مندورة

بينما يذهب الباحث الصوفي حسن قاسم إلى أن مندورة هي شيخة صالحة يقع قبرها على شاطىء النيل داخل بستان، وخارج البستان يوجد شجرة يسمونها شجرة المندورة, وقد أطلق هذا الاسم على الشجرة نسبةً لاسم الشيخة أو الضريح ولكن هي فى الأصل شجرة جميز.(4)

شجرة المندورة
شجرة المندورة

رغم خلاف المؤرخين والباحثين حول اسم المندورة، إلا أن الاتفاق فيما بينهم كان حول اعتقاد الناس في الشجرة والبساتين المحيطة بها وأن فيهم كرامات، فكيف كان ذلك ؟.

تاريخ الدجل والشعوذة في شارع المندورة

مدخل بستان المندورة الآن
مدخل بستان المندورة الآن

بستان المندورة كان يضم شجرة جميز و 3 أشجار من الباذنجان، واعتقد الناس فيهم الكرامات، فقد كانت شجرة الجميز (المندورة) يخرج منها مادة بيضاء جراء نقرها بآلة حادة أو صلبة، لكن كان بها سائل لونه أحمر واعتقد الناس فيه أنه دم تنزفه الشجرة وله دور هام في العلاج؛ أما شجرات الباذنجان فكان اعتقاد الناس فيها عجيبًا إذ يعتقدون أن الطواف حولها يفيد الأم التي يجف لبنها.

شجرة المندورة زمان
شجرة المندورة زمان

وجميع هذه الأشجار زيارتها والطواف حولها حسب زعم من اعتقد فيها مفيد للمرأة العاقر والعانس وحتى من على خلاف مع زوجها ويتم تقديم النذور لها كل يوم جمعة.

غلاف مجلة الدنيا المصورة عن شجرة المندورة
غلاف مجلة الدنيا المصورة عن شجرة المندورة

ثمة 3 أمور لافتة في قصة شجرة المندورة  أعطى محرر مجلة الدنيا المصورة عام 1925م تفاصيلاً دقيقةً بشأنها، أولها جميع النساء اللاتي يجتمعن هناك لسن من الطبقة الجاهلة، فهن من طبقات متفاوتة بين أغنياء وفقراء، وجميعهن يقومون بالجثو على ركبهن ويزحفن بأيديهن وأرجلهن حول الشجر 7 مرات وهن يدعين بالزواج أو الإنجاب أو أي مشكلةٍ أخرى.(5)

شجرة الباذنجان في بستان المندورة
شجرة الباذنجان في بستان المندورة

ثاني تلك الأمور أنها كانت مكان سياحي للأجانب وتحديدًا الألمان والأمريكان، ويفدون لها مع الأولاد أو يحملون دليل السياح في أيديهن ويصلون لها عن طريق الجيزة أو الروضة، مما يعني أن بعض موظفي السياحة في ذلك الزمان كانوا على علم بما يحدث.

سيدات تزرن جنينة المندورة
سيدات تزرن جنينة المندورة

أما ثالث الأمور أن زائرات الشجر لسن من المسلمات فقط، بل أيضًا هناك يهوديات يقمن بزيارتها أيام الآحاد بقصد التبرك لاعتقادهم أن صاحبة القبر هي امرأة يهودية مقدسة لا تفرق بين الأديان.

بستان المندورة من الداخل الآن
بستان المندورة من الداخل الآن

جنينة المندورة وهو الاسم حينها في الأساس هي أرض وقف تبلغ مساحتها 10 أفندة أوقفها الشيخ محمد أبو الأنوار السادات، وناظر الوقف هو عبدالرحيم فهمي باشا ويقوم باستغلالها وزرعها بمساعدة اثنين من المستحقين للوقف وهما مصطفى ومحمد القلعي.

إقرأ أيضا
النوتة الموسيقية

اقرأ أيضًا
“غرائب ما قاله الحجيج في الحج زمان” سب الدين ومناداة الكعبة بالست ليلة

 وقد حاولوا منع الناس من الزيارة بشتى الطرق فلم يفلحوا، فلجأوا لحلٍ آخر وهو إرهاقهم ماليًا فقرروا أن تكون الزيارة بتذكرة يبلغ سعرها 5 مليمات؛ لكن هذا الحل لم يؤتي ثماره بل زاد من زوارها، والفقير يقوم بالتسلل ليلاً؛ فبقي الزمن هو الكفيل لحل تلك المشكلة فلم يعد أي مظهر من المظاهر القديمة موجودة الآن في المنطقة.


(1) أحمد تيمور، المشتهى بحث طريف لم ينشر، مجلة الرسالة، عدد: 31، يوم 5 فبراير 1934م، ص214.
(2) هم شيوخ صوفية ينتسبون إلى الشيخ الشيخ محمد وفا، ولهم جامعة باسمهم في المقطم بالقرب من ضريح ابن عطاء الله السكندري.
(3) علي مبارك، الخطط التوفيقية الجديدة لمصر القاهرة ومدنها وبلادها القديمة والشهيرة، ج18، ط/1، المطبعة الأميرية الكبرى في بولاق، القاهرة، 1306هـ / 1889م، ص11.
(4) حسن قاسم، ضريح الشيخة المندورة، موقع د. محمود صبيح، 29 إبريل 2014م
(5) محرر، غرائب المعتقدات .. المعجزات التي تنسبها العامة إلى شجرة المندورة، مجلة الدنيا المصورة، عدد 32، يوم 25 ديسمبر 1925م، ص4.

الكاتب

  • شارع شجرة المندورة في المنيل وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان