شخصيات شوارع مصر الجديدة (4) فوزي المطيعي .. رائد حل مشكلة دير السلطان
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يستكمل موقع الميزان نشر موضوعات سلسلة شخصيات شوارع مصر الجديدة وتتناول الحلقة الرابعة سيرة فوزي المطيعي باشا أحد الشخصيات الذين خلدت أسماءهم ذاكرة شوارع مصر الجديدة.
كنا في الحلقات السابقة من سلسلة شخصيات شوارع مصر الجديدة تناولنا سيرة أحمد خشبة باشا في الحلقة الأولى، بينما تناولت الحلقة الثانية شخصية نخلة المطيعي (وهو شقيق فوزي المطيعي) فيما تناولت الحلقة الثالثة شخصية إبراهيم اللقاني.
النشأة المجهولة في حياة فوزي المطيعي
ليس معروفًا على وجه الدقة النشأة التفصيلية لفوزي المطيعي، المؤكد وفق كل المراجع التاريخية أن حياته في البدء كانت مثل أخيه من حيثيات التحقاه بالتعليم وحصوله على البكالوريا، ثم التحاقه بمدرسة الحقوق.
عمل فوزي المطيعي في السلك القضائي منذ تعيينه في نيابة جرجا حتى وصوله إلى منصب المستشارية في محكمة الاستئناف الأهلية،
عقب تخرج فوزي المطيعي من مدرسة الحقوق عين في نيابة جرجا، ثم رئيسًا لمحكمة المنصورة، وقد تدرج في المناصب القضائية حتى أصبح مستشارًا بمحكمة الاستئناف الأهلية، وعلى الصعيد الوزاري فقد تم اختيار فوزي باشا المطيعي ليكون وزيرًا للزراعة خلال حكومة يحيى إبراهيم من مارس 1923 حتى يناير 1924 م.
أزمة دير السلطان بين مصر والحبشة
لعل أقدم نزاع رسمي بين مصر والحبشة حول دير السلطان في فلسطين كان في عام 1924 م وهي الواقعة التي ذكرها زكي فهمي في رصده لزيارة تفري ولي عهد الحبشة لمصر وقال «عندما زار مصر ولي عهد الحبشة في صيف عام 1924، ومعه حاشية كبرى من كبار الحبشة، كانت لا تزال مشكلة دير السلطان المملوك للأقباط بالقدس قائمة، حيث ادعى الأحباش أحقيتهم في ملكية هذا الدير، ولكن إذا رجعنا بالزمن نجد أن هذا الدير أصبح ملكًا للأقباط منذ القرن السادس الميلادي، حيث أهداه عبد الملك بن مروان إلى الأقباط، وتم تأييد ملكية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية له في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي».
كان الداعي الذي أدى إلى مطالبة الأحباش وادعائهم بأحقيتهم في الدير أنه في النصف الأخير من القرن السابع عشر، لجأ الرهبان الأحباش للكنيسة القبطية ليجدوا لهم مأوى مؤقت للإقامة لديهم لحين حل مشاكلهم والعودة لأماكنهم، ولذا استضافتهم الكنيسة القبطية كضيوف في الدير بشكل مؤقت، وقد طمع الأحباش بالدير وحاولوا الاستيلاء عليه في نوفمبر 1850 و1862، ولكن عاد بوثيقة رسمية، وعلى هذا استمرت المنازعات بين الطرفين إلى يومنا هذا.
لذلك عندما قدم ولي عهد الحبشة إلى مصر شكل وفد من أعيان الأقباط، وعلى رأسهم المطيعي باشا، للتفاوض معه في شأن الدير، وبعد مفاوضات عديدة أظهر فيها الوفد القبطي أحقيته لهذا الدير، وبعد عدة جلسات تم الاتفاق على إعطاء الأحباش جزءًا من هذا الدير للمرور منه، وذلك حسمًا للنزاع بين الطرفين.
الإرث العلمي فوزي باشا المطيعي بعد وفاته عام 1929 يتمثل في كتابين حول القانون هما كنز الاصلاح في شرح قانون المتشردين وحمل السلاح، شرح قانون العقوبات الجديد؛ وتقديرًا لدوره تم إطلاق اسمه على أحد شوارع ميدان سفير في مصر الجديدة.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال