“شرح بالصور” عن دقة أداء الآية خلال مشهد عرفات وعبور السور في جزيرة غمام
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أجاد كل من شارك في مشهد عرفات وعبور السور بمسلسل جزيرة غمام أدوارهم ومهماتهم، سواءًا من ناحية الممثلين والمخرج والموسيقى التصويرية والمجاميع ونحو ذلك؛ غير أن هناك شيء يستحق التحية في المشهد وهو أداء الآية 33 من سورة الرحمن.
صعب التكهن بمعرفة سبب تمكن أحمد أمين في النطق السليم للآيات، هل تعلم على يد شيخ أم لا.
لكن من المستبعد أن يكون هناك متخصص في المسلسل، وذلك لسببين أحدهما أن الفنان فتحي عبدالوهاب كان سيئًا في أداء أحكام التلاوة.
أما السبب الثاني فهو أن الملاحظ في مسيرة أحمد أمين أنه يعرف الأحكام حتى من قبل أن يعمل في التمثيل الدرامي، ولاحظنا ذلك خلال مشاهده في الفيلم القصير حاضر مع المتهم.
اقرأ أيضًا
مناظرة عرفات ومحارب في جزيرة غمام .. “فض الاشتباك الديني بين المؤيدين والمعارضين”
يُلاحظ في مستوى دراما رمضان منذ العام الماضي أن هناك مراعاةً لأحكام التلاوة عند الممثلين منذ صدور الجزء الأول من مسلسل الاختيار، وشرحناه تفصيلاً هــنــا، لينضم الفنان أحمد أمين إلى الممثلين الذين أجادوا أحكام التلاوة في دراما رمضان خلال السنوات الأخيرة.
شرح الأداء بأحكام التلاوة
قرأ الممثل أحمد أمين ما تيسر في مشهد عرفات وعبور السور ما تيسر من سورة الرحمن الآية 33 والتي يقول الله فيها « يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ».
لم يَلْحَن ـ يخطئ ـ الفنان أحمد أمين في أحكام التلاوة إلا في موضع واحدٍ هو (أَن تَنفُذُوا) حيث نطق حرف النون بالإظهار وكان الصحيح هو إخفاءه بغنة؛ فيما عد ذلك التزم أحمد أمين بكل شيء من تلك الأحكام.
فكلمة (الجنَّ) نطق حرف النون المشددة بغنة وفي ذلك قال الجمزوري تحفة الأطفال والغلمان في تجويد القرآن وَغُنَّ مِيمًا ثُمَّ نُونًا شُدِّدَا .. وَسَمِّ كُلاًّ حَرْفَ غُنَّةٍ بَدَا
وقال الجزري في البيت 62 من متن الطيبة وأَظْهِرِ اْلغُنَّةَ مِنْ نُونٍ وَمِنْ مِيمٍ إِذاَ مَا شُدِّدَا وَأَخْفِيَنْ.
وأخفى حرف النون في (وَالْإِنسِ) و(فَانفُذُوا) و (تَنفُذُونَ) ونطقه بغنة وهو ما يعُرَف بـ الإخفاء الحقيقي، ومعنى الإخفاء الحقيقي هو أن يتم إخفاء إخفاء حرف النون الساكن والتنوين إن جاء بعده حرف من الـ 15 حرف :- «ص، ذ، ث، كـ، ج، ش، ق، س، د، ط، ز، ف، ت، ض، ظ».
وأظهر أحمد أمين حرف الميم في (اسْتَطَعْتُمْ أن) وذلك لوقوع الميم الساكنة قبل الحروف التي توجِب حكم الإظهار الشفوي ومعناه إخراج الحرف المظهر(الميم الساكنة) من مخرجه من غير غنة ظاهرة فيه (غنة ناقصة)، والميم الساكنة تُنْطَق ميمًا إن جاء بعدها أي حرف من أحرف الهجاء عدا الميم والباء.
وفي (مِنْ أَقْطَارِ) التزم أحمد أمين بحكمين، أحدهما هو الإظهار الحلقي لحرف النون ومعنى الإظهار الحلقي هو إظهار النون الساكنة أو نون التنوين بغنة ناقصة إن وقع بعدهما حرف من 6 وهي
«ء، هـ، ع، ح، غ، خ»، وفي ذلك قال صاحب متن السلسبيل الشافي في علم التجويد
أَظْهِرْهُمـا مِـن قَبـــْلِ هَمْـزٍ هاءِ … عَيْــــــنٍ وحــاءٍ ثُمَّ غَيْــنٍ خَــاءِ.
أما الحكم الآخر فهو طريقة نطق حرف القاف في (أَقْطَارِ) واسم الطريقة في علم التجويد هو (القلقة) ومعنى هو اضطراب الصوت عند النطق بحرف ساكن من الحروف الخمسة «ق، ط، ب، ج، د» حتى يسمع بنبرة قوية، وله 3 درجات؛ الاولى قلقة كبرى وهي أن يكون الحرف في آخر الكلمة مشددًا مثل «زَوْجٍ بَهِيجٍ»، ووسط وهو أن يكون الحرف موقوفًا وغير مشدد مثل (مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ) وقليل وهو أن يقع الحرف في المنتصف مثل (أَقْطَارِ).
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال