شم النسيم صايم !!
-
مريم المرشدي
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
سوف أقتبس عنوانًا لمقالي من مجلة الكواكب التي أصدرت منذ 33 عامًا مقالًا على صفحاتها بعنوان شم النسيم صايم .
اقرأ أيضًا
في شم النسيم كانت لنا طقوس
كنت حينها طالبة في الشهادة الإبتدائية، وجاء شم النسيم مع شهر رمضان كما هو الحال الآن، وقد قرأت عنوان هذا المقال على غلاف مجلتي المفضلة في تلك الآونة وعلق في ذهني، فقد كنت وأنا طفلة أقرأ كل ما يقع تحت يدي.
أذكر أن مقال شم النسيم صايم تحدث عن الفنانين الذين احتفلوا بعيد شم النسيم في الخمسينات، فقد تصادف مجيئه في شهر إبريل من عام 1955 مع شهر رمضان، وذكر المقال أن ذلك لم يمنع قيام بعض الفنانين من الافطار على وجبات البيض الملون والفسيخ والرنجة والبصل الأخضر، برغم حرارة الجو وانتهاء هذا الافطار إلى العطش الشديد في اليوم التالي، فعلى سبيل المثال تحدثت الفنانة زهرة العلا للصحافة وقت أن كان شم النسيم صايم قائلة : شم النسيم والفسيخ وشم البصل سيان، أما الفنانة ماجدة فاكتفت بشراء بيضة من الشيكولاتة مزركشة بالوان مبهجة.
وفي عيد شم النسيم الذي يعتبر أقدم عيد مصري، والذي تصادف مجيئه اليوم وتزامنًا مع شهر رمضان المبارك، ابتكر المصريون تقاليع جديدة بأفكار غير معتادة للتغلب على صعوبة الجمع بين العادات، إذ دائما ما يرددون : الحاجة أم الاختراع.
من هذه التقاليع الغريبة الكنافة بالرنجة والليمون، والقطائف الملونة، وقد حرصت بعض المطاعم وسلسلة محلات بيع الحلويات على الإعلان عن الكنافة المزينة بقطع الرنجة والفسيخ وشرائح الليمون، وكُتب على صورة الإعلان : “الكنافة والرنجة هينسوا اختلافاتهم وهيتجمعوا مع بعض في أقوى اختراع..كنافة بالرنجة، تفتكروا هنضيف عليها شربات ولا صوص ليمون؟” واتضح فيما بعد أنها دعابة وكذبة أبريل حيث أعلنت السلسلة عن ذلك وكان تاريخ الإعلان هو الأول من أبريل، ولكن الكنافة لاقت قبولًا من عدد كبير من الشعب المصري، في حين استهجنها واستنكرها البعض الآخر.
أُطلق على الكنافة ” زينة موائد الملوك ” ويرجع تاريخها لعهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، وقد وصفها له طبيبه في السحور لتقيه من الجوع أثناء الصيام، فقد كان مشهورًا بحبه للطعام، ومن بعده تبناها الخليفة الأموي سليمان بن عبدالملك، ويقول أساتذة التاريخ الإسلامي في رواية أخرى أن تاريخ الكنافة يعود للعصر الفاطمي، حيث دخل الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة، وكان وقتها شهر رمضان، فخرج الأهالي لاستقباله بعد الإفطار، وقدموا له الهدايا، ومن بينها الكنافة، ومن بعدها أخذها الفاطميون للشام.
ومن يدري، فربما تصير الكنافة بالرنجة أكلة شعبية يومًا ما، وفي إعتقادي أنها لو صارت حقيقة، أو لم تكن كذبة أبريل، فمن حق معاوية والفاطميون أن يجروا وراء من اخترعها وأطلق ذلك الإعلان بالسيوف والخوازيق والمنجنيق يوم القيامة انتقامًا منه !!
الكاتب
-
مريم المرشدي
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال