شهادة أبوالحسن الندوي في رجوع وندم البنا عن تأسيس جماعة الإخوان

محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي

كاتب نجم جديد

الشيخ أبو الحسن الندوي رحمة الله من أبرز المفكرين البارزين الذين كانت لهم إسهامات فكرية أثرت في مجتمعنا المعاصر وكتابه “ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين” خير شاهد على علو ذوقه الأدبي والعلمي وبراعة فكره، عاش حياته متأثراً بالصوفية غارقا في طريقة تذوقهم للمعاني متشبعاً بسلوكهم وهو ما انعكس في كتاباته.

سيرة الشيخ أبو الحسن الندوي

هو الشيخ أبو الحسنِ بنُ عبد الحي بن فخر الدين الحسني، ولد بقرية تكية، مديرية رائي بريلي، الهند عام 1333هـ/1914م بدأ في تعلُّم اللغتَينِ الأردية والفارسية، تُوُفِّي أبوه عام 1341هـ – (1923م) وهو لم يزل دون العاشرة، فتولَّت أمُّه، وأخوه الأكبُر الدكتور عبد العلي الحسني الذي كان هو الآخَرُ طالباً في كلية الطب بعد تخرُّجِه من دار العلوم ندوة العلماء ومن دار العلوم ديوبند.

تعلم الندوي اللغة العربية والإنجليزية وقرأ في الأدب الإنجليزي وتوسع فيه و درس الفقه والعقيدة والتفسير , عمل فترة بالصحافة فشارك في تحرير مجلة الضياء العربية الصادرة من ندوة العلماء عام 1932م، ومجلة الندوة الأردية الصادرة منها أيضاً عام 1940 م، وأصدر مجلة التعمير الأوردية عام 1948 م.

بدأ يتوسع في المطالعة والدراسة – خارجاً عن نطاق التفسير والحديث والأدب والتاريخ أيضاً- منذ عام 1937م، واستفاد من كتب المعاصرين من الدعاة و المفكرين العرب ، وفضلاء الغرب ،و الزعماء السياسِيِّينَ.

قام برحلة استطلاعية للمراكز الدينيَّة في الهند عام 1939م تعرَّف فيها على الشيخ المربِّي عبد القادر الراي بوري والداعية الصوفي المصلح الكبيرمحمد إلياس الكاندهلوي، وبقي على صلة بهما، فتلقَّى التربيةَ الروحيةَ من الأول وتأسَّى بالثاني في القيام بواجبِ الدعوةوإصلاح المجتمع، فقضى زمناً في رحلات دعوية متتابعة للتربية والإصلاح والتوجيه الديني على منهجه، واستمرت الرحلات الدعوية – على اختلاف في الشكل والنظام – إلى مرض وفاته رحمه الله في ذي الحجة عام 1420هـ.

ما الذي كتبه أبو الحسن الندوي عن حسن البنا

يعتبر الشيخ الندوي من أكثر المقربين لجماعة الإخوان فيحبونه ويعظمونه ونحن في هذا المقال ننقل لكم شهادة الشيخ أبو الحسن الندوي والذي قرر فيها رجوع وندم حسن البنا عن تأسيس الجماعة.

إقرأ أيضا

دور التلقين والعزل المجتمعي في بناء الكادر الإخواني.

فقد كتب الاستاذ ابو الحسن الندوي في مذكراته المسماه: (في مسيرة الحياة)، ج1، دار القلم، دمشق، ط1، 1987م، ص235): (ولقد علمت من عدد من المصادر الصحيحة التي يُعتمد عليها أن الإمام حسن البنا كان يتأسف في آخر أيام من حياته ويتألم من أنه اضطر للدخول في المجال السياسي قبل أوانه، وأحاط به الطريق الشائك، وأنه كان يتمنى كثيرا إلى أن يعود -مرة ثانية- إلى العمل الدعوي التربوي الخالص)، والمصادر التي اعتمد عليها “الندوي” كما ذكرها الاستاذ الباحث حسين القاضي هي والد البنا، والبهي الخوالي، وصالح العشماوي، وعبد الحكيم عابدين، وسعيد رمضان، ومنير الدلة، وفريد عبد الخالق، وهؤلاء من الرعيل الأول من مؤسسي الجماعة.