همتك نعدل الكفة
6٬793   مشاهدة  

شولا كوهين .. لؤلؤة الموساد التي اصطادتها المخابرات

شولا كوهين
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



الجاسوسة الإسرائيلية شولا كوهين والتي كانت تعيش في مدينة بيروت في خمسينيات القرن الماضي، والتي بزغ نجمها مجتمعياً، ذات حضور طاغ وملامح جميلة وعينان زرقاوتان، وفي صالون بيتها اجتمع علية القوم.

ولدت شولا في القدس لأب مصري يهودي  اسمه معاير عزرا كوهين، سافر إلى الأرجنتين عام ١٩٠٦ ليبدأ حياته قبل أن يعود لمصر في الثلاثينيات من عمره ليتزوج ثم ينتقل إلى القدس من أجل الزواج بابنة الحاخام الأكبر لينجب شولا في عام ١٩٢٠ كرابع أبناءه الإثنى عشر.

في النصف الثاني من الثلاثينيات واجهت العائلة اليهودية محنة مالية طاحنة،  فتزوجت شولا كوهين من ثري لبناني يهودي اسمه يوسف الكشك وعمرها ١٦ عاماً وانتقلت للعيش في بيروت ورزقت منه بسبعة أولاد.

ولأنها كانت صهيونية متعصبة أرادت أن تشارك في بناء الكيان الصهيوني، وكان تواجدها المستمر في مجتمع زوجها فرصة ذهبية للقاء التجار من كافة أنحاء البلاد، وسماع أخبارهم التي يتناقلونها.

أرسلت رسالتها الأولى عن طريق بائع جائل لمستعمرة مسكاف عام في فلسطين، وقالت فيها : أنا شولا كوهين .. يهودية من بيروت، أريد أن أساعدكم.

وبعد عدة أسابيع جاءها الرد

طرق رجل غريب باب منزلها مدعياً أنه يحمل رسالة من أهلها وعندما فتحتها كانت الرسالة من الوكالة اليهودية التي تطلب منها المساعدة في إيجاد مخبأ لرجل يهودي يدعى وينكلر.

نجحت شولا في مهمتها الأولى لتكتسب ثقة الوكالة، لتقابل رجل يدعى موسى العبد الله لينقل لها رسالة بأن رجال الأمن الصهاينة يريدون لقاءها في بلدة على الحدود الجنوبية للبنان.

وفي الليلة المنتظرة انتقلت شولا في سيارة جيب للخيام لتنتظر في بيت موسى ذاته انتظاراً لرصد رجاله لدوريات حرس الحدود لتأمينها، وبالفعل التقت بمسؤول الهاجاناه ريزنيك الذي يطلب منها الاستمرار في جمع المعلومات عن الحدود وتدريبات الفدائيين وتسليحهم.

بدأت شولا في تكوين شبكتها الجاسوسية من بينهم يهودي فرنسي اسمه جورج مولخو وهو الذي عمل على تزويدها بالحبر السري وأحدث ألات تقنية لتسهيل تواصلها مع الموساد لتتخلص من الحمام الزاجل الذي حمل رسائلها الجاسوسية الأولى.

وسعت شولا كوهين شبكتها بغرض أساسي هو نقل وتهريب اليهود من لبنان ودول الجوار إلى فلسطين، وكانت ترافق العائلات اليهودية حتى عبور الحدود وفي بداية الخمسينيات زادت الحكومة اللبنانية من رقابتها على الحدود البرية فانتقلت شولا لتهريب اليهود عبر البحر.

واستمرت في عقد صالونها لتدعو إليه صفوة المجتمع من أجل استقصاء المعلومات، وكذلك أدارت بار رينبو وكازينو أولمبيا لمركز للقاء قادة الأحزاب وفتيات ليل  من أجل المزيد من الاختراق.

وبعد انشاء المخابرات اللبنانية عام ١٩٥٨ وتحديدا في عام ١٩٦١ بدأت التحقيق في سرقة على نطاق واسع في سرقة للطوابع الرسمية انشغل بيها وزير المالية رشيد كرامي بعدما اختفت ألاف الطوابع الرسمية فجأة فوجد الضباط أنفسهم مضطرين لمراقبة موظف مرتش اسمه محمود عوض الذين اكتشفوا اتصالاته بسيدة تدعى شولا كوهين.

تتعرف شولا على شاب اسمه سمعان عن طريق عوض ويبدأ في اعطاء أطفالها دروساً خصوصية في اللغة الفرنسية والإنجليزية، وكان سمعان هو الاسم الحركي لميلاد القارح الذي تم تكليفه من ضابط المخابرات جابي لحود بالتقرب من شولا ومراقبتها، والذي نجح في إقامة علاقة معها لتعرفه بعد ذلك برجال الموساد، ليلتقي بهم في روما وتركيا وكذلك تل أبيب.

شولا كوهين

وبعدما فاز بثقتها ثم قلبها بدأ في وضع أجهزة التنصت في بيتها لصالح المخابرات اللبنانية تحت إدارة الضابط سامي الخطيب الذي أشرف على مراقبتها لحظياً ليكتشفوا كل شيء عن شبكتها وطريقة إدارتها وكذلك تلك المعلومات التي تنقلها لجهاز الموساد.

إقرأ أيضا
رأس الحسين في عسقلان

وبعد شهور من المراقبة  حان موعد المداهمة ، وقام ميلاد القارح بالاتفاق مع شولا كوهين بإقامة حفل في منزلها دعت فيه أهم رجالات المجتمع بينما حاصر رجال المخابرات اللبنانية المنزل.

وعندما طرق ميلاد الباب وفتحت شولا أشهر مسدسه في وجهها، وتم إلقاء القبض عليها.

وخلال التحقيقات بدت ثابتة الأعصاب واعترفت بكل ما قدمته من أجل إقامة الكيان الصهيوني، وفي الـ٢٧ من أكتوبر عام ١٩٦١ بدأت محاكمتها الرسمية وتم اخفاء أسماء سياسيين لبنانيين كبار تعاونوا معها حتى صدر الحكم بإعدامها  والذي تم تخفيفه إلى الأشغال الشاقة المؤبدة لمدة ٢٠ عاماً بعد تدخل فرنسا.

لتتم مبادلتها بعد ذلك في صيف عام ١٩٦٧ بمجموعة من الجنود السوريين واللبنانين وتحيا حتى اليوم في التسعينيات من عمرها بأحد أحياء اليهود المتشددين في القدس الغربية

شولا كوهين

الكاتب

  • شولا كوهين أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
16
أحزنني
4
أعجبني
27
أغضبني
15
هاهاها
4
واااو
3


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان