1٬485 مشاهدة
شيخ الأزهر وضرب المرأة الرمزي.. هل هناك زوج ناشز يحق لزوجته ضربه لتهذيبه؟
شيخ الأزهر لا أفهمه.. يدعم المرأة ويحرم خروجها دون إذن ويبيح ضربها أحيانًا (ضرب رمزي لجرح الكبرياء)!
“التراث الفقهي الصحيح قادر على الإسهام في حل قضايا المرأة”.
“المجتمع يسير على ساقين وعندما نشل حركة المرأة، يصبح المجتمع كسيحًا أعرج”.
“المرأة المسلمة في الشرق لا تتمتع بحقوقها الشرعية.. وهذا رأي كثير من علماء الأمة في الشرق والغرب”.
بدون معرفة هوية قائل الجمل، أجزم أنه يدعم المرأة؛ لعدم حصولها على كافة حقوقها في بلاد الشرق الأوسط.
بمجرد أن أكتشف أن هذه الجمل قالها شيخ الأزهر الشريف دكتور أحمد الطيب خلال برنامجه الأسبوعي بالقناة الأولى؛ سأبتسم!
أنا بالطبع مؤيد لكلامه وموقفه حتى أسطر قليلة مقبلة!
أستنتجت من كلام شيخ الأزهر السابق أنه يقف موقف الداعم للمرأة وموقفها الضعيف ويعترف بعدم حصولها على كامل حقوقها في الوطن العربي، بل ورفضه لممارسة الذكورية عليها؛ إذ يشبه المجتمع بشخص له ساقين وأنها إحدى هذين الساقين؛ أي أنها نصف المجتمع.
أتأكد من موقفه بتصفح سريع لعدد من تصريحاته ومشاهدة بعض حلقات ومقاطع برامجه؛ إذ أجد أنه خصص عددًا كبيرًا منها للحديث عن المرأة وأهمية دورها وحقوقها داخل أسرتها الصغيرة وخلال علاقتها بزوجها أو حتى بمجتمعها الأكبر.
خلال برنامجه أكد فضيلة الإمام الأكبر أن الدين الإسلامي أنصف المرأة بقواعد وقيم لا يمكن للإنسانية أن تستقيم بدونها، لكن الكارهين للإسلام… يدّعون عدم وجود المساواة في الإسلام؛ ما يسمونه ظلمًا للمرأة في الإسلام هو عدل، وما يطالبون بإعطائه لها هو ظلم للرجل وحق زائد للمرأة… وليس معنى ذلك أن جنس الرجل أفضل، فكثير من الآيات تقرن بين الرجل والمرأة في التكاليف، ومعظم التكاليف تساوي بين الرجل والمرأة”.
المفارقة أن خلال البرنامج نفسه دكتور أحمد الطيب قال إن الشريعة الإسلامية تركز كثيرًا على التجاوب بين الزوج والزوجة، من أجل بقاء الحياة واستمرار الأسرة، وحين تقوم الزوجة بطاعة زوجها ولو على حساب رغبتها، فهي تحقق بُعدًا أخلاقيًا عظيمًا”.
وواصل “الزوجة ليست حرة في أن تخرج متى تشاء، لأنها سوف تصادر على حق الزوج والأطفال، فهذه ليست حرية وليس حقًا، وإنما اعتداء على حرية الآخرين، فحق الزوج على زوجته ألا تخرج إلا بإذنه، نافيًا أن هذا الإذن حجرًا على حريتها ومصادرة لحقوقها، بل هو ضرورة لاستقامة البيت”.
أليس وجود الطرفين ضرورة لاستقامة شؤن البيت والأبناء لا طرف على حساب آخر.
أليس كل طرف ملزم بإعلام الآخر توقيت ومكان خروجهما لينظمان الأمر بينهما؛ فيكون بمثابة إعلام لا “إذن” وإتاحة ورفض!
إذن الخروج والطاعة لم يكن الرأي الأغرب والمناقض لكلام شيخ الأزهر بشأن علاقة الرجل والمرأة (زوجته)؛ إذ أباح ضرب المرأة؛ والضرب هنا للزوجة الناشز وهو رمز لجرح كبرياء المرأة على -حد قوله- موضحًا أنه ضرب غير مبرح للتهذيب وخيار ثالث بعد النصح والهجر.
بسم الله الرحمن الرحيم:
“وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ “.
صدق الله العظيم سورة النساء ( 34)
تعريف الزوجة الناشز حسب دار الإفتاء.
هجوم وانتقادات كبيرة لتصريحات شيخ الأزهر وسرعان ما يتراجع عما قال، ويطالب بسن تشريعات تجرّم ضرب الزوجة والأطفال:
“ضرب الزوجة أصبح من الأمور التي تسبب لها أذى نفسيا ينعكس سلبا على الأسرة”.
“ابن عطاء فقيه مكة من أوائل الذين رفضوا الضرب، ولم يعتبره مناقضا للقرآن، لأنه مباح لك أن تأتيه أو تدعه”.
“أتمنى أن أرى تشريعات في عالمنا العربي والإسلامي تجرّم الضرب”.
وشدد أن الأصل في الإسلام هو المنع، والضرب هو الاستثناء؛ فالضرب كأصل ممنوع في الإسلام، ووضعت له شروط حازمة.
وأكد أن المرأة غير الناشز يحرم ضربها حتى لو وقع بين الزوجين خلاف.
اقرأ أيضًا: ماذا كتب رامي يحيى عن الثوابت الوهمية؟ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ
واستشهد شيخ الأزهر بخلق نبينا محمد (ص) العظيم، مشيرًا إلى أنه لم يضرب أحدًا قط إلا في أثناء الحروب والجهاد.
وأكد أن الرجل النبيل لا يضرب زوجته، وأن الرجل الذي يضرب زوجته صباحًا ثم يطلبها ليلًا “مختل”.
بسم الله الرحمن الرحيم :
“وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ”.
صدق الله العظيم (231) البقرة
إلى فضيلة الإمام دكتور أحمد الطيب قاموس المعانى يقرن صفة الناشز بالرجل أيضًا حين يقول “من يستعصى ويُسيء العشرة من الزّوجين رجل ناشِز”: “فهل في قاموسنا زوج ناشز أيضًا، وهل يجوز ضرب المرأة لزوجها الرجل الناشز (ضرب رمزي) لجرح كبريائه وتهذيبه وإصلاحه، وذلك بالطبع من أجل صالح الأسرة العام واستقرارها؟”.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
