شيخ المنشدين محمد الفيومي .. الأزهري الذي جمع بين الغناء والإنشاد الديني
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عُرف عن الشيخ محمد الفيومي حُسن المعشر وسُرعة البديهة، وكان محل حُب وحفاوة لدى الجميع، وكان بيته قِبلة للأصدقاء من الفنانين والمبدعين، وبلغ صوته شأنًا عظيمًا زاحم به كبار المطربين فى القرن الماضي.
اقرأ أيضًا
قصة فرقة موسيقية من علماء وطلاب الأزهر “أوركسترا كادت أن تدخل الأوبرا”
تربع على عرش الغناء والإنشاد الديني فى بداية الخمسينيات، وأصبح من كبار المبتهلين بالإذاعة المصرية حتى صار أحد عمالقة الابتهالات والتواشيح الدينية في القرن الماضي، وأول أزهري قام بالغناء في السينما.
نشأته
وُلد «الفيومي» كفيفًا في 25 أبريل سنة 1905 بحي الجمالية، فعوَّضه الله عن بصره صوتًا عذبًا وأذنًا مُرهفة، أهَّلاه ليحتل منازل الإنشاد الأولى، ونشأ في ظل تعاليم والده الأزهري الذي كان يعمل مصححًا للغة العربية في الأزهر الشريف، ألحقه والده بالأزهر، فحفظ القرآن الكريم وتعلم أصول تجويده عن الشيخ حسن الجريسي، ثم احترف قراءته، وفي ذلك الوقت كانت تستهويه ألحان داود حسنى فحفظ جانبًا كبيرًا منها من أدوار وطقاطيق وموشحات، وأصبح يجمع بين تجويد القرآن والإنشاد الديني والغناء، وصار مؤذنًا لمسجد الإمام الحسين خلفاً للشيخ على محمود.
العمل في فرقة نويرة
سُرعان ما لمع الشيخ محمد الفيومي كقارئ للقرآن الكريم ومنشد كبير، واكتسب تقدير كبار القراء والمنشدين والفنانين والناس، واشتهر شهرة كبيرة في مصر خلال القرن الماضي بأدائه الجميل وأسلوبه الراقي، وأصبح من كبار المبتهلين والمنشدين بالإذاعة المصرية، وفي عام 1945م كلف الموسيقار عبد الحليم نويرة، مؤسس فرقة الموسيقى العربية، الشيخ محمد بالإشراف على تعليم وتحفيظ كثير من الطلاب الشباب هذا التراث من التواشيح والإنشاد الديني، وبجانب تبحره في علم الإنشاد والمديح الديني كان عالمًا في الأدب والشعر واللغة والثقافة والموسيقي والغناء، والعلوم الدينية وقواعدها.
الاتجاه للسينما
شارك الشيخ محمد الفيومي في السينما المصرية في عصرها الذهبي، وهو أول أزهري يلقي التواشيح والإنشاد الديني في السينما، استعان به المخرجون الكبار لتصويره وهو يؤدي الإنشاد الديني، اشترك الشيخ محمد في فيلم عزيزة عام 1954، بطولة فريد شوقي، نعيمة عاكف، عماد حمدي، سعيد أبو بكر، شكري سرحان، منير الفنجري، زينات صدقي، طوسون معتمد، محمد قنديل وزينب صدقي وإخراج حسين فوزي، وعُرض الفيلم في دور السينما في أول نوفمبر 1954م، الفيلم الثاني الذي شارك فيه “الشيخ محمد” بإنشاده وتواشيحه “رصيف نمره خمسة” إنتاج 1956م، بطولة الفنان فريد شوقي، هدى سلطان، زكي رستم، محمود المليجي، فاخر فاخر، الطوخي توفيق، عبد الغني النجدي، محمد رضا، ملك الجمل، نعيمة وصفي والطفل سليمان الجندي، وإخراج نيازي مصطفي وعرض علي شاشة السينما يوم 13 فبراير 1956م.
وفاته
توفي الشيخ محمد الفيومي يوم 10 إبريل عام 1988م، وتم دفنه بالقاهرة.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال