صامويل مورس ..الرسام الذي اخترع التلغراف
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
كان صامويل مورس رسامَا موهوبًا ذاعت شهرته في أمريكا وأوربا، وهو ما يزال في الثانية والعشرين من عمره، عندما أدرجت إحدى لوحاته بين اللوحات التسع الاولى من ألفي لوحة عرضت في الأكاديمية الملكية بلندن لفنانين من مختلف انحاء العالم.
كان والده في أول الامر يعارض فكرة اتخاذه للرسم مهنة يتكسب منها عيشه، ولكنه عندما ظفرت لوحاته وهو في التاسعة عشرة بتقدر الرسام الشهير”جلبرت ستوارت” سمح له بأن يتخصص في دراسة الفن بانجلترا، وقد ظل فترة بعد عودته الى وطنه “أمريكا” عام 1815، فترة من الوقت ينتج لوحات تلاقي تقديرًا واعجابًا من كثيرين، وكان اروع هذه اللوحات صورة لصديقه “لافاييت” ما تزال معلقة بمتحف الفن بنيويورك.
وفي اكتوبر سنة 1832، كان “صامويل مورس” عائدًا على ظهر احدى السفن من زيارته لأوربا، ودار الحديث بينه وبين بعض المسافرين حول الكهرباء، وقال أنه يامل أن يخترع جهازًا كهربائيًا يمكن بواسطته نقل الاخبار عبر المسافات الطويلة في لحظات، فسخر منه السامعون فتحمس لتنفيذ الفكرة وظلت فكرة الجهاز تنتابه كالحمى طيلة بقية الرحلة، فجمع ما قرأه عن الكهرباء، محاولًا تسخير هذه المعلومات لتحقيق فكرته، فيكون ردًا عمليًا على من سخروا منه، وعندما رسا في نيويورك كانت كراسته تحوي تصميمات لآلة التلغراف، لم تتغير قواعدها الأساسية حتى اليوم.
اضطر”صامويل مورس” لبيع معظم لوحاته لينفق على اختراعه، وبلغ به الأمر ان عجز عن دفع ايجار غرفة نومه، وكان يطهي الطعام بنفسه ليوفر المال لمواصلة تجاربه، وكان يضطر لصنع جميع الأدوات اللازمة له من بطاريات وقضبان ممغنطة، وحتى السلوك الكهربائية، وقد استخدم لجهاز الاستقبال”برواز” صورة تثبت فيه أجزاء من ساعة قديمة لتسحب شريطًا من ورق تحت بندول به طرف قلم، وكان طرف القلم يتحرك الى الأمام والى الخلف، محدثًا خطًا متموجًا يمكن قراءته كنقط وشرط.
وفي عام 1836 اهتدى”صامويل مورس” الى صنع الجهاز الذي كان يحلم به، ولم يبق له ألا أن يصنع رموزًا للحروف الأبجدية من النقط والشرط، فوضعها بمعاونة “ألفريد فيل” أحد معاونيه، وفي 24 يناير 1838، عرض لأول مرة جهازه، وكان يطمع في منحة مالية من حكومته، لكن معاونيه الثلاثة اختلفوا مع بشأن تسجيل الجهاز، ووجد نفسه في منازعات وقضايا لا حصر لها، جعلته يكتب بأسى:”مسكين هو المخترع .. حالته سيئة لا يحسد عليها حتى حين يبلغ قمة النجاح اذا يكثر حساده وأعداؤه”.
ومضت خمس سنوات قبل أن يعتمد الكونجرس مبلغًا خاصُا لانفاقه على تجربة التلغراف، مما اضطر “صامويل مورس” أن ينتقل الى ميدان جديد، الى ميدان التصوي، وكان ذلك اثر لقائه بداجير في باريس. حسبما ورد في مجلة “مجازين دايجست”.
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال