صيدلية المستشفى في التاريخ الإسلامي “هكذا طور المسلمون الشرابخاناه”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
اتسم وضع المستشفى في التاريخ الإسلامي بأهمية كبرى لدى السلاطين والملوك المتعاقبين منذ أن عرف المسلمون فكرة التداوي الحربي، بالتالي كان لابد من تأسيس شيء ملحق بها للدواء.
أول مستشفى في التاريخ الإسلامي
اعتبر كثيرون أن تحديد أول مستشفى في التاريخ الإسلامي يعود إلى العهد النبوي وذلك عملاً بالحديث الذي جاء في صحيح مسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أصيب سعد بن معاذ يوم الخندق رماه رجل من قريش أبن العرفة، رمي في الأكحل، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد يعوده من قريب.
وقالت سيرة بن إسحاق “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعل سعد بن معاذ في خيمة لامرأة من أسلم يقال لها رُفيدة في مسجده، كانت تداوي الجرحى وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به ضبعة من المسلمين وقد كان رسول الله قد قال لقوم حين أصابه السهم بالخندق: اجعلوه في خيمة رُفيدة حتى أعوده من قريب”.
اقرأ أيضًا
الدكتور إبراهيم حسن الطيب والطبيب لي وين ليانغ “حين تفوقت مصر على الصين”
لكن المؤرخ تقي الدين المقريزي اختلف مع هذه الرؤية فقال أن أول من بنى البيمارستان في الإسلام ودار المرضى، الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي في سنة 88هـ 706م وجعل في البيمارستان الأطباء وأجرى لهم الأرزاق وأمر بحبس المجدمين لئلا يخرجوا وأجرى عليهم وعلى العميان الأرزاق.
يعزز قول المقريزي ما ذكره محمد بن جرير الطبري في كتاب تاريخ الرسل والملوك “كان الوليد بن عبد الملك عند أهل الشام أفضل خلائفهم، بنى المساجد مسجد دمشق ومسجد المدينة، ووضع المنار، وأعطى الناس، وأعطى المجذمين وقال: لا تسألوا الناس وأعطى كل مقعد خادما وكل ضرير قائدا”.
صيدلية المستشفى
أقدم مؤرخ تكلم عن صيدلية المستشفى هو أبو العباس القلقشندي حيث قال “هذه الخزانة هي المعبر عنها في زماننا بالشرابخاناه وهي الحواصل المعبر عنها بالبيوت، ذلك أنهم يضيفون كل واحد منها إلى لفظ خاناه كالشراب خاناه والطشت خاناه والطبل خاناه ونحوها وخاناه لفظ فارسي معناه البيت فتأويلها بيت الشراب، إلا أنهم يؤخرون المضاف عن المضاف إليه على عادة الفرس في ذلك، وكان فيها من أنواع الأشربة والمعاجين النفيسة والمربيات الفاخرة وأصناف الأدوية والعطريات الفائقة التي ر توجد إلا فيها، وفيها من الآلات النفيسة والآنية الصيني من الزبادي والبراني والأزبار ما لا يقدر عليه غير الملوك، وقد كان لكل مارستان خزانة للشراب كاملة كما في وقفية المارستان المنصوري قلاوون وغيره ولكل شراب خاناه مهتار يعرف يمهتار الشرابخاناه ومهتر بالفارسية بمعنى رئيس متسلم لحواصلها له مكانة عالية وتحت يده غلمان عنده برسم الخدمة يطلق على كل واحد منهم شراب دار”.
مثلما كان للمستشفى صيدلية كان للقصر السلطاني صيدلية تخص الملك وحده ويقوم عليها شخص اسم وظيفته الشادّ وتكون لأمير من أكابر أمراء الذين يُشْهَد لهم بالأمان، أما من يتولى جمع مواد الأدوية فاسمه مهتار الشرابخاناه.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال