160 مشاهدة
ضفدع وصديق أزرق (3) ..ضفدع سين
في عالم آخر من العوالم الموازية كنا أصدقاء نلعب في حارة واحدة بالبلي والفوانيس. أشكو لأمي أنك دفعتني إلى الأرض أثناء اللعب، فتشكو لأبيك أنني حلفت ألا أشاركك البطاطس التي حمرتها لي أمي، فتملك منك الغيظ فدفعتني إلى الأرض ، والتصق وجهي بها حيث ما أستحق من تأديب.
أجهشت في البكاء تمامًا كما أفعل هذه الأيام عندما أصطدم بأرض الحقيقية؛ ليس هناك عالم مواز، كما لم نلعب أبدا سويا ويبدو أننا لن نلعب أبدا معًا.
عندما بكيت شعرت بأنك تسرعت، وشعرت بالشفقة على حالي وحال فستاني الذي تاهت معالمه في التراب.
أقرأ أيضا…صفدع وصديق أزرق..المشاية أتوكأ عليها
كنت تحب هذا الفستان الذي كنت أتمخطر فيه مزهوة بألوانه بين بقية البنات الصغيرات.
كبرت وعرفت الكثير من الفتيات بأكثر من عدد شعر رأسك، كما ملأ شعرك اللون الفضي علامة على الأيام التي مرت دوني.
كنت ولازلت أشعر أنني بعالم مختلف.. أعرفك كنا أصدقاء، ولكن طالما ترفض تصديقي فكيف لي أن أستدعي هذه الذكريات لذهنك؟
سين..سين سؤال يفتح أبوابًا مغلقة؛ متى سيسمح لي الزمان بخوض تجربة أريدها؟
أقف لأمي دائمًا وأقول لها عندما تخاف علي من الروج الأحمر: ماتخافيش عليا..دا حتة روج مش هيحصل لي حاجة بسببه.
أقرأ أيضا…ضفدع وصديق أزرق الحكاية الثانية..كيف ترى أنفك؟
تماما كما أفعل مع الراعي الكبير؛ أقف بين يديه قائلة: سوف أنجو ولكن اعطني ما أريد، دعني أخوض التجربة هذه المرة. بكل مرة أنجو من التجربة نفسها دون أن يتحقق حلمي أبدًا بخوضها.
يد الله تدخل دائما لانقاذنا من أمانينا ولكننا لا نفهم سوى بعد مرور الآلم كله.
ضفدع ينط في رأسي بهذه الأمنية الصعبة والتي ربما تحققها أهلكني، ولكن هكذا هي الأماني تعذبنا طالما لم تتحقق، وأحيانا تعذبنا لو تحققت.
في عالم آخر كنت سأحكي لك هذه الحواديت، كنا سنصبح أصدقاء، ولكن مع الأسف لا تساعدنا الحياة على ذلك، ولا ذاكرتك أيضًا!
الكاتب
ما هو انطباعك؟
