عادل أدهم .. أو كيف تصبح خالدا من خلال الإفيه؟
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
منذ ما يقرب من 13 عاما كنت اجلس مع صديق وتطرق بنا الحديث عن الفن وبالتبعية أصبح الحديث عن الممثلين لتأتي سيرة ممثلي الشر، وطبيعي ومنطقي أن تأتي سيرة عادل أدهم ليقول صديقي جملة لم انسأها أبدا، قال (أهو عادل أدهم ده الراجل اللي أدى للجملة التافهة سعر) لتستقر الجملة في عقلي.
بالفعل عادل أدهم هو الرجل الذي أعطي للكلمات العادية والمعتادة سعر أكبر بكثير من مما كنا نتخيل فهو من حلو كلمة ” قطة” لكلمة ذات دلالة فقط بطريقته في قولها وطريقة أداءه لها والموقف الذي قالها فيه، ربما يعتقد البعض أن الأمر هين أو بسيط ولكن في الحقيقة الموضوع أكبر من ذلك بكثير.
عادل أدهم المولود في الإسكندرية في يوم 8 مارس عام 1928، والذي حاول دخول الفن في النصف الثاني من الأربعينات ولكن أنور وجدي رفض وقال إن هذا الفتي لا يصلح للتمثيل إلا أمام المرآة فقط لا غير، ليتجه الشاب إلى الرقص ويتعلم الرقص في مدرسة يونانية بالإسكندرية ليظهر كراقص في فيلم ليلى بنت الفقراء عام 1954.
بعدها انقطع عمله في السينما إلا من ظهور بسيط في أفلام قليلة مثل جواهر والبيت الكبير عام 1949، ماكنش عالبال عام 1950، لينتهي عمل عادل أدهم في السينما لمدة 14 عام يعمل خلالها سمسار في بورصة القطن ليعود للسينما بعد غلق البورصة وتأميمها ليقرر العودة للسينما على يد المخرج أحمد ضياء الدين في فيلم فتاة شاذة عام 1964، لتبدأ مسيرة عادل أدهم متنوعة بين الكوميدي والشر والشرير خفيف الظل.
في عالمنا كنا نسمع الكثير من القصص عن عادل أدهم مثل تلك القصة التي كانت متداوله في التسعينات حينما سأله أحدهم أن هناك فنانة معروفة وقتها تدعي انهها مازالت عذراء ليضحك عادل أدهم بملء فيه ويقول “أه كل اللي رافقوها قالوا كدة”!
أو تلك القصة حينما دخلت فنانة معروفة أيضا إلى قاعة احتفال ومعها أحد الرجال ليقول عادل أدهم مقولة خالدة ربما ليس من اللياقة ذكرها هنا ولكن يمكن التنويه أنها تناص على نص مقدس.
تلك الحكايات وغيرها غير حقيقية فلم يثبتها أحد أو يؤكدها أحد، ولكنها تؤكد مكانة عادل أدهم في نفوس المصريين الذين أصبحوا يألفون قصص وحكايات حول شخصية عادل أدهم وقفشاته المختلفة بعيدا عن عالم السينما، والسبب هو حبهم غير العادي أو الطبيعي لعادل أدهم.
هل تعرف جملة “إدبح يا زكي قدرة يدبح زكي قدرة.. قيلت في أي فيلم” راجع ذاكرتك لتكتشف أنك لا تعرف الفيلم ولكنك تحفظ الجملة عن ظهر قلب، الفيلم الذي قيلت فيه تلك الجملة هو فيلم حكمتك يارب، أنت تنسي أسم الفيلم ولكن ما قاله أدهم لا ينسى أبدا.
في فيلم الفرن الفيلم الأكثر شهرة لأدهم اتحدا كان تتذكر أحداث الفيلم والحبكة والشخصيات لكنك تتذكر بوضوح كل قفشاته بداية من ها نرقص دانس وأهلا بيبو والحق هو اللي يمشي وغيرها، ليكون السؤال الأن، لماذا عادل أدهم؟
الموضوع ببساطة شديدة جدا، عادل أدهم بالإضافة لحضوره القوي وموهبته الطاغية وقدرته على التحكم في الشخصية هو يمتلك أمر شديد الأهمية لأي ممثل ولا سيما الممثلين أصحاب البصمات الحوارية، وهي قدرته على صياغة قفشات بنفس لسان الشخصية وثقافته فلا يمكن أن تجد شخصية بلدي مثل شخصية المعلم في فيلم الفرن تلقي قفشه مثل ما قاله في فيلم ثرثرة فوق النيل.
قدرة عادل أدهم على فهم الشخصية واستخراج قفشات تلائمها إضافة لذكاء تلك القفشات وتأثيرها وملائمتها للكثير من الأحداث هي ما جعلته حيا يرزق إلى تلك اللحظة، عادل أدهم ليس فقط شرير خلدته السينما بأدوار أو أداء تمثيلي متقن ولكنه نجم شعبي حاضر دائما في وجدان الشعب المصري بكافة طبقاته وبمختلف أجياله والسبب هي تلك الموهبة المعجونة بذكاء لا حدود له وقدرة على الإضحاك والتقمص حتى مع أقل الشخصيات عمقا.
إقرأ أيضاً
عن نعمت مختار.. رقصت بالمصحف على صدرها وطلقتها علوية جميل من المليجي
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال