همتك نعدل الكفة
888   مشاهدة  

عارفة عبد الرسول .. من حق الكبير يدّلع

عارفة عبد الرسول
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



حملة ضخمة من التنمر والتجريح وقلة الذوق والأدب وانعدام الإحساس، تعرضت لها الفنانة الرايقة عارفة عبد الرسول بعد أن نشرت صورة لها في البحر قائلة : لقيت الطبطبة . في التعليقات على الصورة رد بعض البنى آدمين ذات الرؤوس الحيوانية – مع اعتذارنا للحيوانات- قائلين : “على جحيم جهنم ” ، ” انتي عندك عيال” ، وتعليقات من هذا القبيل القذر . في المقابل حاول البعض التخفيف على الست الكُمّل ،عارفة، ببعض التعليقات الرافضة للتعليقات السخيفة .

لكن هذه الواقعة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة حتى تنتهي الثقافة العرة المتجذرة عن البعض في مجتمعاتنا الشرقية ، وبالأخص ثقافة التعامل مع الكبير في السن ، هنا لا يحق للكبير أن يضحك بصوت عال ، ولا يمضغ لبانة ، ولا يسمع أغنية بصوت واضح على الموبايل ، ولا يحق له أن يلبس سلسلة ، ولا حذاء ملون ، ولا يحق له أن يعتني بنفسه ، ولا يحق له أن يأكل الآيس كريم وسط تجمعات ، ولا يتجرأ ويركب سكوتر ، وطبعًا الارتباط في هذا العمر من الكبائر ، وطبعًا الرقص في هذا العمر من الكبائر ، وطبعًا وضع أحمر الشفاه ، أو تشذيب الذقن في هذا العمر من الكبائر ، وطبعًا ممارسة الرياضة في هذا العمر تثير السخرية ، وطبعًا محاولة تعلّم شئ جديد لن تُقابل إلا بالجملة النمطية : بعد ما شاب ودّوه الكُتّاب ، وطبعًا كل شئ في هذا العمر حرام وغلط وعيب على سنك .

عارفة عبد الرسول
عارفة عبد الرسول

وفي هذا التقرير أربعة استراتيجيات ، ثلاثة منها متعارف عليها في الدول المتقدمة وواحدة صناعة مصرية خالصة للعيش بعد الستين ، ربما يرى الكبير أن سنه فخرًا له لا مهانة ، وربما يعلم الصغير أن التطاول على سعادة ومزاج الكبير يعد تطاولًا على الزمن الذي تدور دوائره على الباغي دائمًا.

الاستراتيجية الأولى : ابدأ مشروعك الخاص
والمشروع هنا ليس بمعنى المشروع الربحي ، بمعنى المشروع الخاص الذي كنت تؤجله بسبب التزامات الحياة ، سواء أكان التطوّع أول العمل في إحدى المنظمات الخيرية أو السفر عبر العالم أو حتى القراءة والمطالعة المؤجلة ، حتى وإن كان هذا المشروع عبارة عن الاسترخاء الشخصي ، والتمتع بذلك وعدم إيذاء النفس بكلمة “ماذا لو كنت فعلت هذا في العمر الماضي ” ، تمتع بتقليص المسئوليات وافتخر فقط بنجاحاتك وكفاحك السابق .

 

الاستراتيجية الثانية : صاحب جسدك

تقول الاستراتيجية الثانية أن في سن الستين وما بعده لابد أن يعترف الإنسان أن جسده لن يعود كما كان في السابق ، وأن هناك بعض الأمراض لابد من وجودها ، لابد أن يصادقها الإنسان ، ويعتني بالباقي من جسده ، وتؤكد النظرية أن هذا الاعتناء يجب أن يكون بلطف ، فأنت لست مطلوب منك أن تشترك في إحدى صالات الجيم الفاخرة ، ولا مطلوب منك أن تكون بطلًا لكمال الأجسام ..حافظ فقط على وزنك وسعادتك النفسية ، فهما كفيلان على الحفاظ على جسدك من الأمراض الخاصة بالعمر .

 

الاستراتيجية الثالثة : لا تختزن المال

ربما تكون هذه الاستراتيجية مختلفة تمامًا لما يحدث في مجتمعنا الشرقي ، ففي مجتمعاتنا يعمل الرجل لنفسه ولأولاده ولأحفاده ، يكتنز المال لزيجات أبنائه ، وعمل مشروع لحفيده القادم بعد عشرين سنة في علم الغيب .. هذه الاستراتيجية تقول أن الأبناء عليهم صناعة مستقبلهم بأنفسهم ، طالما عرفوا من أين يأتي المال ، وطالما لم تقصر في تربيتهم ، وطالما هو مالك فهو لك ، وطالما أنت لازلت هنا فأنت فلابد أن تستمتع به .

 

الاستراتيجية الرابعة : أن تكون عارفة عبد الرسول

إقرأ أيضا
الصوم المسيحية

هذه الاستراتيجية بالذات يمكننا أن نقول أنها صناعة وطنية ، لم يتحدث عنها الخواجات ولا غيره ، فقط فعلتها الفنانة الرايقة عارفة عبد الرسول دون كلام عنها ، وهي ” طنش تعيش مبسوط”، وكصحفي كنت أنتظر على أحر من الجمر ردود عنترية من عارفة عبد الرسول على ما حدث ، ونصائح وآراء منها للجميع في كيفية تجاوز تلك الحملة من التنمر ، لكنها تجاهلت كل هذا ، وربما أغلقت السوشيال ميديا واستمتعت بباقي اليوم على الشاطئ في الشمس والهواء ، وليسقط هؤلاء .. وتعيش عارفة عبد الرسول .   

 

 

الكاتب

  • عارفة عبد الرسول محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
3
أعجبني
4
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
3


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان