همتك نعدل الكفة
922   مشاهدة  

عبده عوض صاحب القدرات الخارقة يحاكم ابن رشد

أحمد عبده عوض
  • روائي وكاتب مقال مصري.. صدر له اربع روايات بالإضافة لمسلسل إذاعي.. عاشور نشر مقالاته بعدة جرائد ومواقع عربية منها الحياة اللندنية ورصيف٢٢.. كما حصل على عدة جوائز عربية ومنها جائزة ساويرس عن رواية كيس اسود ثقيل...

    كاتب نجم جديد



راح أحمد النجار يقلب في قنوات التليفزيون وقد أصابه الملل وخيبة الأمل، وراوده سؤال ملح: كيف أصبح الإعلام بتلك الصورة المزرية؟!

وفكر أيضاً في دور الإعلام وأهميته في تشكيل وعى الشعوب. هو يدرك جيداً أن الإعلام سلاح ذو حدين، وأنه وسيلة للهدم كما هو وسيلة للبناء.

YouTube player

وتوقف عند «قناة الفتح» وكان قد سمع من أحد الزبائن عن العجائب التي يقوم بها العالم العلامة «أحمد عبده عوض» صاحب القدرات الخارقة، فالشيخ الجليل قادر على قهر الجن والعفاريت، وعلاج جميع أنواع الأمراض. وأكد الزبون على مواهب الشيخ المتعددة فهو – عبده عوض-  صاحب القناة ومديرها ومقدم جميع البرامج بالقناة.

وحكي أن الشيخ صاحب دعوة مستجابة لا تُرد، لذا فإن المشاهدين ينهالون عليه بالاتصالات، وأنه يستجيب لهم دوماً ويحل مشكلاتهم مهما كانت عظيمة بدعوة واحدة.

وقال الزبون أيضاً إن للشيخ قدرة عجيبة على إخراج الجان من البشر، وإنه بعكس باقي الشيوخ بإمكانه أن يتواصل مع الجن من خلال التليفون، وإنه في إحدى المرات اتصلت به سيدة مغربية تعاني من الهم والغم والصرع فاكتشف أن بها مس من جن ألمانى، وتحدث معه أمام الكاميرات حتى خرج منها، وليس ذلك فحسب، بل أعلن الجن إسلامه على الهواء ونطق بالشهادة. قال الزبون إنه نطقها بتلك الطريقة: «أشهد أن لا إله إلا الله وأن مهمداً رسول الله».

وضحك النجار على سذاجة عقل الزبون! غير أن الزبون أضاف بجدية:  «لا تسخر من العلماء إنهم ورثة الأنبياء، والسخرية منهم إثم عظيم، وذنب لا يرتكبه سوي جاهل أو غافل أو حاقد! يكفى ما يقدمه الشيخ الجليل للأمة من علوم ومعرفة.

وأوضح الزبون أن العالم والشيخ «أحمد عبده عوض» لم يكتفِ بالعلوم الكلامية فقط، وإنما امتد علمه ليشمل صناعة الأدوية، وإن كان يستخدم فيها الأعشاب الطبيعية. غير أنه يقوم بالقراءة عليها ما تيسر من القرآن والأدعية، وأنه جربها شخصياً، وبفضل الشيخ وبفضل أعشابه وبفضل الله قد شفي من دائه.

ولم يسأله النجار عن الداء الذى كان يعاني منه! ربما لأنه يعرف. وترك أحمد النجار الزبون لأوهامه وانشغل بـ«قناة الفتح» وما تعرضه الآن:

YouTube player

كان برنامج اليوم عن «علماء العرب الملاحدة»، وتحول الاستوديو إلى قاعة محاكمة فعلية، القاضى فيها شيخنا الجليل، والمتهم «ابن رشد»، وكان قد وضع لوحة في قفص الاتهام كتب عليها بخط نسخ كبير «ابن رشد كبير الملاحدة».

وكان أحمد عبده عوض يصرخ في اللوحة كأنه يخاطب ابن رشد بالفعل: «تأدب أنت فى حضرة عالم». وكان صوت يأتى من داخل القفص، متردداً ومتهدجاً وخانعاً: «أعلم أنك عالم العلماء، وكلنا نرتوي من نهر علمك الفياض»..

وقال عالم العلماء عبده عوض: «أحسنت يا ابن رشد. ولكن عليك أن تعترف بذنبك وخطئك وتعلن أمام المشاهدين الكرام أنك عدت إلى صوابك ورشدك، وعليك أن تشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن ما كتبته عن العقل والنقل إنما هو من فعل الشيطان اللئيم»..

ورد الصوت بانكسار: «أعترف أمام المشاهدين الكرام أن ما قلته إنما كان من وسوسة الشيطان الرجيم، وأنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن العقل بيت الشيطان والنقل من عند الله».

هدأ العالم الجليل وارتاح، وراح ينظر إلى جمهوره الوهمي ويقول: «كما سمعتم أعزائى المشاهدين فإن ابن رشد تاب توبة نتمنى على الله أن يتقبلها، ويكتبها له توبة نصوحاً».

إقرأ أيضا
تاريخ التليفون في مصر

ثم سأل جمهوره مستفسراً: «هل نحاكمه أم نصفح عنه؟».

وغرق النجار في حيرة.. ما هذا العته؟ وكيف يُسمح لمثل تلك القنوات أن تبث سمومها في عقول العوام؟ ولماذا تحارب الدولة الإعلام الجاد والهادف وتُبقى على إعلام الرجعية والسلفية؟ وكم قناة أخرى تنشر الأكاذيب وتتلاعب بالعقول البسيطة؟

وحاول أن يحصي الكثير، غير أن البرامج التى تدعم الجهل وتحارب العقول المستنيرة لا يمكن حصرها!

 

الكاتب

  • عبده عوض عمرو عاشور

    روائي وكاتب مقال مصري.. صدر له اربع روايات بالإضافة لمسلسل إذاعي.. عاشور نشر مقالاته بعدة جرائد ومواقع عربية منها الحياة اللندنية ورصيف٢٢.. كما حصل على عدة جوائز عربية ومنها جائزة ساويرس عن رواية كيس اسود ثقيل...

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان