همتك نعدل الكفة
2٬256   مشاهدة  

عبلة الكحلاوي بنت مداح النبي .. “لماذا هي الأصدق في داعيات جيلها”

عبلة الكحلاوي
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تستحق الدكتورة عبلة الكحلاوي وحدها لقب أصدق داعيات جيلها على الإطلاق، فبعيدًا عن سيرتها الذاتية المعروفة للقاصي والداني والتي حكتها عن نفسها في لقاءات متعددة، لكن هناك زوايا في سيرتها تستحق التأمل وتفسر سبب لقب الأصدق.

عبلة الكحلاوي .. الحلم المنهار والمَشْرَب الباقي

الدكتورة عبلة الكحلاوي
الدكتورة عبلة الكحلاوي

حضرت الدكتورة عبلة الكحلاوي في بدايات حياتها الحلم القومي الناصري العروبي وتأثرت به لدرجة أنها تمنت أن تكون جزءًا منه عن طريق مجموعها في الثانوية العامة إذ أرادت أن تكون سفيرة، غير أن أبيها الراحل محمد الكحلاوي الذي وهب نفسه للإنشاد جعلها تدخل الأزهر الشريف فرضخت له والتحقت بالتعليم الديني حتى تميزت فيه.

انهار الحلم القومي بالنكسة فبقي بالنسبة لعبلة الكحلاوي مشربًا واحدًا هو التصوف بحكم تربية أبيها الذي كان يجول كل مساجد آل البيت لاستئذانهم قبل الإنشاد، حتى خرجت الدكتورة عبلة الكحلاوي للتدريس والدعوة في واحدةٍ من أحلك فترات مصر والعالم العربي فكريًا.

الصادقة في مراحل الكذب المتباينة

عبلة الكحلاوي
عبلة الكحلاوي

في السبعينيات حازت عبلة الكحلاوي على الماجستير في الفقه المقارن (1974) والدكتوراة (1978) من جامعة الأزهر، في أوقاتٍ شديدة القتامة، فالتواجد الشيوعي/الناصري قد اضمحل وتم استبداله في الدولة الساداتية (دولة العلم والإيمان) بـ الوهابية والإخوان والجماعات الإسلامية.

كان الشيخ الشعراوي يشق طريقه عبر التلفزيون بخواطره في تفسير القرآن، والخطيب عبدالحميد كشك يصول ويجول من فوق منبر مسجد عين الحياة ويكيل اللعنات على الجميع، أما زينب الغزالي فكانت متصدرة الحِرَاك النسوي الدعوي بمصر.

تركت الدكتورة عبلة الكحلاوي مصر وهي تموج في بحر لجي من الصراعات الفكرية والسياسية وتذهب إلى مصدر كل أذى ديني حيث سعودية السبعينيات التي لم تقل ضراوة في التغيرات عن مصر، فظلت بها 10 سنوات كرئيس لقسم الشريعة في كلية التربية بمكة، إلى جانب دروسها في الكعبة.

اقرأ أيضًا 
تاريخ وزراء أوقاف مصر .. 67 وزيرًا بين الصوفية والقتل والتورط في فضيحة لوسي أرتين

لم تتعرض الدكتورة عبلة الكحلاوي إلى أي أذى من الوهابية على الرغم من تكوينها الصوفي الأشعري، والعجيب أنها لم تمالئهم، فهي ليست مثل الأزهريين والأزهريات الذين تقربوا من السعودية بمؤلفات عن محمد بن عبدالوهاب عقب حادث جهيمان العتيبي، كذلك لم تلحق بَرْكَب حركات التأسلم السعودي وقت ما يسمى بالجهاد ضد السوفييت، فقط تمسكت بمشربها الصوفي الأزهري إلى أن عادت لمصر سنة 1989 م.

YouTube player

عادت الدكتورة عبلة الكحلاوى إلى مصر التي تغيرت في عينها كإطار عام، لكنها لم تتأثر بلزاجة الابتسامة السلفية، أو بمياعة الخطاب النسوي الديني الذي نشأ في فترة حُمَّى الفنانات المحجبات، إنما التقتهم من أجل وعظهن دون مهاجمة الفن، ولم تتنكر لأبيها الفنان، كذلك لم تخض أي معارك فكرية ضد أي تيار في تسعينيات الإرهاب، وإنما قررت أن تأخذ خطًا آخرًا ومميزًا وهو خط (التعليم والأخلاق)، كون أن الدكتورة عبلة الكحلاوي تتبنى رؤية تقول أن كارثية المجتمع تحدث مع انهيار التعليم وانعدام الأخلاق، لكن لم تأخذ شهرة كغيرها لأن النوافذ كانت قاصرة على شرائط الكاسيت والكتب.

إقرأ أيضا
أول شهداء فلسطين
YouTube player

وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 وتوهجت القنوات الدينية بشكل منقطع النظير عبر الأم الروحية للفضائيات الإسلامية قناة اقرأ فظهرت مع داعيات أخريات كُنَّ متكلفات في طريقة العرض ونمطيات في شكل الطرح، باستثناء عبلة الكحلاوي بصوتها الحاني الذي يشعر الرجل بأنها أمه وأخته، وتُشْعِر المرأة بأنها خالتها أو أمها، وتشعر الأطفال بأنها جدتهم، فضلاً عن الموضوعات التي طرحتها.

لم تتخلى الدكتورة عبلة الكحلاوى عن مشربها الصوفي قط طوال 40 عامًا من العمل الدعوي، فهي لم تكن من هواة الكلام في بول البعير أو فتاوى الحجاب والزي، وإنما اهتمت بمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم عبر برنامج في حب المصطفى فراحت في كل القنوات تتكلم عن السيرة، ثم تطورت فتناولت الأخلاق، ولم تنجرف كغيرها في القضايا الجدلية المُسْتَهْلَكَة.

مبنى جمعية الباقيات الصالحات
مبنى جمعية الباقيات الصالحات

على صعيد العمل العام فإن عبلة الكحلاوى كانت سيدة الخير وليست سيدة أعمال بخمار الدعوة، وتأثرت في ذلك بأبيها، فقد رعت مسجده في البساتين ثم أسست جمعية خيرية في المقطم لرعاية الأطفال الأيتام ومرضى السرطان وكبار السن من مرضى الزهايمر واختارت لها اسم الباقيات الصالحات، فعبلة الكحلاوي أرادت أن تحظى بأجر الباقيات الصالحات لأنها خير عند ربك ثوابًا وخير أملاً.

الكاتب

  • عبلة الكحلاوي وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
14
أحزنني
0
أعجبني
6
أغضبني
2
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان