عزاء أحمد خالد توفيق الوحيد أنه لم يعد شاباً!
-
أحمد حمدي
كاتب نجم جديد
هل تعلمون أنه تنبأ بوفاته قبل موته..
لم يعد هذا الوجه مثلما كان منذ عشرين عاماً، بل لم يعد مثلما كان منذ ثلاثين عاما – نحن مخلوقون من الفناء و نحن لا ندرك قيمة الأشياء الا في لحظة فنائها أيضاً ، و ليست القضية الان من يعرف أحمد خالد توفيق أو من لا يعرفه ولا أعتقد أنها قضية أحمد خالد توفيق نفسه الآن ، لأن من يقرأه يستطيع أن يجزم بانه نفسه كان يبحث عن نفسه طيلة كتاباته ليعرفها حتى عرفها ورآها.. فمات.
فليس غريبًا اليوم أن تجده يتنبأ بموعد موته في روايته “قهوة باليورانيوم” عندما قال ” إذا كان هذا هو الموت بدا لي بسيطاً و مختصراً و سريعاً بهذه البساطة انت هنا ..انت لم تعد هنا و الأغرب انني لم اجد اى شيء من تجربة الدنو من الموت التي كتبت عنها مراراً..تذكرت مقولة ساخرة قديمة هو ان عزاؤك الوحيد اذا مت بعد الخامسة و الأربعين هو انك لم تعد شاباً “.
و في رأيي أن هذا هو عزاؤه الوحيد فعلاً ..
تفارقنا أيام ونفارقها، ولا تدنو أمام أعيننا صورة الدنيا أبدًا ، كلنا شعراء، وممثلون ، ومبدعون و كل ما نريده في حياتنا أن نجد من يطمئنا ويستمع إلينا ويغفر لنا، ربما هى تلك الرحمة التي يناشدنا بها الرب و لا نريدها الا منه فقط دون ان تتسع صدورنا بها لبعض بقلب شاب .
قد عاش أحمد خالد توفيق كشاب و كتب كشاب وكتب للشباب ، رأى أحلامهم و رصد أوجاعهم و هون عليهم بقدر ما استطاع و في الوقت الذي رأينا فيه رحيله مفاجأة كان يرى هو رحيله قراراً لا يحب ان يتخذه و لهذا رحل بهذا الشكل و لهذا كان يجب أن يخطفه الموت دون اختيار و دون انذار و دون اعتراض .. و ينبؤه بعدها أن عزاؤه الوحيد أنه لم يعد شاباً.
كيف أنقذ نجيب محفوظ الفنان محمد فوزي من الإفلاس؟
الكاتب
-
أحمد حمدي
كاتب نجم جديد