عزيزي حَكَم الاحتواء.. نشكركم على حسن تعاونكم
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد
منذ أن انتهت مباراة القمة 123 بين الأهلي والزمالك بفوز كبير للمارد الأحمر على منافسه التقليدي بنتيجة خمسة أهداف مقابل ثلاثة، ولم تهدأ صفحات السوشيال ميديا حتى اللحظة.
طوفان من التريندات المتلاحقة ضرب الصفحات الرياضية وبرامج التوك شو بمختلف أنواعها، كان أبرزها “زغلول معلول”، ذلك الذي انتشر في أثناء المباراة نفسها على لسان المعلق الشهير مدحت شلبي.
لكن الحكم محمد عادل لم يشأ أن يترك ساحة التريند دون الظهور فيها، فخرج علينا بتصريح أثار دهشة وغضب الكثير، وحو أنه قرر مع طاقمه التحكيمي “احتواء” لاعبي الزمالك بعد وصول نتيجة اللقاء إلى ثلاثة أهداف للأهلي، ولذلك تغاضى عن إشهار الإنذار الثاني لعدة لاعبين من الأبيض حتى لا تتفاقم أزمتهم، وهو ما فسره البعض على أنه ما فتح الباب للاعبي الأبيض حتى يسجلون ثلاثة أهداف في الشوط الثاني.
تصريح الحكم المصري -وإن كانت نيته طيبة ولا يضمر السوء- يبين كيف تدار الكرة في الدوري العام بالمحروسة، حيث تتم مجاملة فريق على حساب آخر، ولا يتم تطبيق القانون في أرض الملعب بسبب هذا “الاحتواء”.
الفرق كرة القدم و”العويجة”
تخيل معي عزيزي القارئ لو طبق الحكم السلوفيني دامير سكومينا سياسة الاحتواء في مباراة بايرن ميونخ وبرشلونة في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2019/2020، هل كانت البايرن سيسجل ثمانية أهداف في البارسا؟ وهل كانت المباراة ستعتبر من اللقاءات التاريخية في دوري الأبطال؟
هذا هو الفارق بين الكرة المصرية والأوروبية، بل والكرة في العالم بشكل عام، فلا تجد في دولة غير مصر، مدير تنفيذي لاتحاد كرة القدم يصرح في مداخلة هاتفية بأن الاتحاد سيعين حكما محليا لنهائي بطولة الكأس لأن طرف المباراة الأعرق “محتاج بطولة”!
ولن تجد فريقا يتم توجيه البطولة الأهم في البلاد له بسبب “ظروفه” وعدم استقرار مجلس إدارته، فيتم تطبيق كل قوانين اللعبة بشكل عكسي لعرقلة منافسه فقط لا غير.
عزيزي محمد عادل.. نشكركم على حسن تعاونكم معنا، فقد كشفت دون قصد منك عن طريقة إدارة الكرة المصرية سواء في المستطيل الأخضر، أو في الغرف المغلقة، ووجهت الدفة تجاه التريند الأحق بالمتابعة، بعيدا عن “زغلول معلول” و”هبدات الغندور”.
وختاما أعزائي جماهير الكرة المصرية بمختلف الانتماءات، لا داع للتعصب والانجراف وراء تيار “التحفيل” على بعضكم البعض، أو حتى الانفعال الشديد لخسارة فريقكم المفضل، فكرة القدم تمارس في جميع الدول ما عدا مصر، فما يلعب في المحروسة قد يكون بالفعل كرة، لكنها “كرة عويجة” لا تمت لما نشاهده في أوروبا بصلة.
إقرأ أيضاً
اقتصاد القمة .. كيف يستفيد الغلابة من هذه المباراة؟
الكاتب
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد