163 مشاهدة
علي البلوشي ملك الدمى يبهر الجمهور في مهرجان الاسكندرية المسرحي الدولي
منذ ستة أعوام في الدورة السادسة من مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي قدمت الكويت عرضا رائعا استخدم فيه المخرج على البلوشي دمية يرتديها البطل ليؤدي دورين بوجه الدمية ووجهه الحقيقي ولعب ومثل فيه البطل دور الابن والأب بهذا القناع، وكان العرض باسم “راديكالي” وحصد العرض على جوائز مختلفة بالمهرجان.
والدورة ال١٢ من مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي قدمت دولة الكويت لنفس المخرج علي البلوشي عرضا استخدم فيه الدمى بنفس الفكرة تقريبا مع اختلاف النص ومع تعدد الشخصيات التي تستخدم الدمية.
أربعة مسنين يطاردهم حلم بخطر ينتقل للواقع، يرون رجلا تجتمع فيه كل المتناقضات يرتدي قبعة حمراء تمثل ألوانا متعددة من الفساد، يجتمعون في بيت واحد ، يسجنهم نفس الحلم ونفس البيت، تطاردهم أسرار فاضحة تسببت في أذى لآخرين.
تحتار مع الأبطال مع سر المجهول الذي يطاردهم، وماذا فعلوا بالحياة كي يصبح هذا مصيرهم بهذه المرحلة العمرية.
يصرون عند المواجهة أن ليس لديهم أسرارا تدفعهم للخوف، فيما يقف كل واحد منهم يحكي قصته للجمهور في مرحلة تداعي حر ولحظة صدق يحكي فيها كل واحد منهم كيف يحمل سرا رهيبا واقترف ذنبا لا يغتفر أذى به آخرين.
انجذب المشاهدون لتكنيك استخدام الدمى التي يرتديها أبطال العرض، فكل منهم يرتدي دمية يستطيع تحريك رأسها وإخفاء رأسه ورائها أو إظهارها، فيما يغير كل ممثل وممثلة صوتهم بين مرحلة الشباب التي تتمثل في رؤيتنا لوجوههم الحقيقية، وبين وجوه الأقنعة المتحركة والتي تمثل مرحلة الشيخوخة.
برع الممثلون في الانتقال بين العمرين، ولكن سقط أحدهم في خطأ الخلط بين صوت مرحلة الشباب ومرحلة الشيخوخة مع صعوبة أداء الدورين، ولكن كان هذا الخطأ يعد في مشهد واحد، بينما أجادوا جميعا تمثيل الدورين بمعظم وقت العرض.
أتقن المخرج علي البلوشي إخراج حركة الممثلين على المسرح، وعرف أهميتها كي يندمج المشاهد مع الأحداث وحتى لا يشعر بالملل، وخاصة أن العرض كان يعتمد على مكان واحد، وحساب الحركة داخله مهمة.
كان بطل رئيسيا من أبطال العرض الإضاءة ، حيث وظفها المخرج لخدمة أكثر من مشهد واستخدم الألوان التي تناسب كل حالة، مثل استخدام الظلام للشعور بالخوف والتيه، بينما كملت الصورة في ذهن المتفرج الموسيقى المختارة للعرض.
كان العرض باللغة العربية الفصحى وهو تحد كبير لأي ممثل، وكانت اللغة منضبطة طوال العرض، ولكن واجه الجمهور أزمة في عدم سماع الحوار بشكل واضح لعدم استخدام المخرج ليمكرفونات، ربما لخوفه من تعطيل أداء الممثلين أثناء لبسهم الدمى وحركتهم الدائمة فيها، كما كانت هناك بعض العبارات تقال بسرعة كبيرة تعيق بين المتلقي وفهم هذه العبارات.
بالنسبة لي رغم المجهود الكبير الذي بذله الممثلون بهذا العرض “الطابور السادس” إلا أن الأداء التمثيلي بعرض “راديكالي” كان أقوى ، ولكن العرضين يستحقان المشاهدة وعلى مستوى عال من الإبداع.
عرض الطابور السادس قدم من دولة الكويت الشقيقة وكان من أهم عروض هذا العام، تأليف فاطمة العامر، درماتورج فلول الفيلكاوي، ومن بطولة يوسف البغلي، سالي فراج، عبد الله الحمود، ماجد البلوشي، مخرد منفذ وإضاءة فاضل النصار، موسيقى هاني عبد الصمد، تصميم دمى دكتور نبيل الفيلكاوي، أزياء وديكور أسماء عيسى، وتدقيق لغوي الدكتور المصري أيمن الخشاب.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
