عن أغنية محمد منير يا فلسطيني … التفتيش في الدفاتر القديمة

شكلت الأغنية السياسية جزء هامًا من تاريخ المطرب محمد منير في فترة كانت تلقى رواجًا كبيرًا من جموع المثقفين حيث كانت أغنيات تحريضية أكثر منها تعليقًا على الأحداث، عرج منير من خلال الأغنية السياسية على القضية الفلسطينية والصراع مع الكيان الصهيوني فغنى “القدس 86،اتحدى لياليك 88، العمارة 89” وهي الأغنيات التي استدعاها الجمهور مع بدء أحداث “طوفان الاقصى” واستمرار العدوان الغاشم على قطاع غزة.

قرر منير أن يعلق على الأحداث الحالية بأن يصنع أغنية موجهة إلى المناضل والمقاوم الفلسطيني وفتش في الدفاتر القديمة مستدعيًا أغنية “يا فلسطيني” التي غناها من قبل المطرب ماهر عبيد واشتهرت أكثر بصوت المطرب “مدحت صالح” التي غناها في فيلم “بركان الغضب” من إنتاج عام 2002.

الكلمات كتبها الشاعر المظلوم إعلاميًا واّلفة شعراء جيله “عصام عبد الله” الذي دائمًا ما يتناول كافة الموضوعات والمضامين بشكل مختلف تمامًا واعتقد ان قوة كلمات أغنية يا فلسطيني كانت السبب الرئيسي في أن يستدعيها منير .

ابتعد عصام عن التناول غير المباشر ونحت القوافي والاستعارات والمجازات وقرر أن يحتفي بالمقاومة الفلسطينية بشكل مباشر عبر مفردات قوية جدًا تعبر عن حالة الغضب الذي قد ينفجر في أي لحظة من المقاوم الذي لا يخشى قوة العدو أو انتهاكه لحقوق الإنسان وقتل الأطفال والنساء لأن الواقع العالمي يفرض قانونه الغاب وأن الحق لن يعود لأصحابه إلا بالمقاومة حتى لو كان سلاحها هو الحجارة في إشارة إلى الانتفاضات السابقة.

يسكت يسكت رد الشعب وفجأة يطرشقلك شرايينك

ياللي مخطط تلغي العدل وشياطين الشر في تكوينك..

يسكت يسكت الاستحمال لما مراره يساوي الموت..

ينتحر الصبر في فيضانه وينفجر الشعب المكبوت..

تسرق.. تحرق.. تقتل.. تهدم.. وتتفنن في صنوف الغدر..

آدي الشعب.. إن حب يرد.. بحجارة بحجارة بحجارة

 جندك تأمينك..يا فلسطيني.. يا فلسطيني.. ينصر دينك.

الأغنية الأصلية لحنها ووزعها الموسيقار كامل الشريف الذي شكل جزءا هامًا من تاريخ عصام عبد الله، لحن الأغنية على مقام النهاوند “المانير” جمل اللحن تعبيرية حماسية جاءت تصاعدية متماهية بشكل قوي مع الكلمات تحتفي بالمقاوم وتعطي لمحة إيجابية واستنفار  بعيدًا عن الألحان الدرامية التي تعطي صورة انهزامية وسلبية تكرس لمفهوم البكائيات والشجب والتنديد وأن ما باليد حيلة.

إقرأ أيضا

أبي الذي أحب..ابن الاسكندرية

اختار منير أن يستعين بالموسيقار فتحي سلامة أحد الأضلاع الهامة في تاريخه الفني وقائد فرقته حاليًا ليضع التوزيع الموسيقي للأغنية، توزيع فتحي سلامة اختلف كثيرًا عن التوزيع الأصلي للأغنية حيث كان بسيط جدًا اعتمد على جملة إيقاعية قوية ومؤثرات صوتية وديسترشن جيتار عميق جدًا في جزء الهارموني في ظل أن مينر قرر غناء مقطع واحد فقط من الأغنية الأصلية.

اختيار محمد منير لتلك الأغنية تحديدًا كان ذكيًا جدًا رغم أنها قديمًا نسبيًا إلا أن كلماتها لازالت محتفظة بطزاجتها ويمكن سحبها على الأوضاع الحالية حيث كانت رسالة واضحة ومباشرة إلى المقاومة الفلسطينية في ظل هجوم بعض المتصهينين العرب عليها لأنها هي ما بادرت بالهجوم وفي ظل الحظر المفروض على وسائل التواصل الإجتماعي والأخبار الملفقة التي تشيطن المقاومة الفلسطينية.

شريط برئ والقطعة الناقصة التي افسدت الطبخة