عن الحب…الرجل الوحيد الذي أعجبت به ولم أنساه

يوما ما أعجبت بسأل يكبرني بأكثر من عشر سنوات، مثقف، راقي، لطيف، يعشق الموسيقى.

ذهبت صديقتي بدون علمي وقالت له: إسراء معجبة بك.

كان الشاب يعالج وقتها من اكتئاب صعب، ويتحدث عن الانتحار بالتلميح من صور منشوراته بموقع ليس بوك، فقال لها: إسراء بنت ناس، وماحبش ابهدلها معايا أثناء علاجي من الاكتئاب.

بغض النظر لو كان هذا هو السبب الحقيقي لرفضه للأمر، أم هناك أسبابا أخرى، فقد احترمت صدقه وعدم محاولاته التلاعب بي، رغم أنها كانت فرصة ذهبية للعب بي.

فقد قابلت من المتلاعبين الكثيررررر….يمكنني كتابة مذكراتي عن المتلاعبين وأساليبهم وطريقتهم في تمثيل وادعاء الأخلاق والفضيلة في بداية التعارف.

مرت السنون وأدركت أن هناك قصص غير مكتملة ولكن تترك لنا ذكريات لطيفة للغاية، عكس القصص التي يترك لنا  أصحابها المرارة وشعورنا بأننا فريسة وضحية لتلاعب غبي قبل أن تبدأ القصة.

اقرأ أيضا…يوميات القلق

الحب ليس فقط في قصص الحب المكتملة، ولكن في الود الإنساني والتصرف بنبل ومراعاة مشاعر الغير. ربنا يراني البعض مبالغة، أو أشكر شخصا لمجرد كونه إنسانا، ولكن علمتني الحياة الا أنسى المواقف الحلوة وإن كانت عابرة.

وهذا المقال ليس عن هذا الشخص تحديدا، بل عن كل إنسان مر بظروف صعبة وكان يحتاج لقصة حب وقرر ألا يستغل آخر في مشواره، فأكم من نرجسيين استغلوا أناسا في طريقهم واعتبروهم مرحلة للتعافي، أو مرحلة للتجربة، أو ممرا لنسيان تجربة سابقة.

مرت سنوات على هذا الموقف، ولم أنسَ أنه الشخص الوحيد الذي أعجبت به  تقريبا وترك لي ذكرى طيبة، وأعتقد أن مواقفه النبيلة وقتما كنا نتصادف بمكان ما لا يتذكرها، فعلها كما يفعل مع بقية الناس، ولكنني لا أنسى معروفا وتصرفات ظريفة وسط قبح الحياة.

إقرأ أيضا

حوار مع محمد جلال عن سينما المكفوفين بمهرجان الاسكندرية للفيلم القصير

مرت السنين وظل من معارفي وأصدقائي الذين تجمع بينهم الحياة في مواقف نادرة، فنتحدث سريعا عما تفعله بنا الحياة وعما وصلنا إليه، وعن الماضي الذي نحن إليه بما فيه من مشكلات، والمستقبل الذي نجري ورائه طوال الوقت.

وكان هذا الرجل الوحيد الذي أعجبت به واستطعت الابقاء عليه كصديق واحترمه، أما عن البقية فلم يتركوا لي شيئا احترمه فيهم، وأحمد الله أن قصصنا انتهت قبل أن تبدأ!..وظلت العلاقة في حدود الاعجاب فقط.