عن عبد البهاء والبهائية
كان عمره 8 سنوات عندما اختفى عنه ضوء الشمس ليظل حبيسًا بين أربع جدران بجوار والده إلى أن بلغ سن الشيوخة ليستكمل بعدها مسيرة والده ويروج للبهائية ليسافر إلى دول الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية ليعلي صيته في العالم ويصبح أحد أعلام البهائية إنه عبد البهاء عباس والملقب بـ “عباس أفندي”
في يوم 23 مايو في العام 1844 ولد عبد البهاء في طهران وهو العام الذي انتشرت فيه الديانة البهائية على يد الشاب الإيراني علي محمد الشيرازي والملقب بـ “الباب” ودعا بها في بلاد فارس “إيران حاليًا”
عندما بلغ “عباس” سن الثامنة من العمر احتجزه السلطان العثماني عبد الحميد مع والده بتهمة التحريض ضد الدولة العثماني ليظل حبيسًا داخل السجون حتى بعد وفاة والده بداخله، ليطلق سراحه في العام 1908.
شائعات تلاحقه
ولكن قبل أن يطلق سراحه وتحديدًا في العام 1904 زاعت شائعة بأنه يتحالف مع العرب ضد الدولة العثمانية، و يبني قلعة محصنة فوق جبل الكرمل، ويدعو القبائل للانضمام إليه، رغبًا في تأسيس سلطنة جديدة، ليأمر السلطان العثماني بتشكيل لجنة بالتحقيق في الأمر ولكن لم تسفر التحقيقات عن شئ ولم يستطيع أدانته.
ثم في العام 1907 أمر السلطان عبد الحميد بتعين لجنة تفتيش مرة آخرى برئاسة عارف بك لوضع قوة عسكرية حول منزل عبد البهاء، ومنعت الناس من التردد عليه.
وبعد لجنة التفتيش اندلعت الثورة التي أطاحت بالسلطان العثماني وهى ثورة “تركيا الفتاة”، ليتم إطلاق بعدها سراح عبد البهاء وهو في سن الشيخوخة ليقرر العيش في فلسطين مع رفات والده.
قبل أن يتوفى والده ترك لأتباعه تعليماتٍ واضحةً وصريحة يتوجهون إليه من بعده، ليتولى ابنه عبد البهاء ولاية شؤون الدين البهائي والتي بموجبها أبرم مع اتباعه عهدًا.
وفي الوصية التي تركها والده- بهاء الله- أوضحت أن العهد الذي أبرمه عبد البهاء يمنحه الصلاحية لتفسير وتبين تعاليم بهاء الله، والتي تعد مصدر السلطة في إدارة شؤون الدين البهائي.
ورغم أن عبد البهاء لا يُعدّ رسولًا وفقًا لمعتقدتهم، لكن البهائيون نظروا له على أنه أحدى الشخصيات الرئيسية الثلاث في الدين البهائي “الباب وبهاءالله وعبدالبهاء”
ويعتقد البهائيون أن نور الله قد تجلى في رسولهم “آدم وإبراهيم وموسى وكريشنا وزرادشت وبوذا والمسيح ومحمد والباب وبهاء الله”
خروج للنور
بعد خروجه من السجن كما ذكرنا سابقًا سافر إلى دول الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية، وخطب المئات من الخطب في المحافل والمعابد والكنائس وكان الصحافيون يتسابقون على نشرها وفقًا لسليم قبعين، الكاتب والمترجم الفلسطيني، في كتابه عبد البهاء وللبهائية.
وداع مهيب
في العام 1921 وتحديدًا ليلة الاثنين الموافق 28 نوفمبر توفى عبد البهاء عباس في مدينة حيفا في فلسطين، ليدفن على سفح جبل الكرمل في إحدى غرف مقام الباب.
وأُذيع الخبر في المدينة، وأرسلت البرقيات من جميع أنحاء العالم، وتم تشييع جثمانه في موكبٍ عظيم ليحضر المعزين من مختلف الأديان والطوائف و المسؤولين ورؤساء الأديان.
وهذا ما أكده الكاتب والمترجم الفلسطيني سليم قبعين، في كتابه “عبد البهاء والبهائية” عندما تحدث عن جنازة الراحل عبد البهاء ويوم الأربعين للراحل باعتباره شاهدًا على ما حدث عندما قال:” انبرى في مجال التأبين من فطاحل الأدب، وفحول البلاغة ومالكي أعنة النظم والنثر وأعلام الفصاحة والبيان، الخطباء الذين لم يذروا قولاً من بعدهم لقائل، وإن كانت صفات الفقيد ينتهي دون وصفها وتقديرها أروع ما تنجب البلاغة وأعزّ ما تلد الفصاحة”
وفي الأربعين قال:” جماهير من علية القوم والوجوه والأعيان على اختلاف النحل والمذاهب والملل والمندوبين الرسمين، وقناصل الدول، والرؤساء الروحيون للطوائف الإسلامية والمسيحية واليهودية، وجمعٌ من رجال الشرطة والكشافة الإسلامية والمسيحية، ومشايخ الطرق الإسلامية، وجمهورٌ لا يحصى له عدد”
أما بعض الكتب والمصادر المعارضة للبهائية فتُشير إلى أنه لم يمشي في جنازة عبد البهاء سوى اليهود، رغم تأكيد كتاب” عبد البهاء عباس والديانة البهائية” الذي نشر في حيفا بتاريخ 30 نوفمبر 1921 لجميل البحري صاحب المكتبة الوطنية، قبل تاريخ نشر كتاب الكاتب و المترجم الفلسطيني لكلام الأخير.
الديانة البهائية هى إحدى الديانات العالمية، ودعا لها شاب إيراني يدعى علي محمد الشيرازي، و لقب نفسه بالباب، منذ عام 1844 وبشر بأن رسولًا سيأتي قريبا من الله.
وحتى الآن يصعب حصر عدد البهائيين حول العالم لكن بعض الأرقام تُشير إلى أن عددهم بلغ 6 ملايين.
إقرأ أيضًا.. هل قصة المعراج في الإسلام مأخوذة من كتب الديانة الزرادشتية “الأفيستا وأردا ويراف نامه”