عندما توقع الأدباء والكُتاب مصائرهم بعد الموت ودخلوا جميعًا الجنة

الجميع يتأملون بنهاية سعيدة لقصصهم ورحلتهم في الحياة متمنين أن يكون مصيرهم دخول الجنة بالتأكيد، ولكن أن يتمنى أحد الكُتاب أن يدخل الجنة فقط تخيلاً منه أنها تخلوا من الوفديين، وأخر يرى أنه الأحق بدخول الجنة فقط لأن ذنوبه بالتأكيد ستكون أقل من ذنوب الأخرين، ورغم طفولية حديث أدباء كان من المفترض أن يكون أكثر عمقًا عن الجنة وما بعد الموت، إلا أن الحقيقة أغلبنا بمختلف خلفيتنا التعليمية ومكانته المهنية ننظر إلى الجنة بهذه البراءة الطفولية.

من حكاوي السينما.. الرقابة تمنع عرض فيلم عام 1928 بسبب المشاهد الخليعة

في عدد من مجلة (مسامرات الجيب) التي اشتهرت من منتصف الأربعينات على أوائل الخمسينات، ففي أحد أعداد المجلة لعام 1947 طرح صحفي المجلة سؤال على عدد من الأدباء والكتاب (أين مكانك من الآخرة؟)، فجاءت إجاباتهم كالتالي:

1-الجنة عند مصطفى أمين بلا وفديين

جاءت إجابة مصطفى أمين على سؤال (أين مكانك في الآخرة؟ الجنة.. أم النار؟)، إن أي مكان لا يوجد فيه النحاس باشا يعتبر جنة، وجنتي في الآخرة هي أي مكان لا يوجد فيه صاحب المقام الرفيع! وأنا أعتقد أنني ذاهب إلى الجنة، اللهم الا إذا كان حراس الجنة مع الوفديين.

وكان من المعروف للصحف في هذا الوقت معارضة مصطفى أمين للنحاس باشا رغم انتما الأول لحزب الوفد.

2-الجنة عند أحمد قاسم جودة والأسئلة الوجودية

وعن نفس السؤال السابق جاءت إجابة أحمد قاسم جودة قائلاً” أننا لم نستطع بعد تحديد مكاننا في الدنيا، فمن يقول أننا نستطيع أن تخمن ما سوف نكون عليه في الآخرة؟ أنا دائمًا لا أحب أن استبق الحوادث وإن كنت-وأنا الذي لم أفعل ما قد يعتبر اثما يؤنبني عليه ضميري-أرى أن لا لزوم على الإطلاق لأن أكون من أهل النار في الدار الأخرى.. بل لقد رتبت أمور نفسي فعلاً على أساس أن أكون في الجنة!!

3-الجنة عند محمد التابعي رغم أنف أصدقائه

قد تكون ردت فعل محمد التابعي هو الأكثر كوميدية، حيث رد على سؤال (أين سيكون مكانك من الآخرة)، حيث ضحك الأستاذ في وداعة وقال “اعتقد شخصيَا أنني سأدخل الجنة، وإن كان أصدقائي يعتقدون أن مصيري إلى الجحيم!!”

حكاية المفهماتي.. الفتوة الذي كان يتحدث بلسان أبطال السينما الصامتة

4-جلال الدين الحمامصي سيدخل الجنة لأنه أقل ذنب من غيره

أجاب الكاتب جلال الدين الحمامصي عن السؤال السابق “هذا قبل كل شيء أمر علمه عند الله وحده، وإذا كان ولابد أن نحاول التكهن فأقل بصراحة أنني لا أخشى أن أدخل النار، لا لأنني لم أذنب فهذا أمر لا ادعية.

ولكن الله سيرى في ذنوبي شيئاً صغيرًا لا يقارن بذنوب الآخرين!!

إقرأ أيضا

فيلم أنف وثلاث عيون .. عين رابعة تعيد تشكيل ثلاثة عيون عبدالقدوس من جديد

5-إحسان عبد القدوس والثقة في دخول الجنة

جاء رد إحسان عبد القدوس غريب شيء ما فقال “أنا الآن شيخ في آخر الحلقة الثالثة من عمري، أعيش منذ بضعة عشر عاما في الجحيم، وسأظل أعيش في هذا الجحيم أعواما كثيرة أخرى، الله وحده يعلم مداها، وهذا الجحيم يعرفه جيدا أولئك الذين يعملون في الصباح والمساء وإلى نصف الليل، ليقدموا عصارة ذهنم وأعصابهم للجماهير “حين أموت لا أشك أني ذاهب إلى الجنة، فالله الذي حرمني من نعيم الدنيا لن يبخل على بنعيم الآخرة، لأنه رحيم بعباده”.