“غرائب ما قاله الحجيج في الحج زمان” سب الدين ومناداة الكعبة بالست ليلة
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يزخر الحج زمان بقصص متعددة ومتنوعة، بعضها فيه دموية وبعضها فيه مآسي والبعض الآخر كوميديًا إلى حدٍ بعيد ويكاد لا يصدقه عقل.
العربان في الحج زمان
للعربان مواقف في الحج زمان أغلبها رُسِمَت بالسطو على أموال الحجاج أو قتلهم، ورغم دموية العربان إلا أن بعضهم كان يحج وفي حجهم مواقف كثيرة.
كان إحرام الرجال من الأعراب عبارة عن كشف أذرعهم ورؤوسهم وباقي جسدهم مستور وشعرهم منثور غير منتظم وأكثرهم طويل الشعر وبه ضفائر أشبه بشعر النساء، أما السيدات الأعرابيات فكنّ فمحجبات لا يكاد يبدو منهن شيء.
تقبيل الحجر الأسود عند الأعراب فريضة لا يتركونه ولو ماتوا دونه أو حتى تسببوا في موت غيرهم من كثرة زحام إذ كانوا يُدْخِلُون رؤوسهم في تجويف الحجر الأسود وقد أدى ذلك إلى وفاة حاج أثناء الطواف من شدة زحامهم، إلى جانب خدش في تجويف الحجر الأسود وتم إصلاحه فيما بعد.
من ضمن مواقف العربان في الحج زمان ما جرى عام 1318 هـ الموافق 1901 م وحكاه اللواء إبراهيم رفعت باشا حين كان يتولى منصب قومندان حرس المحمل في كتاب مرآة الحرمين.
كان الرجل من الأعراب يقول في طوافه بصوت جهوري مزعج «يارب البيت اشهد أني جيت لا تقول ما جيت، اغفر لي ولوالدي وإلا تغفر لي غصبًا تغفر لي تراني حجيت»، ومعنى الجملة «يارب كن شاهدًا على أني جئت لبيتك حاجًّا حتى لا تقول أني لم أحج لك، فاغفر لي ولوالدي من أجل حجتي وإلا تغفر لي غصبًا لأني كما ترى قد حجيت».
ويسرع الرجل في الطواف والسعي ويأخذ بيد زوجته أو أخته أو أمه ويسرع بها في السير وعندما يصل بها إلى الحجر الأسود يرفعها ويضع رأسها في تجويف الحجر لتمسح وجهها وشعرها ويقول الرجل لها «جحي يا مـرَه حـجـي».
موقف غريب يحكيه إبراهيم باشا رفعت وشهده بنفسه حيث قال «ومما سمعته محاورة بين اثنتين ن نساء العربان قالت إحداهما للكعبة يا ست ليلة (لأن الكعبة كسوتها سوداء) إن كان جاتنا المطر في ديارنا وجانا الخير أجيب ليكي عكية سمن (قربة سمن) تدهني بها شوشتك (يعتقد العربان أن الكعبة امرأة تدهن رأسها»؛ فقالت لها الأخرى حقيقي تجيبي لها ؟ فقالت لها اسكتي أنا عمالة أكذب عليها، إذا جاتنا المطر ما أجيب ؟ (يعني لو جاء المطر لن تأتي بالسمن).
ويعقب إبراهيم رفعت على تلك التصرفات بقوله «انظر كيف بلغ العربان في خطاب الرب حدًا سيئًا وكيف بلغت من نفوسم الاعتقادات الفاسدة، ما ذلك إلا من فرط جهلهم بالدين، فهل لأولئك من مرشدين».
للمصريين بصمتهم في الحج زمان
يسرد إبراهيم باشا رفعت مواقف الحجاج المصريين في عيد الأضحى وبالتحديد عند رمي الجمرات فقد كان بعضهم يرمي الحصيات السبعة دفعة واحدة ويخاطب إبليس قائلاً «يلعن دينك»، وبعضهم كان يرمي حصاة حصاة ويقول «يلعن دينك» أو «في عين دينك».
اقرأ أيضًا
بدأت بأسطورة شعبية وتوجها مشهد لـ جميل راتب “قصة أشهر أخطاء الدراما عن الحج”
كذلك فإن بعض الحجاج لا يكتفي بالحصيات الصغيرة، بل يأتي بأحجار كبيرة ويرمي بها الجمرة (العمود القائم) بل لا يرتاح له بال إلا إذا هدم جزءًا من البناء ويعضهم من يقف على البناء ويرمي ومنهم من يلصق به جسده ويرمي؛ وشهد إبراهيم باشا رفعت موقفًا من طرائف المصريين حيث قال «وقد كان من الضباط الذين معنا اليوزباشي عبدالوهاب حبيب أفندي، فلما جاء وقت رمي جمرة العقبة أخذ عساكر الحرس ورجموع إبليس دفعة واحدة بهيئة هجوم على عدو وانتقام منه»
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال