همتك نعدل الكفة
1٬225   مشاهدة  

فتاة طلخا ليست الأولى..ثريا الإيرانية رفضت زواج زوجها فاتهمها بالزنا وقتلها

فتاة طلخا


فتاة طلخا شابة جميلة في مقتبل عمرها، لم يمر على زواجها عامين بعد، لديها طفل عمره ثمانية أشهر فقط، فجأة أخبرها زوجها أنه يريد أن يتزوج بامرأة أخرى، ورفضت بالطبع وثارت وطلبت منه الطلاق، وهنا تلبسه الشيطان، وقرر أن يفضحها ليهرب من النفقات، ووضع خطته اللاإنسانية  ونفذها بمساعدة عامل لديه، اغتصب الأخير الفتاة المسكينة وقتلها، ثم أخبر زوجها بكل هدوء.

 

قصة حزينة والأكثر صعوبة هو حكم الناس على فتاة طلخا تلك الروح الطاهرة التي ظلمها زوجها المجرد من الإنسانية، وظهرت تعليقات ما بين أنها رفضت تطبيق شرع الله وحرمته من الزواج مرة أخرى، وبين أنها أهملته كثيرًا ولم تهتم بمتطلباته، وهكذا الكثير من الأحكام الظالمة التي تُدين المجني عليها، وكأن ما حدث لها ليس كافيًا، والحقيقة أن تلك الأحداث حصلت قبل ذلك في إيران مع اختلاف بسيط في التفاصيل.

 

فتاة طلخا وزوجها
فتاة طلخا وزوجها

 

 

 

ثريا الإيرانية

 

قصة حزينة هزت المشاعر الإنسانية في جميع أنحاء العالم، تحولت قصتها لرواية، وبعدها فيلم.

بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران، بدأ تطبيق الأحكام الإسلامية مثل الجلد، الرجم، وقطع أيادي السارق، وهكذا.

 

ويومًا ما في عام 1986م، كان هناك صحفي فرنسي ينقل أحداث العنف وسيادة رجال الدين في غياب الدولة والقضاء، وقد تعطلت سيارة ذلك الصحفي أثناء انتقاله داخل قرية كوباي، وقابلته امرأة اسمها زهرة، التي فرحت كثيرًا عندما علمت أنه صحفي، وغامرت بوقوفها معه رغم خطورة ذلك، ولكنها أصرت أن تخبره بقصة ابنة أختها ثريا، ورجته أن يخبر كل العالم بها.

 

كانت ثريا شابة عمرها 35 عامًا فقط، لديها من الأبناء بنتان وولدان، كان علي زوجها يعمل حارس ثوري، وقرر يومًا ما أن يتزوج من طفلة عمرها 14 عام، بعدما اتفق مع والدها أن يعفو عنه من حكم الإعدام، ووافق الرجل على تلك الصفقة الرابحة بالنسبة له، ابنته الصغيرة مقابل البراءة.

 

إقرأ أيضًا….

الدين لله والسكس للجميع

 

لم توافق ثريا على ذلك بالطبع، خوفًا على أطفالها الصغار، فقرر علي أن يتخلص منها، واستعان بشيخ القرية “الملا حسن”، والذي كان مُجبرًا على المساعدة وإلا سيفضحه علي أمام القرية بأكملها، ويخبرهم أنه كان مسجونًا من قبل، واجتمع معهم صديقهم الثالث إبراهيم، محافظ القرية، وهكذا اجتمعت ثلاثة عقول مريضة، وخرجوا بخطة شيطانية مفادها أن تذهب ثريا للعمل لدى رجل في القرية ماتت زوجته اسمه هاشم، ويتم اتهامها بالزنا وتنفيذ حكم الرجم عليها، وتم تنفيذ الخطة واشترك هاشم معهم أيضًا بعدما هددوه بقتل ابنه.

 

فتاة طلخا

 

واتهم الملا حسن ثريا بالزنا، التي لم تستطع أن تنطق بكلمة من صدمتها، وصدر الحكم بالرجم بالإجماع، حكم بدون شهود، بدون محاكمة، بدون قضاء.

حاولت زهرة أن تهرب ابنة أختها ولكن واجهها سكان القرية، وهم يحملون الحجارة الكبيرة، والعساكر الذين يحملون البنادق، وعلمت ثريا وقتها أنها النهاية، وقامت بتوديع بناتها وخالتها، أما الولدين فكانا يقفان مع أهالي القرية وهم يحملون الحجارة لردم أمهم.

وكانت وصية ثريا لخالتها أن تخبر الحقيقة لبناتها، وتعلمهم أنها ماتت وهي شريفة لم ترتكب أي ذنب، ووعدتها خالتها أن تخبر قصتها للعالم بأكمله.

 

لحظة تنفيذ الحكم

 

قرر علي الزوج المكسور الحزين الذي خانته زوجته،-من وجهة نظر الناس بالطبع-، أن يقوم هو بنفسه بربط زوجته، وسارت ثريا بعباءتها البيضاء وسط أهالي القرية، الذين اصطفوا في مشهد مهيب، ليشاهدوا قتل إنسانة بريئة عاشت وسطهم عمرها بأكمله، ووصلت للحفرة التي ستقف بها، ولم تتوقف رعشة جسدها إلا عندما ثبتها التراب الذي وضعوه في الحفرة معها، مشهد رهيب لا يتحمله أي إنسان عادي، أول شخص بدأ يرمي الحجارة هو والد ثريا، لكن لم يصبها أي حجر منهم، وبدأت الناس في الاعتقاد أن تلك إشارة من الله بأنها بريئة، فقام الملا حسن وعلي برمي الحجارة عليها بكل الغل والحقد وكأنها مذنبة بالفعل، أو ربما كانوا يريدون انتهاء ذلك المشهد بأقصى سرعة، ومع كل حجارة تصيب ثريا، كانت الشعارات الدينية ترتفع والأصوات تعلو، وكأنهم مجاهدين في معركة.

 

فتاة طلخا

 

ظلت ثريا صامدة تتلقى الحجارة بصبر وشجاعة، حتى تلك اللحظة التي تلقت فيها الحجارة من أيادي أولادها، وقتها صرخت صرخة هزت العالم بأكمله، أبشع إحساس في العالم ليس الظلم، ولكن البشاعة تكمن في أن أقرب الناس إليك يكون على اقتناع تام بأن هذا هو الصواب.

 

YouTube player

ماتت ثريا وغادر أهالي القرية المكان، تركوها جثة هامدة لا يتحرك منها سوى خصلات شعرها، ولم يعطوها حقها في الدفن، تركوها طعامًا للكلاب والحيوانات الضارية، وذهبت زهرة في السر تلملم ما تبقى من ابنة أختها، واكتملت سوداوية المشهد مع حضور مجموعة من المهرجين الذين جاءوا للقرية بهدف الترفيه عن أهلها، ودقوا طبول النصر قبل رجمها، وأطلقوا البالونات فوق جثة ثريا.

 

وانتهت قصة ثريا، ولكن لم تنتهي معاناة أمثالها في جميع أنحاء العالم، قصة الإحساس بالخذلان والظلم من أقرب الناس إليك، قصة تتحول فيها الفتيات الشريفات الطاهرات، لمذنبات وعاهرات، بكلمة واحدة من ناس ظالمين لم يعرفوا من العدل سوى حروفه.

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
10
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (3)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان