همتك نعدل الكفة
158   مشاهدة  

فلنفترض أن الفيس بوك توقّف مدى الحياة .. من أكثر المتضررين وقتها في الوسط الفني ؟

الوسط الفني
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



بالأمس ، وما أدراك ما حدث بالأمس ، شئ أشبه بمشهد عادل إمام في فيلم النمر والأنثى ، حين حرمته “عدلات” من فنجالها الشهير المحشو بالهروين ، وعندما أتتها الفرصة ، وهم في غُمرة الطعام على السفرة، أسقطت الملعقة من أيديها عن عمد لينزل بطل الفيلم زليلًا تحت قدميها ويلتقط المعلقة ويعيدها بين أيديها مرة أخرى ، لتتيقن “عدلات” كم أصبح الرجل كلبًا شمامًا مسلوب الإرادة تحت حذائها .. وهذا تلخيص مُخل بما فعله فينا مارك زوكربيرج بالأمس .. حين توقّف الفيس بوك فجأة عن العمل ، ونعمم هنا “السوشيال ميديا” بجميع تطبيقاتها بكلمة “فيس بوك” لأنه الأرض الواسعة التي تحمل جميع أطياف البشر ، جنينة عامة يجلس فيها البيه والبائع المتجول بعكس التطبيقات الأخرى التي تنتقي ذبائنها بشكل خاص . بالأمس عاش رواد السوشيال ميديا ساعات سبعة من الذُعر .. لا نعرف ماذا نفعل في عدم وجود حقن الإدمان اليومية .. تخبّط .. ضياع ..

 

لكن سؤالًا قد طرأ على الأذهان ، عند هذا المأزق الذي عاشه المستخدم الروتيني للسوشيال ميديا .. ترى ، ما هو موقف الفنان داخل الوسط الفني ، والنجم السينمائي أو النجم على العموم ، من غلق حنفية الفولورز ، وإيقاف طرق التواصل بينه وبين جمهوره .. كان سؤالًا وجب علينا قراءة خريطة السوشيال ميديا المصرية أولًا ومن ثم محاولة تفكيك طلسم العلاقة بينها وبين شركات الإنتاج السينمائي ، وشركات الترويج للفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي .

 

والمسألة هنا ليست لها علاقة بإسم محدد من أسماء الفنانين وعلى رأسهم النجوم ، وليست لها علاقة أيضًا بعدد المعجبين لصفحة الفنان الفولاني لأن هناك من يفوق الفنانين عدد معجبين ولا يعرفهم واحد في الشارع ، لكن علاقته الرئيسية بالطريقة التي يستخدم بها شريحة كبيرة من الفنانين حساباتهم على السوشيال ميديا .. وهي باختصار التواجد الفجّ والظهور المبالغ فيه كل يوم ، بل كل ساعة ، بل كل دقيقة .. بل إن البعد منهم أو بالأحرى الأغلبية ، عينوا أنفسهم أخصائيين اجتماعيين في علم الحياة ، هذه الفنانة تقترح طريقة معينة لتعامل معينًا من الزوجة لزوجها، وهذا الفنان المُرفًّه يستفز الشباب بدروس الكفاح ، وهذا كوميديان الوسط الشهير يتحول إلى بلوجر متحدث دائم في أي شئ وكل شئ .

هذه هي الخريطة حاليًا .. الفنان يتحدث في كل شئ، ففقد الفنان حضوره الخاص ، وفقد كل شئ قيمته بكثرة الثرثرة عنه .. اتسائل .. ماذا لو أغلق الفيس بوك مدى الحياة ؟ هل يتأثر تاريخ عادل إمام ومحمود عبد العزيز ويحيى الفخراني وليلى علوي ؟ بالطبع لا وذلك ليس لأنهم لم يعاصروا السوشيال ميديا ، بل لإنهم أصحاب أعمال فنية شديدة الجودة فرضت نفسها في عصر الراديو،والتليفزيون، والجريدة الورقية، وبالتالي حينما جاءت السوشيال بموجها الجارف استطاعوا أيضًا اعتلائها بفضل جودة الأعمال لا الضجيج الشخصي ..  وهنا يجب أن يعرف الفنانين الجدد داخل الوسط أين هم من السوشيال ميديا بالتحديد .. هل هي بمثابة نافذة عرض للأعمال الفنية أم هي جزء مكمل من شخصية الفنان .. لأنه لو تأكد الفنان من كون حسابات السوشيال ميديا تمثل له أكثر من مجرد نافذة فإنه على الطريق الخطأ بالتأكيد ، وأنه أكثر المتضررين من أي اضطراب للسوشيال ميديا .

إقرأ أيضا
الوسط

الكاتب

  • الوسط محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان