“في 2020” هؤلاء حصلوا على لقب حاج مع إيقاف التنفيذ
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
كلمة حاج مبهجة بنسبة كبيرة لمن زار بيت الله الحرام فهي تربطه بأداء أحد أركان الإسلام المنصوص عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية، فلو لم يرد في فضل الحج إلا أنه أحد أركان الإسلام الخمسة لكان ذلك كافيا في بيان منزلته، قال تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) [آل عمران: 97]، وقال صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان».
السنة ونظرتها للحج
ولما سأل جبريلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، عدّ له الأركان الخمسة، ومنها الحج، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة».
اقرأ أيضًا
“الوباء من ضيوف الرحمن (1-2)” لماذا رفضت أوروبا إلغاء الحج عام 1947 ؟
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه»، وعنه أيضًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلى الجنة»، وعنه كذلك قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: «إيمان بالله» قال: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» قال: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور»؛ وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: «لا لكن أفضل الجهاد حج مبرور».
اقرأ أيضًا
“الموت من ضيوف الرحمن (2-2)” كورنيتا جدة في مواجهة الوباء
ربما يكون هناك مصالح تقتضي عدم الإكثار من الحج ولكن هذه المصالح لا يقررها إلا العلماء العارفون بالكتاب والسنة، وقالت كتب الفقه: «فرض الله الحج على كل مكلف مستطيع مرة في العمر، وما زاد على ذلك فهو تطوع وقربة يتقرب بها إلى الله، ولم يثبت في التطوع بالحج تحديد بعدد، وإنما يرجع تكراره إلى وضع المكلف المالي والصحي، وحال من حوله من الأقارب والفقراء، وإلى اختلاف مصالح الأمة العامة، ودعمه لها بنفسه وماله، وإلى منزلته في الأمة ونفعه لها حضرا وسفرا في الحج وغيره، فلينظر كل إلى ظروفه وما هو أنفع له وللأمة فيقدمه على غيره».
الحج وأزمة لقب حاج في 2020
وفي ظل جائحة كورونا هذا العام فقد منعت السلطات السعودية دخول أي شخص من خارج المملكة لأداء فريضة الحج وجعلته مقصورا على الموطنين داخلها وبشروط معينة، وقد قام الملايين حول العالم بالتقدم للحج هذا العام وقاموا بتقديم الأموال اللازمة لأداء الفريضة وشراء ملابس الإحرام بل تعدى الأمر أن يناديهم الآهل والأقارب بلفظ ” يا حاج “.
اقرأ أيضًا
هل توقف الطواف حول الكعبة 40 مرة “أخطاء تغطية المواقع لأخبار كورونا”
إلا أنهم أصيبوا بالصدمة الكبيرة بمنع الحج هذا العام ولكنهم لم يعلموا أن الله سبحانه وتعالى قد اطلع على نياتهم فربما – وهذا شيء لا جدال فيه – قد كتب الله لهم ثواب أداء الفريضة دون سفرهم لأخذهم بالأسباب والتقدم بالمستندات اللازمة لأداء الحج والاستعداد التام المالي والنفسي والروحي، ويكفيهم في ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ” إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى “؛ فمن فوائد الحديث أن النية محلها القلب وأن الإنسان يعطى على نيته ما لا يعطى على عمله، وكذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” نية المؤمن خير من عمله “
الكاتب
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال