همتك نعدل الكفة
641   مشاهدة  

“في الفلسفة” جدلية احتجاب الله أو لماذا لم يكن الله أكثر وضوحًا لكي نؤمن به

احتجاب الله


“أيكون لغيرك في الظهور ما ليس لك، حتى يكون هو المظهر لك ؟!، عميت عينًا لم تراك وما زلت عليها رقيبًا”
هكذا ردد الإمام الحسين أثناء وقوفه على جبل عرفات 

قد تناولت الفلسفة هذه المشكلة أو الجدلية – جدلية احتجاب الله – على مر العصور ابتداءًا وصولاً إلى آخر عقول الفلاسفة في القرن السابق والحالي، ورصدت إجابتين على هذه الإشكالية إما بالطريق النقدي أو الطريق التحليلي.

والاجابة النقدية على هذا السؤال كما وصفها المتصوفة المسلمون أو اللاهوتيين المسيحيين، ترى أنه ما من داع للإجابة عليه، فهم العارفين الذين اختبروا وجود الله بالحدس القلبي، وصنعوا من معرفتهم واقعًا عاشوا فيه وأحسوه.

منبر جامع إبراهيم بن الأدهم
منبر جامع إبراهيم بن الأدهم

فنجد المتصوف الإسلامي الكبير الإمام إبراهيم بن الأدهم يقول “نحن في لذة لو عرفها الملوك لحاربونا عليها”.

أما عن الاجابة التحليلية على هذا السؤال فقد أثارت صراعًا عقليًا لمن تعرض له من فلاسفتنا، و قد نكتفي مجالاً في الحديث هنا بنموذجين متعارضين ممن تعرضوا لتلك الجدلية.

وكان آخر من طرح الموضوع هو البروفيسير الألماني شيلينبيرغ في كتاب الاختباء الإلهي وعقل الإنسان، والذي ذكر شيلينبيرغ فيه مصطلح “الكفر المعقول” مستندًا على تلك الحجة التي أسس لها على قضية اختباء الله عن العين والحس المجرد، أو أنه لماذا لم يظهر الله ويكون أكثر وضوحًا لكي نؤمن به، وصال وجال في كتابه من هذا المنطلق ليثبت فقط عدم وجوده.

ابن سينا
ابن سينا

و قد أجابت الفلسفة الاسلامية على هذا السؤال قبل “شيلينبرغ” بسنوات، فنجد ابن سينا في كتابه “الاشارات و التنبيهات” يرصد أن هناك قانونين في التعليل والبرهان (الدليل الآني والدليل اللمي)، و الآني هو الاستدلال بالعلة على المعلول أو بالسبب على المسبب، واللمي هو الاستدلال بالمعلول على العلة أو بالمسبب على السبب.

وهنا نقف قليلاً.

إقرأ أيضا
القطب الجنوبي

فقد رصد ابن سينا و أخذوا منه بعده الكثير من الفلاسفة الكبار – ما لم يعرفه شيلينبرغ – أمثال ديكارت و غيره، بأن الله ليس في حاجة إلى أن يظهر لتراه، وأشار في هذه القضية إلى الدليل اللمي والذي كان انتهاءه اختصاراً “إن كل هذا الوجود ممكن الحدوث ويلزم عن كل ممكن الحدوث شيء واجب الوجود”.

والله هو واجب الوجود وهو الظاهر والباطن و هو السر والعلن، وهو الواضح جدًا لمن قرأ و سعى.
أو كما كان جلال الدين الرومي يقول : “وتظنه فوقك وهو بداخلك”.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (1)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان