همتك نعدل الكفة
656   مشاهدة  

في حب بدارة

بدارة


بدارة

ساعة العصاري  كانت الموعد المقدس الذي يبدأ فيه  برنامج المقهى الواقع علي ناصية الشارع، أو كما نقول بلهجتنا السكندرية ع القمة، و كانت البداية دائما بعمالقة الطرب السكندري  بدرية السيد، عزت عوض الله، سماح ، إبراهيم عبد الشفيع و غيرهم من مشاهير أذاعة الأسكندرية  لكن القسم الأكبر  من الأغاني التى يختارها صاحب المقهى العجوز كانت لبدرية السيد أو بدارة كما يلقبها  عشاقها في اسكندرية و البحيرة  .

كان لهذا اللقب دلالة ربما  تخُبر الناس من غير مستمعيها كم هي محبوبة  لدرجة أن تنادي بأسم الدلع من محبيها، تتناثر الحكايات عن أفراحهم التى كانت تحيها  و كيف إنها غنت بدون ميكرفون ذات مرة  عندما انقطعت الكهرباء عن  السرادق ، و  كيف يصبح  احيائها للفرح شرط لإتمام الزيجات أحياناً

كنت طفلة صغيرة أظن أن الجميع يعرفها و الجميع يحبها،  لكن  العالم لم يكن شارعنا ولا مدينتنا ولا عشاقها فقط

في أحد البرامج الحوارية لإذاعة الشرق الأوسط، سمعت أنيس منصور يحكي عن المطربة المجهولة الذي تمنى أن تذهب إلي القاهرة لتشتهر لكنهم أخبروه أنها شهيرة جداً كيف لا تعرف بدرية السيد؟!! أشهر مطربات الأسكندرية  كانت تخطت عامها الستين ،،

هكذا إذا  معشوقة  الأسكندرية  لا يعرفها الجميع .  يكفى أن نحبها نحن و نقدرها، ثم كانت المرة الثانية التي يأتي ذكرها في إذاعة غير إذاعة الأسكندرية ، هذه المرة  جاءت أغانيها الجميلة في مسلسل  “الرايا البيضا” مسلسل  الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة

تأتي أغانيها في خلفية مشاهد المعلمة فضة  “السيدة  سناء جميل” و في مقهى سيد عبد الكريم  ” السكندري”  كان طبيعياً جداً وجودها في هذه الأماكن، لكن  لا يمكن أن تنتقل إلي فيلا أبو الغار ” الأستاذ جميل راتب” الذي يقول في جملة حوارية لا أنساها لمحاميه الساكن في بحري  : طول النهار قاعدين يسمعوا الست اللي بتدور علي طيرها ” كانت الجملة تهكمية  ” يسخرون من بدارة و من مستمعيها” ليسوا علي شاكلة الدكتور مفيد  أبو الغار .

بدارة لنا نحن أذن أهل الأسكندرية ، سكان الأحياء الشعبية و لشارعنا و ذلك المقهى  و صاحبه العجوز . ننادي معاها علي طيرها، ونواسي  بعضنا البعض ” يا عم الصبر طيب و قلبك بردو طيب” و يمر العمر بنا نحب و نحتار ” يا حلو قولي علي طيعك و أنا أمشي عليه”   أشاكس أخي الصغير  ” و الله أنا أخايفة تشمت فيه كل بنات الحتة يا حودة ،، يا حودة”

يبقي حب بدارة  أو الست بدرية السيد  و يكبر معي،   لا تفارقني أغانيها ولا ذكرياتي معها

وفي أحد الأيام أجلس في مكتبي  بينما يمر علينا المدير العام، دكتور شهير قضى فترة طويلة من  عمره في أروبا قيقاجئني بسؤال غير متوقع

هذا مفيد أبو الغار ، ربما أكثر هيبة  بمعطفه الجوخ الإنجليزي و نظرته الثاقبة و أنا لست ممن ينكر الهوى ولا يتنكر لاحبائه

  • أيوة يا دكتور بحبها و بسمعها
  • وبتسمعي أيه بقي لبدارة ، سمعيني كده

تترسم  علي وجهى ابتسامة  تتسع و نحن نتحدث عنها و نذكر أغانيها، من فوق شواشي الدرا ، إدلع يا رشيدي، حودة، سيدي يا سيدي  ،،،،،،

في قصتى أنا يستمع الجميع إلي بدارة  حتى مفيد أبو الغار

 

إقرأ أيضا
متسولون

الأسكندرية صيف 2019 أوشك حفل زفاف أخي الأصغر علي الإنتهاء حين دخلت  أحد  المغنيات  ذات الشهرة في الأسكندرية لتشدو

“موعودة بحبك موعودة برموشك و عنييك السودة ،، والله أنا خايفة تشمت فيه كل بنات الحتة يا حودة  ”

 

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
25
أحزنني
0
أعجبني
6
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
5


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان