في ذكرى الرحيل .. إطلالة على أحمد فؤاد نجم الشاعر الغنائي
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
تتوارى خلف قصائد أحمد فؤاد نجم السياسية العديد من القصائد والأغاني التي كتبها في فترة ما في حياته ومثلت جزء ضئيًلا من أعماله الغنائية.
لم يطرق نجم أبواب الغناء التجاري في مرحلة مبكرة من نشاطه الفني، وظلت أشعاره حبيسة التجمعات الثقافية المغلفة وفق أيديولوجيات سياسية في الغالب أو بشكل خجول في بعض تترات المسلسلات، ولم يطرق باب الغناء التجاري إلا متأخرًا في التسعينات حيث كتب العديد من الأغاني والتي غناها بعض نجوم الطرب التسعيني.
أحمد فؤاد نجم المحسوب على تيار ثقافي معني بالأغنية الملتزمة بقضايا الوطن والإنسان، لم يتأفف أو يخجل من التعاون مع هذا التيار الغنائي الجديد المعروف بجيل الأغنية الشبابية والمتهم من من قبل جيل نجم نفسه بتخريب الذوق العام، وهو ما يوضح شخصية نجم المنفتحة على كل الأجيال فمثلما كان صوتًا للشباب لشباب الجامعة المتحمس في الستينات تماهي مع هذا الجيل الذي كان يبحث عن وجوده بأغنية جديدة مختلفة تبتعد عن تنظيرات جيل الكبار.
سنحاول أن نمر على تلك الأغاني التي نزل فيها نجم إلي ساحة الأغنية التسعينية الصاخبة بمفرداته الشعبية المتجددة وطريقة صياغته التي ساهمت في تعريف جيل عريض كان لا يدرك قيمته كواحد من أهم شعراء العامية في تاريخ مصر.
أقرأ أيضًا … رحيل المايسترو طارق عاكف الذي عانقت موسيقاه السماء
حنتوب – فارس –
كان ظهور نجم مفاجأة لجمهور موسيقي الجيل المنتمي إليه فارس، حيث كتب أغنيتين في ألبوم “سوسنة” الأولي كانت “حنتوب” التي تعتبر Hit الألبوم الذي لازال يعرف بها حتى الأن والثانية كانت “عشق الصبايا“
في أغنية “حنتوب” تبرز قدرة نجم على كتابة أغنية شعبية بسيطة بمفردات سلسلة تتفوق على أغنيات التسعينات وتبتعد عن قاموسه المبتذل والغير منطقي أحيانًا.
لحن الأغنية صلاح الشرنوبي صاحب الرصيد الأكبر من الأغاني الضاربة الناجحة في التسعينات مع توزيع طارق مدكور الذي كان البديل المنطقي لبعض المشاريع الغنائية بعد إيقاف حميد الشاعري.
الصبر جميل – محمد محي –
يمتلك محي تجربة مدهشة في اصطياد أغنيات تجمع بين ما بين شعر الأغنية وشعر العامية، الصبر جميل تبرز حرفة نجم كصنايعي قادر بخفة مدهشة على غزل مفردات أوشكت على الاختفاء من الأغنية المصرية في حدوتة شعبية بسيطة مرت علينا كلنا وتركت أثرًا لم يمحي في نفوسنا بصياغة بديعة جعلت الجمهور يركز في الكلمة ومضمونها.
لحن الأغنية وفا حسين وغلفها بأسلوب شرقي بسيط تماهي مع فكرة الكلمات و بتوزيع ابتعد عن صخب التسعينات قليلًا من “حسام حسني” رفيق درب محي.
أيام الدنيا – حنان ماضي –
امتلكت حنان ماضي مشروعًا غنائيًا مختلفًا عن بقية مطربات جيلها، هذا الاختلاف منح تجربتها خلودًا في ذاكرة المستمع حيث كانت تنتقي أشعارًا قوية كتبها نخبة من شعراء العامية المصرية الذي كانت الأغنية جزء من تجربتهم الشعرية بالإضافة إلي وجود ياسر عبد الرحمن أحد أقطاب تيار التأليف الموسيقي في مصر.
أيام الدنيا واحدة من ضمن خمس قصائد أو أغنيات كتبها نجم في ألبوم “ليلة عشق”، تبرز في تلك الأغنية شخصية نجم الواقعية التي ترى ان الغرق في الواقع بكل تفاصيله أفضل بكثير من الارتطام بصخرة الأحلام التي لن تتحقق.
الأغنية ابتعدت في صياغتها عن قوالب الأغنية المعتادة بعدة فواصل شعرية متميزة و بمفردات جمعت ما بين الشعر العامي و شعر الأغنية.
ياحبيبي – محمد الحلو-
في وقت كانت الأغاني تتغزل في المحبوب بشكل فج ومبتذل، ظهرت يا حبيبي والتي غزل نجم كلماتها بأسلوب مختلف عن السائد بمفردات كلاسيكية رقيقة، وأثبتت أن الأغاني الخفيفة البسيطة لا تعني بالضرورة السطحية والابتذال، ساهمت يا حبيبي في عودة الحلو مرة أخرى إلي الساحة الغنائية التي احتلها نجوم الأغنية الشبابية وقدم لنا الملحن والموزع وليد فايد لأول مرة.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال