في صِحِّة المقاطعة

المقاطعة هي الامتناع الاختياري والمتعمد عن الاستخدام أو الشراء أو التعامل مع شخص أو منظمة أو بلد كتعبير عن الاحتجاج عادة ما تكون لأسباب أخلاقية أو اجتماعية أو سياسية أو بيئية.

غرض المقاطعة هو إلحاق بعض الخسائر الاقتصادية بالشخص أو المنظمة المستهدفة أو الإشارة إلى إساءة أخلاقية لمحاولة إجبارهم تغيير سلوك مرفوض.

في بعض الأحيان يمكن أن تكون شكل من أشكال نشاط المستهلك وعندما تشرعه حكومة بلد ما فإنه يسمى عقوبة.

تعريف المقاطعة على الموسوعة الحرة ويكيبيديا

المقاومة بالمقاطعة

المهاتما غاندي، الأب الروحي للهند الحديثة، يعتبر هو رائد فكرة المقاومة عن طريق المقاطعة الاقتصادية، لما استخدمها ضد البيزنيس البريطاني في الهند خلال نضاله من اجل تحريرها من الاحتلال البريطاني، وكانت البداية المؤثرة بالمسيرة الأشهر في الهند… مسيرة الملح.

فالمقاطعة الاقتصادية كانت السلاح القوي في فلسفة “النضال اللاعنفي” اللي نظر لها وتبناها المهتاما حتى تحرير الهند من الاحتلال البريطاني، بعد ما نجح غاندي على مدار سنين في إقناع الشعب الهندي بأهمية مقاطعة المنتجات الإنجليزية، لدرجة إنه ساهم في إعادة انتشار عادة الغزل اليدوي لتمكين الشعب من مقاطعة الأقمشة والهدوم المستوردة.

المقاطعة عند العرب

حسب المرويات العربية غاندي مش أول من أبتكر سلاح المقاطعة، حيث سبقه العرب بقرون وبالتحديد في صدر الإسلام، فكان أول من تمت مقاطعته في الإسلام همه المسلمين ومن والاهم.

فطبقًا لرواية ابن اسحاق موسى بن عقبة وغيرهم، لما القرشيين غلبوا مع أهل النبي في مسألة تسليمُه ليهم عشان يقتلوه، قرروا يقاطعوهم، فحسب الروايات وقع القرشيين الكفار إتفاق بإنهم لا يبيعوا ولا يشتروا من أهل النبي ولا حتى يناسبوهم: وفعلًا قدروا يخرجوا بنو هاشم وبنو عبد المطلب وبنو عبد مناف من بيوتهم ومن مكة كلها ويحاصروهم في شعب أبي طالب، يمكن ينخوا ويسلموا النبي، لكن هيهات.. صمد المسلمين الأوائل وحتى أهل النبي من غير المسلمين، كلهم صمدوا تَلَت سنين من المقاطعة، إضطروا خلالها ياكلوا ورق الشجر في وادٍ غير ذي زرع.. وماستسلموش، لغاية ما تم فك الحصار وإنهاء المقاطعة بعد معجزة أبطالها هشام بن عمرو ودودة الأرض الشهيرة بـ”الأرضة“.

صحيح التجربة دي من المقاطعة فِشْلِت، بس تفضل برضك أولوية الفكرة للعرب مش للهنود.

المقاطعة هنا والآن

مؤخرًا ومع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني، انطلقت من جديد دعوات لمقاطعة المنتجات أو البراندات الأمريكية وغيرها من الجنسيات اللي دولها تدعم الجانب الإسرائيلي.

صحيح إن كتير من البراندات، خصوصًا المطاعم والمواد الغذائية، هي في الأساس رؤوس أموال وعمالة مصرية بالكامل، شغالة بنظام الامتياز التجاري (الفرنشايز – Franchise)، بس مش مهم.. ماحدش قالهم يروحوا يتعاملوا مع براندات عالمية السوق هنا مفتوحلها وعليها إقبال عالي؛ من غير ما يتأكد من التوجهات السياسية لرؤوس الأموال المالكة للبراندات دي.

حيث كان من باب أولى إن هذا المستثمر المصري، وبمجرد ما السوق يتفتح للنوع ده من البراندات، يضغط عبر الغرفة التجارية على لجنة الشؤون الاقتصادية ولجنة الثقافة والإعلام والآثار في البرلمان، بهدف استصدار قانون يمنع دخول البراندات العالمية الغذائية للسوق المصري، طبعًا مش بهدف حماية المطبخ المصري بوصفه جزء أصيل من الهوية المصرية، زي ما كان الوضع في تونس لسنين طويلة.

نقاط قوة ونقاط ضعف

عندنا نقاط قوة في مشوار المقاطعة متمثلة في منتجات محلية ينفع تنافس، زي سبيروسباتس في مجال الكازوزة، ومنتجات شركة قها في عالم العصاير، والسجاير الكليوباترا لو لقيناها في مواجهة المارلبورو إن وجدت، وفي مقابل هيمنة نيدو على سوق لبن البودرة أصبحت نادية منافس قوي بلبنها المُجفف.

بس لما نفرد القماشة أكتر هنلاقي إن بدايلنا من المنتجات المحلية قليلة بالنسبة لاحتياجاتنا، فمثلًا دعوات المقاطعة يتم نشرها عبر مواقع فيسبوك وانيستجرام اللي صاحبهم يدعم إسرائيل، وباستخدام موبايلات أجنبية الصنع منها آيفونات أمريكية الصنع.

إقرأ أيضا

مابين خسة عمرو أديب وشرف وائل الدحدوح

جهاز كشف المصداقية

ماتشات الكورة اختبار مهم، فغالبية الماتشات المهمة تابعة للفيفا أو الويفا والأتنين موقفهم سلبي من القضية الفلسطينية. كمان كسوة الشتا تعتبر اختبار حقيقي لقوة المقاطعة، فهل ممكن نستبدل براندات الموضة بمنتجات غزل المحلة أو شركة بيع المصنوعات المصرية.

أورفانيدس

سوق الكحوليات لا يخلو من منتجات مصرية أصيلة، زي بيرة ستلا، لكن بلغني إن الشركة المنتجة استحوذ على نسبة كبيرة من أسهمها مستثمرين أجانب، لكن بالبحث توصلت إلا شركة أورفانديس الرائدة في مجال صناعة المشروبات الروحية لسه مصرية أصيلة.

أورفانيدس كمان عملت نيو لوك جامد جدًا، جددت فروعها القديمة وأشترت فروع جديدة وبقى عندها موقع رسمي ينفع الزباين تشتري من عليه خط ساخن وتوصيل طلبات وصفحة على فيسبوك، في مساهمة منها لتوفير منتجات وخدمات مصرية يستفاد بيها المستهلك المصري وهو ضامن إن فلوسه مش هتشارك في دعم إبادة الشعب الفلسطيني.