“قراءة فقهية” أزمة الصيدلي المصري في السعودية بسبب منشور صلاة الجماعة
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
كتب الدكتور شريف مدكور محمود حسنين الصيدلي المصري بالسعودية منشورًا عبر صفحته الشخصية حول صلاة الجماعة في الصيدليات، وأدى إلى قيام السلطات السعودية بالقبض عليه لنشره معلومات مغلوطة أساءت لصناعة الدواء في المملكة.
كان نص منشور الصيدلي المصري الذي حذفه من صفحته يقول “ممنوع غلق الصيدلية وقت الصلاة، هتقولي طب هصلي أمتى؟، هقولك ماليش فيه.. هتقولي طب تأخير الصلاة لغير عذر كبيرة، هقولك العذر إنك تبيع لوكس وبامبرز.. مع تحيات ديفيد كوهين”.
اقرأ أيضًا
الصلاة الفائتة من سنوات كيف يتم قضاءها من وجهة نظر الفقه
بسبب الموقف السعودي ثار متابعي مواقع التواصل الاجتماعي على الإجراء، قائلين بأن الطبيب لم يقع في الخطأ، وبصرف النظر عن القانون السعودي وتصرف الصيدلي، إلا أن هذا الموقف يطرح سؤالاً هامًا حول أحكام صلاة الجماعة.
حكم صلاة الجماعة .. واجبة ولكن
اختلف العلماء حول حكم صلاة الجماعة، فالبعض يراها واجبة وبعضهم مثل الإمام مالك والإمام الشافعي لم يروا أنها واجبة أو فرض عين، لكن مع الأخذ بالحكم القائل بالوجوب في حق المسلم المكلف لكن صلاة الجماعة يسقط وجوبها بالأعذار القهرية، وقد استفاض اثنين من العلماء حول الأعذار التي تُسْقِط صلاة الجماعة.
الإمام الأزهري الشيخ أحمد الدردير المالكي قال في كتابه “وعذر تركها (يقصد صلاة الجمعة) والجماعة شدة وحل ومطر أو جذم ومرض، وتمريض، لأجنبي ليس له من يقوم به وخشي بتركه وحده الضيعة.. وقال خليل أيضاً ممزوجاً بشرح الدردير: وخوف على مال له بال ولو لغيره”.
أما الإمام العز بن عبدالسلام في كتاب قواعد الأحكام في مصالح الأنام عدد الأمثلة التي بسببها تسقط صلاة الجماعة من باب تقديم الفاضل على المفضول من المصالح سواء كانت الأحكام واجبة أو مندوبة وعلى رأسها إنقاذ النفس البشرية مما أشرفت عليه من الخطر المهلك وقال في ذلك “تقديم إنقاذ الغرقى المعصومين على أداء الصلوات؛ لأن إنقاذ الغرقى المعصومين عند الله أفضل من أداء الصلاة، والجمع بين المصلحتين ممكنٌ بأن ينقذ الغريق ثم يقضي الصلاة، ومعلومٌ أن ما فاته من مصلحة أداء الصلاة لا يقارب إنقاذ نفس مسلمة من الهلاك. وكذلك لو رأى الصائم في رمضان غريقًا لا يتمكن من إنقاذه إلا بالفطر، أو رأى مصولًا عليه لا يمكن تخليصُه إلا بالتقَوِّي بالفطر، فإنه يفطر وينقذه، وهذا أيضًا من باب الجمع بين المصالح؛ لأن في النفوس حقًّا لله عز وجل وحقًّا لصاحب النفس، فقدَّم ذلك على فوات أداء الصوم دون أصله”.
الكاتب
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال