862 مشاهدة
قرد نجح في الهجرة “وأنا وأنت لأ” .. (قصة حقيقية)
نعم عزيزي القاريء هناك قرد نجح في الهجرة من مصر إلى جنوب أفريقيا بينما تحلم الأغلبية بالهجرة دون فرصة لفعل هذا، كان هذا ضمن صفقة تمت عن طريق نظام التبادل مع حديقة حيوان جوهانسبرج بارك في جنوب أفريقيا والتي تم توريد عدد 3 زرافات لتنضم إلى الزرافة الوحيدة في حديقة الحيوان في الجيزة، منها ذكر وعدد 2 أنثى وتم الاتفاق مع جنوب أفريقيا على أن يتم توريد الزرافات الثلاث وفقًا لنظام التبادل التجاري المعتمد دوليًا لحيوانات برية أخرى، وتعاني الحديقة من زيادة في أعدادها، مثل فرس نهر وبجعة والكبش الأروى والعبلنج السوداني والقرد الحبشي وطائر الفلامنجو.
وهذا القرد الحبشي الذي كان معروفا في حديقة الحيوانات المصرية في الجيزة باسم “سيد” هو بطل قصتنا.
القصة
ولد سيد عام ٢٠١٦ في جبلاية القرود بحديقة الحيوان بالجيزة، قضى أربعة أعوام وسط رفاقه من القرود الحبشية يتقافزون فوق أفرع الأشجار تفليهم والداتهم من القمل والحشرات، يستمتعون بشمس مصر الدافئة، يعانون فقط من تلك الرحلات المدرسية التي يصر فيها الأطفال على قذفقهم بالطوب، كان سيد يصرخ في كل مرة تصيبه قذيفة أحدهم بينما “يكركع ” الصغير محتفلا مع رفاقه بإصابة مباشرة في الهدف.
ولا ينسى سيد أبدا تلك المرة التي اقتحم الجبلاية فيها ٣ من الشباب بعد تناول جرعة كبيرة من الأستروكس وكيف طاردوهم حتى فرت كل القردة وهو أولهم إلى قمم الأشجار، وعن تلك السعادة التي شعرت بها الجبلاية بأكملها حين أغلقت الحديقة حوالي ٦ أشهر بعد غزو فيروس كورونا والتي انتهت بقرار هجرة سيد إلى حديقة حيوان جوهانسبرج في صفقة تبادلية مع الزرافات الثلاثة.
حتى عمال الحديقة الذين كانوا يسبون الدين لبعضهم البعض كنوع من إلقاء تحية الصباح ويتبادلون تدخين السجائر مع زملائه القرود الأكبر وينسون أحيانا تقديم الوجبات اعتمادا على الفول السوداني والطوب الذي يلقيه الجمهور كانوا جزء من مخيلة سيد عندما سقطت دموع فرحه وهو يستقل الطائرة مهاجرا.
وهناك في جنوب أفريقيا فوجيء سيد بكونسلتو طبي كامل يجري له مجموعة من التحاليل والكشف الشامل للإطمئنان على صحته، ثم اصدار بطاقة كودية متصلة بالإنترنت لتعريفه على موقع الحديقة والاحتفال بوصوله، وفي يومه الأول في حديقة مفتوحة أذهله لون خضرة أشجارها ابتسم سيد للمرة الأولى منذ ولد، استقبل “سباطة” كاملة من الموز كهدية ترحيب، صفق له الأطفال والتقطوا الصور في سعادة وحبور.
أهداه أحد الأطفال قطعة من الأيس كريم وربت عليه حارسه وشجعه على تناولها.
وفي أخر الليل وجد سيد نفسه في حجرة صغيرة مكيفة الهواء تمنحه شعورا جميلا بالدفء وفراشا لينا من القش يقضي فيه الليل.
ابتسم سيد كثيرا وتحولت ابتسامته لقهقهة عندما تذكرني وتذكرك عزيزي القاريء.
نجح سيد في الهجرة و”أنا وأنت لأ”
صحيح نسيت أقولك، في زرافة من التلاتة اللي سيد واخواته وكام سلحفاة على طائر على خرتيت هجروا من مصر على حسهم ماتت بعد اسبوع واحد بس من وصولها مصر.
دنيا حظوظ صحيح
الكاتب
ما هو انطباعك؟
