قصة الإسلام اللي كسب القضية (1) هل تعلم أنت بتدافع عن إيه؟

في البدء كنت بافكر أكتب موضوع تاني عن أ. أحمد عبد ماهر، أو بمعنى أدق استغل الحدث في الكتابة عن الأفكار اللي الحُكم ضده أنتصر لها.. اللي أغلب المهللين للحكم بوصفه انتصار ليهم ولدينهم مايعرفوش حاجة عنها، وأجيب شوية أمثلة توضيحية للآراء والفتاوى والأحكام المنافية للعقل أو المنطق أو العقل أو “الأخلاق” وأصدم بيها المسلم العادة المتشنج لدين لا يعلم عنه شئ.

بس نتبهت لنقطة مهمة فايتة عليا.. “المسلمين العادة” مش بس مايعرفوش همه بيدافعوا عن إيه، إنما كمان مايعرفوش قصة الـ”إيه” نفسها.. ولا أزاي بقى هو ده شكل الإسلام اللي بيدافعوا عنه، النسخة دي من الإسلام مصدرها إيه؟ وإيه حكايتها؟

فتعالوا نحاول خلال الكام حلقة دول نتعرف على نسخة الإسلام اللي كسبت القضية، وقبلها قضايا كتير.. لا كان أولهم الراحل د. نصر حامد أبو زيد ولا هيكون م. أحمد عبده ماهر أخرهم.

عزيز المسلم العادة.. أنت بتدافع عن إيه؟

تعالت التكبيرات والتهليلات والمباركات احتفالًا بالحكم على المحام أحمد عبده ماهر بالسجن 5 سنين، وأعتبرت جحافل المسلمين أن الحكم عزة للإسلام ونصرة للمسلمين وحاجة في منتهى “إذا جائك نصر الله والفتح”.

جميل.. الفرحة حلوة مافيش كلام، بس هل الناس دي عارفة بتهلل على إيه؟ أو مين كسب مين؟ هل عندهم أي دراية بالآراء المنتصرة دي بتقول إيه؟ أو أهم لحظات العركة وأسماء أهم من دخلوا العركة دي؟

أكل لحوم البشر… جائز شرعًا

آسف ع العنوان المرعب، أحمد عبده ماهر بقى أتسجن عشان بيقول أن ده كلام غلط ومالهوش علاقة بالإسلام، قال ده خلال لقاء تلفزيوني سنة 2013.

بعد حوالي سنة (2014) بدء الموضوع ينتشر ويتكتب عنه في الجرايد، زي التقرير اللي هنا، وبعد كمان سنة (2015) الأزهر يعلن عن تعديلات في مناهجه.. وإنه لغى من مقررات الثانوي شوية حاجات من ضمنها “أكل لحم الآسير”.

رأي فقهي دافع عنه وبرره عبد الله رشدي خلال رده على أحد مستنكري الحكم.

الشرف = النسوان

هي الليلة عناوين مزعجة معلش، بس بوضوح كده.. هو ده مفهوم الشرف عند الغالبية الكاسحة في مجتمعنا، وجرت العادة الربط بين حرية الاعتقاد والمليطة.. بوصف أن الشريعة الإسلامية هي حامي حمى الفضيلة وأجدع من محمد صبحي شخصيًا.

مين فينا ماسمعش أن الشيطان هو تالت أي راجل وست مع بعض لوحدهم، المقولة المستندة على الحديث المنسوب للنبي: ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه أحمد والترمذي. كمان أغلبنا عارفين دلوقتي ومع تغير شكل الحياة بقى عندنا أوقات ولحظات ومواقف كتيرة بيتصادف فيها اختلاء راجل وست في مكان ما.. أسانسير، مواصلة، سلم، محل، مكتب، …إلخ.

بس كام حد فينا يعرف أن النسخة المنتصرة في القضية عندها مخرج شرعي للأزمة دي، خصوصًا لو الوضع هيطول.. زي الزمالة في الشغل مثلًا، رأي أتحفنا به رئيس قسم الحديث في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، د. عزت عطية، سنة 2007.

وبرضه تراجع عنه بعد هجوم كبير عليه وعلى رأيه، لكن مع بقاء حديث منسوب للنبي يؤكد على صحة كلامه.. لدرجة أن الشيخ علي جمعة نفسه أعلن عن تبنيه الرآي ده واستخدامه له في بعض الحالات، بس وضح أن يبقى عبر وسيط مش وش كده.

يعتبر المفقود ميت بعد 4 سنوات.. أشمعنى؟!

قانون الأحوال الشخصية حدانا من 1929 وحتى بعد التعديل في 1985 فضل متشبث بقاعدة صعبة جدًا، مش عارف وصل لفين دلوقتي، وهي اعتبار المفقود في عداد الموتى بعد 4 سنين، إلا لو كان مفقود في حادث أو كارثة طبيعية أو حرب.. إلخ، وأتعملت أعمال درامية كتير حبكتها مبنية ع التفصيلة دي.

طبعًا التشريع بالرقم ده بيسوح أسر وعائلات، فالمفقود لا عايش فبيقبض ولا ميت فبيتصرف معاشه أو تتقسم تركته، لا هو في وضعية الفنانة نجاة “لا صاحية ولا نايمة”.. وأهله مستنظرين شهادة وفاته ولا انتظار الجماهير للمونديال.

تفتكروا ليه الرقم ده أصلًا؟ ليه مش تلاتة “فتبقى وتر.. أو التالتة تابتة”، أو خمسة فتبقى مع أركان الإسلام أو الصلوات، ليه تحديدًا 4.. رغم أنه رقم مش مهم في المثيولوجيا الإسلامية؟

إقرأ أيضا

“السبب والحل” خطأ مجلة الأزهر باختيار كتاب الموجز في تاريخ القدس هديةً لعددها

بسم الله الرحمن الرحيم.. الإجابة: آراء فقهية عتيقة بتقول أن أطول مدة حمل هي 4 سنين.

وطء البهيمة

دي مسألة حيرت العلماء فاختلفوا في حكم الجاني ومصير المجني عليها، ووصل الأمر أن بعض المدارس ذهبت أن فيه حديث منسوب للنبي بيتكلم عن الموضوع ده وبيأمر بقتل البهيمة، وفيه فريق تاني شايف أن دي مش صيغة الحديث وآخرين شايفين سنده مش قوي.

فيه بقى فريق تالت عاقل زي المحام اللي حضرتك بتهلل فرحًا بحبسه، أيوه.. عدو الإسلام، الفريق ده بيقول أن مايصحش الدين يكون له علاقة بكلام زي ده.. وأن حديث بيقول كده يبقى غالبًا مدسوس أو منحول على النبي، والدليل أن النبي أكيد مش هيقول أعدموا البهيمة.

أيوه يا فاندم.. حضرتك فرحان بحبس اللي بيدافع عن الإسلام.. فرحان بانتصار الآراء المسيئة للدين وللنبي.

بعد ما خدتوا فكرة عن نسخة الإسلام اللي كسبت القضية، تعالوا الحلقة الجاية نعرف إيه حكاية “نسخة” الإسلام دي؟ هو الإسلام فيه نسخ؟ مش هو دين واحد متفق عليه جميع المسلمين؟، عشان نخش بعدها على قصة انتصارها التاريخي.. اللي بناء عليه بتحكمنا النهارده.

إقرأ أيضاً

قضية اغتيال اللورد موين “رد بالوثائق على اتهامات إسرائيل لمصر جيشًا وشعبًا”