همتك نعدل الكفة
365   مشاهدة  

قصة السيدة التي أنقذت التراث العراقي فحولها الغرب إلى أسطورة بينما لا نعرفها نحن

التراث العراقي


ممل للغاية أن تقضي عمرك كأمين مكتبة، كل ساعات عملك بين أرفف تكدست بالكتب يرتاد المواطنون مقر عملك ليقرأوا أو يستعيروا الكتب وأنت غير قادر حتى على تصفحها رغم رائحة الورق التي تملأ أنفك.

الأكثر مللاً هو أن تكون مسؤولاً عن مكتبة للتراث، غير قادر على لمس قطعة فيها لأنها كتب ووثائق تاريخية، أنت فقط تشاهدها عن بعد حتى حفظها عن ظهر قلب، لكن المؤسف أن تعلم يوماً أن تلك الكتب النادرة التراثية قد تتعرض للدمار.

هذا ما حدث في مدينة البصرة العراقية عام ٢٠٠٣، عندما قررت قيادات القوات المسلحة العراقية اقامة منصة مضاداة للطائرات فوق سطح المكتبة فطلبت أمينة المكتبة السيدة عالية محمد الباقر نقل الكتب حتى لا يصيبها الدمار إلا أن طلبها قوبل بالرفض.

موظفة البصرة

وفي الليلة التالية لرفض الطلب، وبعد الاتفاق مع صاحب المطعم المفتوح قبالة منزلها وخبار في الشارع ذاته لا يجيدون القراءة ولا الكتابة، كان الثلاثي يتسلل إلى المكتبة التي خلعت السيدة عالية ستائرها للبدء في نقل ٣٠ ألف كتاب أثري ونادر من التراث العراقي ملفوفاً في تلك الستائر.

وخلال ٣ أيام قضى الثلاثي لياليها في نقل تلك الكتب لمنزل السيدة الفاضلة تم اخلاء الأرفف نهائياً قبل تدمير المكتبة بـ٤٨ ساعة، لتحفظ تلك المرأة المخلصة تراثاً إنسانياً هاماً.

اللطيف في القصة أن الكاتبة الانجليزية جنيت وينتر علمت بشجاعة هذه السيدة فكتبت كتاباً للأطفال عن هذه القصة لتشيد بشجاعة ووطنية هذه السيدة ولتكون عبرة ومثال لأطفال أوروبا وأمريكا بعنوان “موظفة مكتبة البصرة”، يقرأه أطفال العالم كما صورت القصة بمسرحيات عالمية، أما مكتبة البصرة المركزية فقد أعيد بناؤها وعندها أعادت السيدة عالية الكتب إلى مكانها وتعينت بدرجة مديرة للمكتبة.

.كم أنت عظيمة أيتها السيدة، التراث العراقي بخير بسببك وكم أنا فخورة بك ياهانم

إقرأ أيضا
عصا السنوار وعرش بشار

إقرأ أيضاً

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان