قصة سيد مكاوي مع أستاذه الذي تكبر عليه “أمه وقفت بجانبه بعدها”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
وصف الصحفي حمدي لطفي قصةً سيد مكاوي الملحن الكبير، بـ «كفاح ونضال فني تمس القلوب»، وذلك كون أن حمدي لطفي سكن مع سيد مكاوي في حارة واحدة بحي الناصرية في حي السيدة زينب لسنوات طويلة، وعرفه منذ أن كان طفلاً صغيرًا يكبره بعدة سنوات، ورأى أن سيد كان متعلقًا بأبيه والذي لما مات بكى عليه كثيرًا ليصاب لاحقًا بمرضٍ في عينيه يفقده بصره.(1)
سيد مكاوي وحياة الطفولة مع فقدان البصر
يعتبر حمدي لطفي شاهدًا عيانًا على طفولة سيد مكاوي إذ قال «كنا جميعًا أطفال الحارة نخشى سید ونرهبه رغم فقده لبصره، فقد كان باهرًا في صنع الكمائن يختبئ فيها ثم ينقض منها فجأة على من يريده ، مميزًا كل منا بخطوات قدميه، وكان عنيدًا فقد صمم على أن يتعلم قيادة الدراجات دون معاونة من أصدقائه، ونجح في قيادتها وكان حديث الحي بأكمله وشب سيد والتحق بالأزهر، وعندما تخرج توجه إلى الاذاعة ولفت الأنظار إليه.
المدرس الذي حاول أن يكسر مقاديفه
كان سيد مكاوى في طفولته له أصدقاء، منهم الداعمين له ومنهم الذين لا يدعموه، فقد تكلم عن الذين لم يقتنعوا بأنه سيصلح للفن أصلاً، فقال خلال حوار له بأن أحدهما قال: الكفيف لا يصلح للعمل الفني.(2)
اقرأ أيضًا
هاني شنودة وسيد مكاوي .. لماذا اختلف الاثنين حول جيلهما ؟
رغم ذلك وعندما سُئِل سيد مكاوى عن كيفية تحوله إلى عالم الطرب، فإنه يذكر اسم اثنين من أصدقاءه كانا من هواة الموسيقى هما محمود وإسماعيل رأفت ، وكانا يملكان 3 آلاف اسطوانة لعبده الحامولي ومحمد عثمان وداود حسني والشيخ أبو العلا محمد والشيخ محمد صبح وسيد درويش، ولم يكن يفعل معهما إلا الاستماع إلى هذه الاسطوانات ليل نهار، أو الانصات إلى عزف محمود على آلة القانون أو شقيقه إسماعيل على الكمان، ليقولا له: لماذا لا تعزف على العود؟.
بعد يومين جاء محمود رأفت بمدرس عود يدربه على العزف وكان قاسيًا متعجرفًا، إذ قال لسيد مكاوى لما سأله: كيف أضبط العزف؟ فأجابه المدرس: بعد سنتين ابقى اسألني، ليشعر سيد مكاوى أنه مدرس مغرور فيقرر أن يتعلم العزف لوحده، بعد أن اشترت له أمه عودًا قديمًا أخضعه للأغاني التي كان يرددها وبمرور السنين شق طريقه لعالم الفن خاصةً بعدما التقى بالشيخ زكريا أحمد والذي قال عنه سيد مكاوى «أضاء لي طريقي وشرح لي فن سيد درویش ودربني على موسيقاه التي أمضى في ركبها حتى اليوم وأصبحت أملك أكثر من 100 أسطوانة لأغاني عميد الموسيقى الشرقية، كلها مسجلة بصوته وألحانه.
في قصة سيد مكاوى نجد أن والدته دعمته بشراء عود ليتعلم عليه، ولم يتوقف دعم والدته له عند ذلك الحد فعندما أعلنت الدولة إنشاء بنك العيون، تقدمت أمه بطلب إلى وزارة الصحة تطلب إعطاء ابنها إحدى عينيها، ويومها ثار سيد واستعاد الطلب وقال لوالدته: «إنتي فاكرة إني ما باشوفش، صحيح أنا مش بأشوف، لكن باشوفك انتي كل لحظة، ياماناس كثير مفتحين وعايشين مع أمهاتهم، لكن مبيقدروش يشوفوهم أبدًا، بس أنا بشوفك».
(1) حمدي جمعة، سيد مكاوي أمه جعلته ملحنًا، مجلة الكواكب والإثنين، عدد: 632، يوم 10 سبتمبر 1963م، ص44
(2) حوار تلفزيوني أجراه مفيد فوزي مع سيد مكاوي عام 1984م
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال