قصة فيلم غزل البنات التي لا يعرفها أحد .. أستاذ حمام نحن الزغاليل
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
فيلم غزل البنات أسطورة فنية لم يلحظها الكثيرون، كلنا نحب هذا الفيلم الرائع لكننا لاندرك ولا نعرف كم العمالقة الذين شاركوا في صناعته بل وتلك القصص الجميلة والغريبة التي دارت في كواليسه، وبما أني من عشاقه سأرويها لكم:
كيف بدأت فكرة غزل البنات
كان نجيب الريحاني يسكن نفس البناية التي تسكنها ليلى مراد وتقابلا ذات صباح في الأسانسير، تبادلا التحية ثم طلبت ليلى من نجيب خجلاً من قيمته الفنية أن يشاركها فيلمها القادم الذي كان زوجها أنور وجدي كتب قصته للتو، وافق هو أيضاً من فرط الخجل فعادا بالأسانسير لتطرق الباب وتدخل شقتها منادية أنور وجدي لتبلغه بموافقة نجيب الريحاني ليضرب المخرج والممثل الشهير كفاً على كف متسائلاً بينه وبين نفسه عن أجر الريحاني.
اللطيف أنها اختلفا بعد ذلك عندما كتب الريحاني سيناريو الفيلم وكتب بديع خيري الحوار، حيث كان أنور وجدي يراه سيناريو مسرحي فذهب لعبد الوارث عسر الذي شارك في دور صغير بالفيلم ورجاه أن يتدخل لدى الريحاني لأنه يخجل من مفاتحته في الأمر احترامًا وتقديرًا لقامته الفنية الكبيرة.
عبدالوارث عسر رحّب باقتراح وجدي وأكد أنه سيتواجد خلال جلسة مناقشة السيناريو ليحاول إقناع الريحاني، وهو أمر استغرق عدة أيام حتى تم حل المشكلة.
من حواديت التصوير
كلنا نتذكر المشهد الذي كان نجيب الريحاني يبكي فيه أثناء تصوير أغنية الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب “عاشق الروح”.
طلب المخرج أنور وجدي من الريحاني وضع “الجلسرين” أسفل عينيه حتى يظهر وكأنه يبكي، ولكن الضاحك الباكي رفض ذلك طالبًا من وجدي أن يختلي بنفسه في غرفته 5 دقائق، دون أن يوضح له الأسباب.
وبعد فترة صغيرة خرج الريحاني وهو يبكي بكاءً حقيقيًا، وتم تصوير الأغنية بدموعه حقيقة وحينما سُئل عن سر بكائه قال أنه تذكر شقيقه يوسف الريحاني، الذي اختفى في ظروف غامضة ولم يعلم عنه شيء حتى يومه هذا.
على جانب أخر إن كان ما فعله الريحاني أسعد طاقم العمل وأبهرهم كان هناك موقف أخر أغضب هند رستم من أنور وجدي حتى وفاته، حيث كان من المفترض أن تظهر في أكثر من مشهد كإحدى صديقات البطلة، وقد تم تصوير الأغنية أولًا، وبعد أيام جاء وقت تصوير باقي المشاهد.
وحينما تفحصها مخرج الفيلم الفنان أنور وجدي مع الفتيات الأخريات فوجد أن عمرهن صغير للغاية مقارنة بليلى مراد ولا يصلحن أن يكن صديقاتها، فقرر استبدالهن بممثلات أخريات في باقي المشاهد، ولكنه احتفظ بمشهد الأغنية.
العمالقة الذين شاركوا في الفيلم
اقرأ معي الأسماء التالية التي صنعت غزل البنات ولا تندهش، مخرج العمل أنور وجدي وساعده في الإخراج حسن الصيفي ومنير مراد – أه والله زي ما بقولك كده – ومونتاج الفيلم بيد كمال الشيخ، وشاركت فيه الفنانات هند رستم وداليدا ونبيلة السيد بأدوار صغيرة، بينما قام ببطولته نجيب الريحاني وليلى مراد وشارك فيه محمد عبد الوهاب ويوسف وهبي وعبد الوارث عسر وفردوس محمد وسليمان بك نجيب.
كل هذا لا يجعلنا ننسى أن أنور وجدي الذي عمل سابقاً ككومبارس في بداية حياته مع يوسف وهبي كان له أجر قديم نسي يوسف بك أن يدفعه له، وحين قام بسداد أجر وهبي عن الفيلم قام بخصم هذا المبلغ الذي لم يكن الرجل يتذكره، “أه من أنور وجدي وعمايل أنور وجدي” لكن لهذا مقال أخر في وقت أخر.
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال