من محمد أنور السادات إلى قاسم سليماني “ما الذي بين قناة الجزيرة وإيران”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تجددت دماء الصلة بين قناة الجزيرة وإيران عن طريق سيرة قاسم سليماني، فالقناة القطرية عبر منصة بودكاست نشرت فيديو عن قاسم سليماني ووصفته بالمجاهد والمقاوم، ومع ارتفاع الغضب قامت القناة بحذف الفيديو دون أي تعليق حتى الآن.
وصفت قناة الجزيرة قاسم سليماني بأنه الجندي الذي كرس حياته لخدمة الإسلام والثورة الإيرانية والاسم الذي يهابه الصهاينة؛ وإزاء هذه الأوصاف سخر البعض من الجزيرة بقولهم «لو أراد سليماني أن يمدح نفسه ما استطاع إنتاج أفضل من هذا».
البداية من إعدام فرعون والقمة .. متاجرة بالقدس
التنسيق بين قناة الجزيرة وإيران لم يكن وليد الربيع العربي بل سبقته مواقف أخرى كثيرة، منها أن قناة الجزيرة أنتجت فيلمًا وثائقيًا عن الرئيس الراحل أنور السادات بعنوان «الجريمة السياسية .. اغتيال أنور السادات» عام 2005 م، وبعدها بعام أنتجت إيران فيلمًا عن الرئيس المصري بعنوان «إعدام فرعون»، من إنتاج لجنة تكريم شهداء الحركة الإسلامية العالمية الإيرانية.
تعرض الفيلم الإيراني لانتقادات شديدة من كافة الأوساط المصرية سواءاً كانت إعلامية أو صحفية أو فنية، لدرجة جعلت الأزهر يقرر عدم افتتاح فرع له في إيران إلا بعد حرق الفيلم.
لكن هناك مسألة لم ينتبه لها الكثيرين أن الفيلم لم يكن بإنتاج إيراني، وإنما هو إنتاج قطري من قناة الجزيرة وهو فيلم الجريمة السياسية اغتيال أنور السادات، ورغم نفي الحكومة الإيرانية ارتباطها بالشركة التي أنتجت الفيلم، لكن هذا لم يكن مقبولاً بالنسبة للسلطات المصرية حيث أن المصادر المصرية ربطت بين لجنة تكريم شهداء الحركة الإسلامية والحرس الثوري الإيراني.
أما قناة الجزيرة فلم تعترض واكتفت بنشر بيان قالت فيه أنها لم تأذن لأي جهة باستخدام أي مقاطع أو مقتطفات من سلسلتها عن “الجريمة السياسية”.
تقوم قناة الجزيرة بتعظيم الدور الإيراني في فلسطين بهدف ود السنة في العالم الإسلامي عبر تصوير إيران أنها الظهر القوي لحركة المقاومة في غزة.
اقرأ أيضًا
الجانب الأبشع الذي لم يذكره مسلسل الاختيار عن علاقة الجماعات الإسلامية وإيران
لعل هناك أسباب تاريخية وقديمة بين قناة الجزيرة وإيران لكن شرارة التفاهم والتنسيق ظهر بشكل واضح عقب حركة الربيع العربي، فمثلاً في سوريا تقوم دولة قطر بتمويل جبهة النصرة، بينما تؤيد إيران وحرسها الثوري نفس الجهة وهي النصرة.
كذلك فإن قناة الجزيرة التي تتدخل في الشئون الخارجية للدولة العربية والعالمية لم تتكلم عن احتجاجات الشارع الإيراني ضد نظام خامنئي، بل وقفت مع النظام الإيراني ضد الشعب الإيراني وابتعدت القناة ـ كعادتها ـ، عن المهنية، فتقوم بالترويج للمظاهرات الداعمة للنظام الإيران، ولا تستضيف إلا من يؤيدون هذا النظام وفساده، وتجاهلت المظاهرات التي نظمها الآلاف ضد الملالي.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال