كان يبكي ويقول: أحبطتني ميديا الرياضة المصرية .. قصة صحفي مصري أصبح من نجوم الكرة العربية
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ذات مساء من خمسة سنوات تحديدًا، كان الانهيار قد تملّك من أعصابه، بكى وارتجف وحشت الغصة مزاق حياته، وحدثني قائلًا : يا صديقي، لدي من الصياغة ما يجعلني كاتبًا مُهمًا في سكربتات البرامج الرياضية، وذلك بشهادة المتخصصين في المهنة، ولديّ من الخطط المٌبتكرة الكثير لرفع مستوى الميديا والتسويق للأندية الشعبية المصرية، وعندي أفكار جديدة لفقرات برامج رياضية يمكنها جذب المشاهدات، وعندي القدرة لأن أصبح مُخطِط جيد لفورمات قنوات رياضية كبيرة لتصبح على مستوى القنوات العالمية .. لكني لم أجد الفرصة حتى الآن، أذهب يوميًا لمقابلة المسؤولين عن إدارة البرامج الرياضية، ويكون الرد أنها أفكار جيدة لكن لا مكان حاليًا، شرفنا في وقت لاحق، قال لي رجل خبرة في إدارة هذه القنوات أن توصية من مسؤول مهم من الأهلي أو الزمالك ستفتح لك الأبواب المغلقة، وحاولت التواصل مع مسؤول، ونجحت المحاولة، لكن الروتين الطبيعي لإطار القنوات كان حاسمًا: المُعدّين المقربين من الإعلاميين هم أصحاب الكلمة والتخطيط تحت مظلة إدارة القناة، ولا مجال لتنفيذ أفكار جديدة .. فقط ادخل الطابور، وحافظ على مرتبك في آخر الشهر!
بعد سنة من لحظة الانهيار .. كان الاتصال حاسمًا، يا صديقي حصلت على فرصة في المركز الإعلامي لإحدى الأندية العربية، كانت هذه الفرصة من درب الخيال، حيث قدمت أفكاري عبر الإيميل لمسؤلين هذا النادي، وكان الرد سريعًا عن دراسات شاملة لتنفيذ هذه الأفكار، لذلك لابد أن تحضر على متن أقرب طائرة قادمة لنا، وكان القرار سريعًا .. وداعًا الإعلام الرياضي المصري، (أشوف وشّك بخير) .. وللعلم يجب أن ننوه أن الإعلام العربي الرياضي له أقطابه، وشبابه الواعدين، وليس كما يشاع، لذلك كانت رحلة صديقي هذه ليست بمثابة زجاجة المياة لعالقين في الصحراء منذ ثلاثة أيام، بل إنها إضافة إبداع على متن المنظومة التي تسير وفق سيستم أيضًا .
مكالمة أخيرة منذ شهور قليلة، صديقي الفائز بثلاثة جوائز رسمية في الإعلام الرياضي العربي، صاحب أفكار إعلانات تقديم القمصان الأساسية والاحتياطية الخاصة لفرق الدوري، المسؤول عن رسم خطة إعلامية لاستقبال نجوم الكرة العالمية الذين يأتون بالبلد العربي كسائحين واستغلال تلك اللحظات في ترويج الدوري على المستوى العالمي، وكانت إدارة كرة القدم لهذا الدوري قد وضعوا برنامج خاص لتطوير ذاتي للمسؤولين عن الإعلام الرياضي بشكل شامل في هذا الدوري، لرفع مستوى الكفاءة، وهي كالتالي: الاهتمام الخاص بتعليم اللغات المختلفة، حتى إن صديقي أصبح يجيد الإنجليزية والإسبانية والإيطالية، والمعايشة المستمرة في فترات التوقف مع مؤسسات صحفية وإعلامية كبرى مثل قنوات “fox news” لرفع مستويات المعرفة لدى العاملين بقطاع الإعلام الرياضي، وأخيرًا وليس بآخر فإن هناك محاضرات مُكثفة لتمكين صناع الإعلام الرياضي هناك بربط الرياضة بالمجلات الأخرى لعمل المزيج الرياضي الاجتماعي .. إنها عقول تفكر لرفعة مستوى الكرة في بلادها فتنجح .. هم من يستحقون كلمة : براااااافو علييييك!
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال