كتاب الأهلي .. كيف بدأ العمل تحت ضغط؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كان النادي الأهلي المصري -ولا يزال- واحد من أصعب المعادلات التي يتعجّب من نتائجها الجميع، يمكنه الفوز في أصعب المواقف وتحت أقسى الظروف، وتجلى ذلك في فوزه على نادي الاتحاد السعودي بثلاثية مقابل هدف واحد، لينتقل لمواجة نادي فلومينينسي البرازيلي في نصف النهائي، ببطولة كأس العالم للأندية 2023، في مباراة كان الرأي العام محليًا وعربيًا يتوقع فيها فوز الاتحاد السعودي الذي يعج بالنجوم أصحاب الصيت، ومع ذلك أظهر الأهلي الجانب الملغز في شخصيته وفاز على الرغم من أنه يعيش حالة فنية ليست هي الأفضل في فتراته الأخيرة مع مدربه السويسري مارسيل كولر .. وفي فصل من فصول كتاب “أهلاوي” للكاتب مؤمن المحمدي حاول تفسير تلك الظاهرة عن طريق استعراض بعض المواقف التي تظهر هذا الجانب من شخصية الأهلي.
لا يمكنني الحديث عن إنجازات الأهلي، فهي أكبر بكثير من المساحة المخصصة للكتاب، ولأن الجميع تناولها بالشرح والتعليق والوصف والتفصيل .. لذلك سأكتفي بهذا الباب بأمرين، الأول أن نتذكر معًا بعض اللحظات العصيبة في تاريخ نادينا، لنعرف كم نحن أوفياء، وأننا بالحق ع الحلوة والمرة معاه .. والأمر الثاني، سأسد النقص في تاريخ الأهلي برسم مشواره في أفريقيا خطوة بخطوة.
وهو المشوار الذي لن تجده إلا هنا في فصل “الأبطال في الأدغال”. وبالرجوع إلى تاريخ الأهلي، يمكننا أن نقف مثلًا عند موسم 1977-1978 عندما خسر الأهلي بطولته الخاصة .. الدوري العام، خسرها بفارق هدف (اعتباري)، فقد كان معمولًا بنظام فارق الأهداف، وحصد الزمالك اللقب بفارق هدف واحد، والطريف أن الزمالك لم يحرز هذا الهدف، في الحقيقة كان الزمالك قبل النهاية بقليل يؤدي مباراة في المحلة الكبرى، وفاز الزمالك بالمباراة بهدف نظيف، ونتيجة لأعمال الشغب في الملعب فيقرر اتحاد الكرة احتساب النتيجة بهدفين نظيفين للزمالك، واعتبار المحلة منسحبًا، وبهذا الهدف فاز الزمالك بالدوري.
هدف سيد عبد النعيم في الأهلي
في هذا الموسم التقى الأهلي مع الزمالك في نهائي كأس مصر، وكانت الخسارة تعني خسارة اللقبين “الدوري والكأس”، وهو ما يعرضه لأن ينطبق عليه الهتاف الذي ألّفه جمهوره : “يا زمالك يا محتاس ولا دوري ولا كاس ولا لعب زي الناس” ، وتقدّم الأهلي بهدف لمصطفى عبده، ليرد الزمالك بهدف لطه بصري وعلي خليل ليمر الأهلي بأصعب لحظات لمدة ثلاثين دقيقة، وتقترب المباراة من النهاية، ويضطر هيديكوتي للدفع بالورقتين الأهم، رغم أنهما كانا مصابين، الخطيب وطاهر الشيخ، وفي عشر دقائق تنقلب الدنيا، يحرز الخطيب هدفًا، وطاهر الشيخ هدفًا آخر، وجمال عبد الحميدج هدفًا لتتحول النتيجة إلى أربعة للأهلي مقابل اثنين للزمالك. ومن الأوقات العصيبة التي لا ننساها احتلال الأهلي للمركز العاشر في موسمة 1992-1991، وتلقى خسائر من طوب الأرض، وقبل أن نلحق بعضًا من كرامتنا في الدور الثاني ونحصل على المركز الرابع، الغريب أننا حصلنا أيضًا على الكأس. ولا ننسى أن نمر على رباعيات الإسماعيلية 4-0 ، و 2-4 مرتين، و 3-4 وحتى 4-4 نعتبرها خسارة لأنها أطاحت بالدوري.
على أن لحظة المر الأهم كانت في موسم 2002-2003 في مباراة إنبي الشهيرة، عندما كان فوزنا بالمباراة يعني فوزنا بالدوري، ويومها كان إنبي يلعب أول موسم له في الدوري، وذهب الجميع للاحتفال بالاستاد، فيخسر الأحمر بهدف، وفي المباراة المقابلة يفوز الزمالك على الإسماعيلي، طبعًا، ليفوز الزمالك بالدوري، ويحتضن لاعبو الاسماعيلي لاعبي الزمالك في استاد القاهرة فرحًا بضياع الدوري من الأهلي وليس لفوز الزمالك به!!
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال