كزافييه كبولاني عاشق “البيضان” ومكتشفها الرئيسي .. انتهت حياته قتيلاً بسبب حبه
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الفضول والحب هما ما جعلا كزافييه كبولاني يتحرك إلى البيضان خاصةً وأن الوصول لها كان صدفة وبسببها كانت نهايته دموية وبقيت سيرته محيرة، فالبعض يراه نذير الاستعمار والآخر يرونه بشير النهضة.
البيضان .. ولغز التسمية
البيضان هي أهم مناطق موريتانيا واسمها الأخير اشتق من اللون الأبيض ليكون اسم العرب البيض الذي سكنوا موريتانيا وكانوا صوفية على المذهب المالكي السني، أما موريتانيا فاسمها هكذا اشتقاقًا من كلمة مور التي وضعها الأوروبيين وتعني السود وذلك لأن أغلب السكان سُمْر البشرة الذين كانوا يطلقوا اسم البيظان على البيضان لصعوبة نطق حرف الضاد.
تقع أرض البيضان وادي درعة المغربي شمالا وواد نهر السنغال ونهر النيجر جنوبا وتمتد من جبال إفوغاس في مالي شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا.
حكاية كزافييه كبلاني
كزافييه كبلاني هو الأب الروحي لاكتشاف الثروات في أرض البيضان، وهو فرنسي النشأة حيث ولد في أول فبراير من العام 1866 م ونشأ نشأة إسلامية بحكم انتقاله في الجزائر واستقراره فيها والذي جعله يتولى منصب موظف في بلدية وادي شرق الجزائرية عام 1889 وبعدها بسنوات تولى منصب ملحق الحكومة العامة الجزائرية التي كانت عبارة عن جهاز سياسي وعسكري فرنسي يحكم البلاد خلال استعمارها.
اقرأ أيضًا
قصة الإنجليزي الذي غضب من إلغاء الموالد في مصر
اشتهر عن كزافييه كبلاني حبه للدراسات الإسلامية والشرقية لدرجة أنه وضع كتابًا مع صديقه الفرنسي ديبون بعنوان «الطرق الصوفية الإسلامية» والذي لقي شهرة كبيرة.
اقرأ أيضًا
تاريخ رؤساء الجزائر “نهايات رسمتها الاستقالة مع الدماء وأحدهم ببيجامة النوم”
بدأ طريق كزافييه كبلاني يتغير عام 1898 م حين تم تكليفة كرئيس لمهمة استطلاع في منطقة السودان الغربي وهناك تعرف على رجال من قبائل موريتانيا الشرقية وفي سنتين تعززت معرفته مع البيضان الذين عرفوه على بلادهم فكتب تقريرًا عن تلك البلاد وكيفية استغلال مواردها وضرورة دخولها تحت الحكم الفرنسية.
دخلت وزارة المستعمرات الفرنسية في سجال سياسي مع وزارة الخارجية الفرنسية حول إخضاع البيضان حتى تم الموافقة على المشروع ويكون كزافييه كبلاني هو المسؤول عن إخضاع المنطقة للحكم الفرنسي وهو ما نجح فيه بفضل الشقاق الداخلي الموريتاني بين أبناء عمومة القبيلة التي تحكم إمارة الترارزة.
لعبت شخصية علي بابه بن الشيخ سيديا الأبييري دورًا في تسهيل مهمة كزافييه، فهو سليل بيت له تأثير في موريتانيا، وتأكد من أن التحالف مع الفرنسيين سيجلب الأمن والاستقرار لبلادهم وبموافقة قبلية صوفية نجح كبلاني في دخول بلاد البيضان سنة 1902 م وبعد عام بدأ الاستعمار الفرنسي في منطقة الترارزة دون حرب.
عشق كزافييه بلاد البيضان ووضع لها مشروعًا نهضويًا بإشرافٍ فرنسيٍ صِرْف، لكن كانت نهايته مأساوية، فهو بالنسبة لهم رمز احتلال فقام الشريف سيدي بن مولاي الزين مع رجال قبيلة إديشيلي في 12 مايو عام 1905 م بالدخول إلى حامية تجكجة العسكرية الفرنسية ودارت مقتلة أدت إلى مصرع كبلاني برصاصتين مع 4 ضباط فرنسيين وجرح 10 آخرين فضلاً عن استشهاد 5 صوفية من قبيلة إديشيلي البيضانية التي استهلت المقاومة بقتل من اكتشف موارد بلدهم بهدف سرقتها.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال