همتك نعدل الكفة
722   مشاهدة  

“كل ممثل وله طريقة” كيف كان رموز المسرح المصري الأوائل يحفظون أدوارهم ؟

رموز المسرح المصري
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



اضمحل الأثر الشامي في فن المرسح كما كان يُسَمَّى، وجاء رموز المسرح المصري ليعملوا على تمصيره بشكل كامل ومتطور ومتغاير.[1]

اقرأ أيضًا
المسرح الكوميدي الفرنسي.. مرحلة منسية في عهد “الخديوي إسماعيل”

عملية التمصير بشكل خاص والتمثيل المسرح بشكل عام يعتمد أول ما يعتمد على الحفظ، فالإنجاز فيه جزء من النجاح، والخطأ يعني السقوط شر سقطة، واختلفت طرق رموز المسرح المصري في الحفظ، وكان السؤال على طريقة حفظ الممثلين موجودًا عند الجمهور حتى أجابت عنه مجلة الكواكب.[2]

يوسف وهبي .. النوتة لابد منها حتى لو الذاكرة حديد

الفنان يوسف وهبي
الفنان يوسف وهبي

اعتمد يوسف وهبي في حفظ أدواره على ذاكرته الحادة، وكانت مشاغله كثيرة ومتعددة في نواحيها المختلفة، خاصةً وأنه رئيس فرقته، فكان يرجئ حفظ دوره إلى اللحظة الأخيرة قبل رفع الستار وبدء المسرحية.

الفنان يوسف وهبي
الفنان يوسف وهبي

لازمت نوتة سوداء مسيرة يوسف وهبي المسرحية، إذ كان يقوم بتقليب صفحاتها من أجل استيعاب الكلمات، وتبقى معه إلى حين دخوله، وكان تركيزه منصبًا على أوائل الكلمات التي ينبغي أن يبدأ بها المشهد، وعندما تأتي إشارة دخوله، يذهب لأداء دوره باندماج كأنه حفظ دوره عن ظهر قلب.

يوسف وهبي
يوسف وهبي

مجلة الكواكب في أول أعدادها قالت عن بدائل لجأ لها يوسف وهبي في الحفظ فقالت «قد يضيق الوقت بيوسف وهبي أحيانًا وتنتزع مشاغله اللحظات الأخيرة قبل دخوله إلى المسرح فيدخل دون أن يكون أن يكون قد فتح النوتة أو قرأ الدور، ولكنك لن تستطيع إدراك ذلك أو ملاحظته لأنه يبقى هادئًا في تتبع مجرى الحديث، وقد فهم دقائق المواقف كلها من قبل أثناء تمرينه الممثلين وتوليه مهمة الإخراج في البروفات، فيلقي الحديث كأنه حفظه عن ظهر قلب وإن شط عن كلمات الدور وألقى من عنده غَيَّرَها فإذا أحس بذلك وأدرك أن الممثل الذي أمامه لم يستطع لحاقه أومأ بعينه أو بإشارة خفيفة منه إلى الملقن فيسرع هذا إلى إنقاذ الممثل الآخر بإعطاءه مفتاح جملته التي ينبغي أن يرد بها على حديث يوسف وهبي».[3]

عزيز عيد .. عدو الحفظ والمط والتطويل قبلة لحياة ذاكرته

الفنان عزيز عيد
الفنان عزيز عيد

لم يحفظ الفنان عزيز عيد في مسيرته الفنية أي دور تمثيلي رغم أنه أقدم رموز المسرح المصري الأوائل، إذ يعتمد على فهمه لمجرى النص المسرحي ومواقفه من سياق إخراجه الفني، وعندما يحل وقت دخوله لخشبة المسرح يتقدم متباطئًا، ويتعمد المط والتطول بلهجته حتى يتسنى له التقاط الكلمات كلمة كلمة من الملقن.

اقرأ أيضًا
عزيز عيد..اول من اهتم بالإخراج المسرحي و أدخل فن الإلقاء في المسرح المصري

على سبيل الحركة فهو كان شديد الحذر أثناء انتقاله على المسرح ومحافظته على روح الإلقاء الهادئ البطء دون أن يعطي الجمهور فرصة إدراك عدم حفظه للدور، وقلما لاحظ أحد من الجمهور وقتها أن يلحظ تلجلجه أو اضطرابه في الإلقاء، لأن المط والتطويل بالنسبة له فرصة ينتهزها لكسب المواقف على طول الخط.

جورج أبيض .. الملقن هو السند

الفنان جورج أبيض
الفنان جورج أبيض

اشتهر عن الفنان جورج أبيض باعتماده على ذاكرته دائمًا والتي كانت تخونه دائمًا، فهو كان يأخذ النوتة ويسير في الطريق يقلب صفحاتها ويحاول حفظ دوره، فإذا وصل البيت يظل زمنًا طويلاً قبل يوم العرض المسرحي يراجع ويحفظ الدور، فإذا تأكد أنه أجاد دوره، أعطى النوتة لزوجته ثم أحد زملاءه ليسمعها لهما.

الفنانة دولت أبيض
الفنانة دولت أبيض

يعقب محرر الكواكب حينها على دور الملقن قائلاً «الويل للملقن لأنه مضطر أن يلاحق جورج أبيض بالكلمات كلمة كلمة، فإذا توقف الملقن توقف جورج عن الإلقاء وكثيرًا ما يلحظ الجمهور تردده واضطرابه وانتظاره الطويل لبعض كلمات الملقن».

نجيب الريحاني .. الأستاذ في الخروج عن النص

نجيب الريحاني
نجيب الريحاني

أما نجيب الريحاني فكان شعوره نحو النوتة سلبيًا، فهو قليل ما يلجأ لها ولم يكن يكلف نفسه عبء حملها، لأنه لم يكن مهتمًا بحفظ دوره.

الفنان نجيب الريحانى
الفنان نجيب الريحانى

العلة في هذا الأمر أن نجيب الريحاني مؤلف للمسرحيات التي يضعها أو مشارك في تأليفها، وهذا سهل عليه التمثيل معتمدًا في ذكر الكلمات أو مفاتيح الجمل على الملقن نفسه.

نجيب الريحانى
نجيب الريحانى

سبب آخر لطريقته وهو نوع مسرحيات الريحاني، والتي كانت تسهل عليه التمثيل، فضلاً عن أن ذاكرته الخصبة تساعده على التصرف أمام الجمهور، بما لا يخرج عن معنى الدور، وله في ذلك مواقف كثيرة ومداعبات وقفشات مبتكرة لا أصل لها في النص المسرحي.

إقرأ أيضا
وليد

علي الكسار .. المختبئ وراء مخاطبة الجمهور بستار الملقن

الفنان علي الكسار
الفنان علي الكسار

على حذو نجيب الريحاني سار علي الكسار في طريقة الحفظ، فهو لم يكن يلجأ إلى النوتة أو الحفظ، فقط يكتفي بما في ذاكرته من جمل كونها من البروفات تاركًا البقية للملقن وسرعة خاطره.

علي الكسار
علي الكسار

عرف الجمهور في الثلاثينيات عن الفنان علي الكسار أنه سريع البديهة في النكتة، فهو يظل دقيقة أو اثنتين يداعب الجمهور أو يرد على عبارات أحد المشاهدين دون أن يكون لهذا أي أثر في الأصل، فهو يعتمد في تكييف دوره ونكته المبتكرة على الظروف وحدها، ويساعده في ذلك النوع الكوميدي الذي كان يمثله.

فاطمة رشدي .. المخلصة للحفظ

فاطمة رشدي
فاطمة رشدي

فاطمة رشدي إحدى أشهر ممثلات جيلها التي لها ذاكرة يقظة بسبب كثرة مرانها واهتمامها الفائق بحفظ أدوارها فهي كانت تحمل النوتة السوداء في يدها، وتظل تحفظ الدور في كل دقيقة من دقائق فراغها فإذا انتهت من التمثيل وعادت لبيتها تنكب على حفظه ومراجعته ساعة أو اثنتين ثم تقوم مبكرة في الصباح وتظل تراجعه حتى يحين موعد البروفات.

فاطمة رشدى
فاطمة رشدى

وقبل حلول  البروفات تذهب فاطمة رشدي لأحد أساتذة اللغة ليقوم بتشكيل الكلمات لتحفظها وتنطقها صحيحة، وقل أن تعتمد على الملقن أو تشعر نفسها بوجوده، وكل ذلك أدى إلى احتفاظها بتوازنها على المسرح وتأدية أدوارها الشعرية أحسن أداء.


[1]  شاهد الجزء 1 – وثائقي تاريخ المسرح المصري

[2]  إحدى أشهر مجلات مصر الفنية منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وكانت صادرة عن دار الهلال

[3]  مجلة الكواكب – العدد 1 يوم 28 مارس 1932 م

الكاتب

  • رموز المسرح المصري وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان