همتك نعدل الكفة
782   مشاهدة  

كيث سابسفورد .. عانده الحظ فسقط من الطائرة أثناء هروبه من جحيم المدرسة الداخلية

كيث سابسفورد


لا يحب المراهقون كثيرًا فكرة الذهاب إلى مدرسة دينية داخلية، حيث سيتم تقييد حريتهم وأفكارهم، لذا لم يكن لدى كيث سابسفورد مفر سوى الهروب من ذلك الجحيم الذي أرسله إليه والداه، وتسلل إلى مطار سيدني وصعد إلى مقصورة عجلات طائرة متجهة لليابان، ولم يكن يعلم أنه ذاهب للموت بقدميه.

كيث سابسفورد

وُلد كيث في عام 1956م، وكان طفلًا فضوليًا كثير الحركة، يكره أن يتم تقييد حريته، ويكره أن يتم حبسه في مكان محدد، ويومًا ما سافر برفقة والديه في رحلة خارجية، وكان سعيدًا للغاية، فها هو يروي عطشه للمعرفة والبحث، وبعد عودتهما تعرض لصدمة من التغير، وأثر ذلك علة سلوكه كثيرًا، وشعر والداه أنهما يفقدان السيطرة عليه شيئًا فشيئًا، لذا بدأوا في بحث مكثف عن مدرسة داخلية لتقويم سلوك ابنهما، ووجدوا ضالتهم المنشودة في مؤسسة “Boys Town”، وهي مؤسسة تابعة للروم الكاثوليك في جنوب سيدني، وبها مدرسين متخصصين في التعامل مع الأطفال والمراهقين الذين يعانون اضطرابًا سلوكيًا.

الهرب من جحيم المدرسة للموت

لم يتحمل كيث وجوده داخل تلك المؤسسة أكثر من أسبوعين، وقرر ان يهرب ولكن ليس لوالديه، فهو سيهرب خارج البلاد تمامًا، ووضع خطة عشوائية ولكنها نجحت بشكل ما، حيث تمكن من الفرار من المدرسة، وتوجه علة الفور لمطار سيدني، وهناك أتخذ قرارًا متهورًا بالتسلل لكابينة عجلات إحدى الطائرات، التي لم يكن يعرف وجهتها على الأرجح، ولكنها أول طائرة قابلته بعد أن هرب من الحراس، وكانت الطائرة من طراز “دوغلاس DC-8″، واقفة تستعد لاستقبال المسافرين المتجهين لليابان.

إن كنت ترغب في هجره إلى الأبد .. تعرف على أبرز بدائل واتساب للهواتف الذكية

كان كيث سعيدًا للغاية حتى تلك اللحظة، وظن أن نجا من الجحيم، ولعدة ساعات، ظلت الأحلام تداعبه حول مستقبله المشرق بعيدًا عن قيود والديه، وأقلعت الطائرة في النهاية، وفاق كيث من أحلامه الوردية على حقيقة سقوطه من ارتفاع 60 متر، بعد ان فُتحت مقصورة العجلات لتسحبها للداخل، ولم يكفيه الوقت أثناء السقوط ليدرك أنها النهاية، حيث سقط في خلال ثواني معدودة، وتوفى على الفور جراء اصطدامه بالأرض، والحقيقة أنه كان غير مرجح له النجاة حتى لو لم يسقط من الطائرة، فدرجات الحرارة فوق متدنية للغاية حد التجمد، وهو كان يرتدي قميص قصير الأكمام،  وشورت قصير، كما كان سيواجه نقص حاد في الأكسجين سيهلك جسده النحيل.

عادت الطائرة للمطار مرة أخرى، وقام رجال الشرطة بتفتيشها ليعثروا على آثار أيدٍ وأقدام مطبوعة على التراب في ارضية المقصورة حيث أمضى ساعاته الأخيرة، وخيوط من ملابس الصبي شُبكت داخل مسمار أثناء سقوط كيث. وهكذا كانت نهاية كيث الذي توفى عن عمر 14 عامًا، في 22 فبراير 1970م.

كيفية مشاركة الفيديو الطويل على الاندرويد عبر خدمات التخزين السحابية المختلفة

إقرأ أيضا
آلية عمل الذكاء الاصطناعي

كيف التقطت صورة كيث وهو يسقط؟

كان المصور “جون جيبلين”، يتواجد في المطار وقت وقوع الحادثة، وهو كان يعمل كمصور هاوي، يقوم بالتقاط صور عشوائية ويبيعها، ووقت الحادث كان جون يلتقط عدة صور هناك، ولم يدرك ابدًا أنه وثق لحظة السقوط المفجع لكيث، إلا بعد مرور اسبوع تقريبًا، حيث كان يقوم بمعالجة الصور في معمله الخاص، ولاحظ ظل صبي يسقط في السماء من الطائرة، ويداه مرفوعتان في محاولة عقيمة للتشبث بشيء ما، وكانت هذه اللقطة الاسواء على الإطلاق، حيث وثقت نهاية حياة مراهق صغير، وكيف كان يبحث بيأس عن شيء ما ينقذه ولم يجد للأسف.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
2
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان