كيف استطاع هاني سرحان وبيتر ميمي الرد على شائعة فضيحة إنسانية في قتل همام عطية ؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
نجحت ثنائية هاني سرحان وبيتر ميمي خلال الحلقة 19 من مسلسل الاختيار 2 شرح واحدةٍ من أعقد عمليات الاقتحام الأمني بالعمق الداخلي المصري وهي عملية تصفية الإرهابي همام عطية قائد تنظيم أجناد مصر في 15 إبريل سنة 2015 م.
أهمية مشهد قتل همام عطية الآن من الناحية التاريخية
خلال مشهد قتل همام عطية تمكن هاني سرحان وبيتر ميمي عن طريق السيناريو والإخراج من إبراز طريقة التصفية التي نظمتها قوات مكافحة الإرهاب حيث استخدام التقنيات الحديثة وإخراج حارس العقار وتأمين زوجة الإرهابي.
وأجاد الثنائي هاني سرحان وبيتر ميمي الرد على شائعات كثيرة طُرِحَت يوم قتل همام عطية متعلقة بفضيحة إنسانية ارتكتبها قوات مكافحة الإرهاب، ولم يكن هناك رد عليها سوى بيان وزارة الداخلية، فسيناريو هاني سرحان كان دقيقًا في الوصف واستعانة بيتر ميمي بمشاهد حقيقية كان أحد أهم العناصر المؤثرة في الموضوع.
ما هي الشائعة وسر الربط مع علاء محي الدين ؟
ينسى الكثيرين أنه عقب مقتل همام عطية قامت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية بالترويج إلى أن قتل همام عطية يشبه عملية تصفية علاء محي الدين المتحدث باسم الجماعة الإسلامية والذي قتلته قوات الأمن في 14 سبتمبر سنة 1990 م خاصةً وأن الاثنين من سكان الطالبية.
حينها ذهبت الحسابات التابعة للتكفيرين إلى القول بأن عملية مداهمة منزل همام عطية لم تكن سوى اغتيال سياسي لـ معارض وأن وزارة الداخلية قامت بتقليد عملية قتل علاء محي الدين، ولذلك فإن أجناد مصر قام بالثأر، وانتشرت فكرة الثأر مع المعارضين (حسب وصف التكفيريين)، فمثلما كانت عملية قتل رفعت المحجوب ثأرًا لعلاء محي الدين فإن عمليات أجناد مصر بعد مقتل همام جاءت ثأرًا لمعارض.
تفنيد الشائعة تاريخيًا ودراميًا
تاريخيًا فإن عملية قتل علاء محي الدين هي من أسوأ العمليات الإرهابية التي فعلتها وزارة الداخلية، لكن لا وجود للتشابه بين الإثنين (علاء/همام).
عملية قتل علاء محي الدين تمت خارج إطار القانون حيث تورط فيها وزير الداخلية محمد عبدالحليم موسى بعد 9 أشهر من توليه منصبه ، وأمر بأن تقوم قوات الأمن باغتيال علاء محي الدين أثناء خروجه من منزله واستقلاله وسيلة مواصلات دون القبض عليه أو النظر لحمله السلاح أم لا، وسببت هذه العملية إحراجًا للأمن حينها خاصةً وأنه طبقًا لتحريات أمن الدولة فعلاء محي الدين ليكن قياديًا على الأرض وإنما كان متحدثًا إعلاميًا باسم الجماعة الإسلامية ولم تثبت التحريات أنه كان فاعلاً في عمليات الجماعة الإسلامية على الأرض.
اقرأ أيضًا
“لم ينتهي بعد مقتل همام عطية” كيف تعامل تنظيم أجناد مصر عقب تصفية مؤسسه ؟
أما عملية قتل همام عطية فلا مقارنة بينها وبين عملية تصفية علاء محي الدين، فأولاً همام عطية لم يكن معارضًا وإنما كان قياديًا إرهابيًا، فضلاً عن أن عملية اقتحام منزله لم تتم إلا بعد مراقبة وتحريات، إلى جانب كل هذا وذاك فهو تم قتله أثناء الاقتحام ولم تتم تصفيته وهو أعزل.
نقطة أخرى وهي متعلقة بشكل زوجة همام عطية بالمشهد، إذ أظهر هاني سرحان عدم التعامل معها ولو باللفظ ففي الحقيقة لم تدان بسمة مصطفى في قضية أجناد مصر وهي حاليًا ترعى أولادها التسعة، وقالت عن يوم قتل زوجها «في اليوم ده (تقصد يوم مقتل زوجها) همام رجع الساعة 11 مساء وبعد ما رجع بنص ساعة لقيت الباب اتكسر وناس كتير دخلت الشقة لابسين أقنعة سوداء ومسكوا همام وخدونى أنا وأولادى دخلونى شقة الجيران اللى فى نفس الدور وبعدها مشيت أنا والأولاد وعرفت بعدها أن همام اتقتل».
اقرأ أيضًا
بعد مشهد قتله بمسلسل الاختيار 2 .. ما هو مصير زوجة همام عطية في الحقيقة
أما بشأن فكرة الثأر للمعارض فإن همام عطية لم يكن معارضًا، فضلاً عن أن تنظيم أجناد مصر كذب في بيان إعلان مقتله فقد أعلن أجناد مصر مسؤوليته عن استهداف كمين كوبري 15 مايو والذي أسفر عن استشهاد أمين شرطة وإصابة ضابط وذلك ثأرًا لهمام، لكن هذا البيان كان يكشف زيف التنظيم كون أن استهداف الكمين كان صباح يوم مقتل همام الذي تم تصفيته في المساء.
أهمية مشهد قتل همام عطية في مسلسل الاختيار 2 أنه سيجعل المشاهد يقرأ ويفند بيانات وزارة الداخلية، ثم يقرأ عن علاء محي الدين ويطابق التاريخ بالواقع، ليكتشف زيف الإرهابيين إعلاميًا.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال