همتك نعدل الكفة
641   مشاهدة  

كيف انتقم أشرف عبد الباقي من الجمهور وشباك التذاكر؟

أشرف عبد الباقي
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أشرف عبد الباقي شاب أسمر نحيل شعره مجعد، يشبه أكثر من نصف شباب مصر يظهر للمرة الأولى خشبة المسرح في مسرحية خشب الورد أمام أستاذه الأقرب محمود عبد العزيز عام ١٩٨٦ وعمره ٢٣ عاما يعمل في مصنع والده للالومنيوم والذي يتركه ليعمل بالتمثيل الذي سحره وانجذب إليه درويشا موهوبا عاشقا.

عدة أدوار صغيرة هنا وهناك كمن يلملم شتات نفسه، جندي في ليلة القبض على بكيزة وزغلول في مشهدين، سائق سيارة الشرطة في سمك لبن تمر هندي وغيرها من الأدوار لكن خريج كلية التجارة والذي درس التمثيل في معهد فنون مسرحية وقدم العشرات من المسرحيات قبل احترافه الفن يجذب انظار مخرج كبير بحجم الراحل العظيم رأفت الميهي الذي يعطيه دوره الأول الأهم “سامي زكي” في فيلم سيداتي أنساتي .

يضع أشرف عبد الباقي قدمه على الطريق ليعمل بعدها في عدة أعمال مع مخرجين كبار مثل الراحل صلاح أبو سيف في فيلم المواطن مصري في دور حسن زميل مصري في الجيش وشريف عرفة في فيلم يا مهلبية يا في دور شبلة، وخيري بشارة في فيلم آيس كريم في جليم في دور نور صديق البطل، ورضوان الكاشف في فيلم ليه يا بنفسج؟ في دورسيد، والعديد من الأدوار الثانية المميزة التي من أهمها دوره كعسكري مراسلة في فيلم الإرهاب والكباب.

يعرف الجمهور اسم أشرف عبد الباقي يدخل قلوبهم بقوة لأنها يضحكها بالقوة ذاتها التي أحبوه من أجلها.

يمر العمر ويكبر الفتى العشريني والثلاثيني والذي يستطيع المشاركة في بطولات جماعية على المسرح مثل مسرحية باللو لكن يبقى حلم البطولة على شاشة السينما مؤجلا حتى عام ٩٩ وصاحبنا يقترب من سن الأربعني في فيلم أشيك واد في روكسي حين يستطيع الراحل حسين الإمام الذي كتب الفيلم ومثل فيه اقناع أمل أبو شادي منتجة العمل بأنه كتب الدور لأشرف عبد الباقي، لكن الفيلم لم يحقق الايرادات الممرجوة لكنه لم يخسر انتاجيا ليتأجل الحلم عامين أخرين يعود بعدها في أفضل أفلامه على الاطلاق رشة جريئة الذي كتبه الرائع ماهر عواد وأخرجه سعيد حامد، الفيلم الذي يسخر فيه عواد من الوسط السينمائي كاملا على طريقته والذي يلعب فيه أشرف عبد الباقي واحد من أروع أدواره الكثيرة، لكنه أيضا لا يحقق النجاح المقارن في هذه الفترة بنجوم موضة الكوميديا الجدد وعلى رأسهم محمد هنيدي زميل الرحلة وعلاء ولي الدين وحتى أحمد أدم على الرغم من نجاح الفيلم تلفزيونيا بعد عرضه على الفضائيات بعد مرور السنين لكن النجاح المرحل لا يسعد القلب.

يقدم بطولة مشتركة مع هنيدي في فيلم صاحب صاحبه ليحقق الفيلم أكثر ايرادات هنيدي انخفاضا دون سبب واضح فيعود من جديد إلى الأدوار الثانية في فيلم عريس من جهة أمنية أو بطولة جماعية مشتركة في فيلم حب البنات الذي حتى الأن لم ينس الجمهور شخصيته في الفيلم.

موهبة عريضة طاغية تفرض نفسها على الشاشة في كل لحظة لكن يعاديها شباك التذاكر.

يعود للبطولة في فيلمين عام ٢٠٠٥ هما أريد خلعا و خالي من الكوليسترول الذي أعتبره شخصيا واحدا من أهم أفلام الألفية الجديدة لكن شباك التذاكر لا يغير موقفه، يجرب وصفة السبكي في لخمة راس  مع أحمد رزق عام ٢٠٠٦ لكن شباك التذاكر يؤكد موقفه.

النجم الموهوب بشدة أشرف عبد الباقي محاصر سينمائيا، لهذا يفر إلى التليفزيون ليصنع أنجح أعمال في مسلسل راجل وست ستات في العام ذاته والذي استمر لسنوات طويلة محافظا على النجاح ذاته.

يعود في البطولة عام ٢٠٠٨ محاولا استغلال نجاح موسمين من المسلسل وبمشاركة عدد كبير من نجوم الشرف على رأسهم الأسطورة سمير غانم لكن لا جديد يذكر بالنسبة لشباك التذاكر.

يلعب دورا هاما عام ٢٠٠٩ في فيلم صياد اليمام وهو مدركا للمرة الأولى أن الفيلم وصناعه أنفسهم غير مهتمين بالشباك غير العادل اللعين  ويؤدي في العام ذاته سيرة إسماعيل يس في واحد من أسوأ أدوار لعبها في مشواره الذي قارب على ١٥ عاما احترافيا.

لتأتي اللحظة الفاصلة عام ٢٠١٣ حين قرر أشرف عبد الباقي الانتقام من الجمهور بتقديم الموسم الأول من مسرح مصر، أشرف صاحب الموهبة العظيمة الذي لعب مجموعة متنوعة من الأدوار جعلته جيلا وحده لا ينتسب إلى جيل ممدوح عبد العليم وهشام سليم مثلا ولا جيل محمد هنيدي وعلاء ولي الدين ولا غيرهم، جعلته فنانا عابرا للأجيال يقدم أسوأ ما قدمه المسرح المصري في تاريخه منذ نجيب الريحاني وعلي الكسار.

إقرأ أيضا
بيرلو وجاتوزو

ويقدم من خلاله مجموعة من أضعف المواهب التمثيلية على رأسها علي ربيع ومحمد أنور وويزو  لكنه يستمر ويستمر ليحقق نجاحا يليق بفترة انهيار الفنون نتيجة الفوضى لسنين عديدة.

بعد كل صناع السينما الحقيقيين الذين عمل معهم يقدم محتوى دون مضمون يدرك جيدا أنه حتى لا يضحك سوى المراهقين لكنه ينتقم، صنع كل شيء وقدم كل ممكن لكنه لم ينل ما يستحق

أشرف عبد الباقي انتقم من شباك التذاكر والجمهور بصناعة مجموعة من السكيتشات الرخيصة تحت مسمى مسرح مصر خالية المضمون والموهبة كتابة وتمثيلا

صدق من قال أن الانتقام كالذهب لا يصدأ ابدا

الكاتب

  • أشرف عبد الباقي أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
1
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان