همتك نعدل الكفة
3٬185   مشاهدة  

كيف بدأ الخلق (1)؟

كيف بدأ الخلق


منذ أن وجد الإنسان على الأرض وهو يتسأل من أنا؟ كيف وجدت؟ وكيف وجد هذا العالم؟ وماذا بعد الموت؟ هذه الأسئلة التي قد تشعر عزيزي القارئ بناء على معتقداتك الدينية أن الإجابة عليها أمر غاية في البساطة، كانت ومازالت السبب في خلق العديد من الأفكار الإبداعية، ونواة لمشاريع علمية ضخمة، فالإنسان بطبيعته يبحث دائمًا عن ما لا يراه ولذلك كان البحث عن مصدر الحياة و كيف بدأ الخلق هو واحد من أقدم الأسئلة التي حاولت الحضارات والأديان الرد عليها.

ولأننا أتباع الديانات الإبراهيمية لدينا نفس الإجابة عن قصة الخلق نفسها، ففي هذا المقال سوف نستعرض الميثولوجيا المختلفة الحضارات القديمة، والأديان غير الإبراهيمية فيما يخص بداية الكون والخلق.

قصة الخلق في الميثولوجيا المصرية القديمة

قصة الخلق عند المصريين القدماء

على الرغم من اختلاف عدد من الأساطير التي ولدت من رحمها الديانات المصرية القديمة، إلا أن الثابت الوحيد في قصة الخلق في الميثولوجيا المصرية القديمة، أن أول شيء وجد هي المياه الأزلية للإله (نون)، وذلك قبل أن يأتي الإله (أتوم) أول الالهة الذي خلق نفسه بنفسه وخلق الالهة الأخرى.

لماذا توقفنا عن استخدام عقلنا بحجة التدين بينما يأمرنا ديننا باستخدامه

وتقول الأسطورة أن الإله (أتوم) بعد أن خلق نفسه وقف أعلى جبل انبثق من مياه (نون) وخلق الإله (شو) إله الهواء، والإله (تنفوت) إله ربة الندى، اللذان خلقا كلاً من الإله (جب) إله الأرض و(نوت) إله السماء، وتحكي الأسطورة أن البشر وجدو عندما تاهت الالهة (شو وتفنوت) في الظلم ولم يجدهم الإله أتوم، فإرسل عينيه الإلهية حتى تبحث عنهم في الظلام، وعندما وجدهم راحة عينيه تزرف بدموع الفرحة لرجوعهم، وأن هذه الدموع عندما نزلت على الأرض خلقت البشر.

قصة الخلق في الميثولوجيا الإغريقية

قصة الخلق عند الإغريق

تقول الأسطورة الإغريقية أن الكون والألهة وجدوا من الفوضى، فقد خلقة الفوضى الإله (غايا) وهي الأرض، وقامت غايا بخلق الإله (أورانوس) السماء لتغطي به نفسها، ولكن بعد ذلك ضاجع أورانوس غايا وانجبوا عدد من الألهة الوحوش ذو الشكل البشع، فكان لكل وحد منهم 50 رأسا و 100 يد، وبعد ذلك انجبوا ألهة أطلق عليها اسم (تيتان) وكان عددهم 12 ست ذكور و6 إناث.

ولكن (أورانوس) كان منزعج جداً من أشكال الألهة الوحوش، لذلك قرر أن يسجنهم تحت الأرض، ولكن عندما علمت (غايا) بالأمر، قامت بإعطاء ابنها الأصغر (كرونوس) منجلاً ضخم وعقدت معه خطة لتخلص منه، وعندما أتى (أورانوس) لمضاجعتها، قام كرونوس بقطع خصيتيه.

ووُلد مزيد من الوحوش من الدماء التي سالت من أورانوس، كان بينهم العمالقة والحاقدات، ومن زبد البحر الذي انبثق من الخصيتين المقدستين لأورانوس، كانت الإلهة أفروديت، وبعد ذلك أصبح كرونوس أبًا للجيل القادم من الآلهة زيوس آلهة الأوليمب.

قصة الخلق في الزرادشتية

الخلق في الديانة الزرادشتية

بحسب الديانة الزرادشتية فمن خلق العالم هو الإله (أهورا مزدا)، وأن الجبل العظيم بورز أخذ يرتفع على مدى 800 عام حتى لامس السماء، وحينها بدأ المطر يهطل ليتشكل بحر بورسكاشا ونهران (دجلة والفرات).

وكان الحيوان الأول هو ثور أبيض يعيش على شاطئ نهر، إلا إن الروح الشريرة (أنكرا ما نيو) قتل الثور وحمل زرعه إلى القمر فأصبح نقي هناك وخلق حيوانات ونباتات، وعبر النهر كان يعيش الإنسان الأول (غاليمار)، وكان نقيًا لامعًا كالشمس، فقامت الروح الشريرة (انكرامانيو) بقتله أيضا.

هل قصة المعراج في الإسلام ماخوذة من كتب الديانة الزرادشتية”الأفيستا وأردا ويراف نامة”

فقامت الشمس بتنقية زرعه لأربعين عامًا، ونشرت به نبات الراوند (وهو عشب ذو منافع طبية) فنما هذا العشب ليتحوّل بعدئذ إلى البشر المائتين الأوائل، وعوض أن يقتلهم الإله (انكرامانيو)، قرر أن يفرض عليهم السجود له، وخلال 50 عامًا أنجبوا توائم لكنهم عادوا فافترسوها، مرتكبين بذلك خطيئة أولى، وبعد زمن طويل ولد توأمان ومن هذين التوأمين جاءت البشرية.

قصة الخلق في الهندوسية

الخلق في الديانة الهندوسية

إقرأ أيضا
الحج

بحسب الديانة الهندوسية، كان هناك كائن عملاق يدعى (بروشا) وكان ضخم يمتلك آلاف الرؤوس والعيون والأقدام، وكان يمسك الأرض بين يديه و يحاوطها بأصابعه العشرة، ولكن كان هناك إله غاضبة من (بروشا) فقامت بذبحهُ وقدمة جسمه قربًا للأرض، فسقط منه سائل يشبه زبد البحر تحول فيما بعد إلى الطيور والحيوانات.

وصارت اشلاءه إلى عناصر العالم، فخلقت الآلهة (أكني) و(فايو) و(أندرا)، وكذلك تكونت طبقات المجتمع الهندوسي، وهي أربعة، خلقت من جسمه ذلك الإله، وهي: الكهنة والمحاربين وعامة الشعب والخدم . وظهرت في التاريخ لاحقًا البراهمة، أي الإله (براهما) الخالق و(فيشنو) الحاضر و(شيفا) المدمر وأخذ هؤلاء الثلاثة مكانهم، ويظهر (براهما) في زهرة اللوتس على أثر ظهور بحري للإله فيشنو النائم، وخلق براهما الكون الذي يدوم يوما من أيامه أي 4.32 مليار سنة، ثم يقوم الإله (شيفا) بتدمير الكون، ثم يبدأ من جديد، ولا داعي للخوف لأننا مازلنا في زمنه وقد تبقى مليار سنة!.

وفي المقال القادم سنعرض المزيد من القصص حول بداية الخلق في ديانات أخرى وميثولوجيا مختلفة، فإذا كنت عزيزي القارئ مهتم بمعرفة المزيد انتظرنا.

 

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
7
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
1
هاهاها
4
واااو
3


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان