أثار مشهد التحقيق في مسلسل الاختيار 3 بين الضابط سيف والعنصر التكفيري جدلاً بشأن حكم قول البسملة في منتصف سورة التوبة وعلق بعضهم متساءلاً عن الحكم، بينما ذهب البعض إلى أن هناك جهل.

البسملة في منتصف سورة التوبة

بدايةً فإن أحكام الأداء (التلاوة) غير أحكام الفقه، أي أن ما في الفقه من أحكام الـ «حرام، الحلال، المكروه، المستحب .. إلخ»؛ لا يسري على أحكام الأداء (التلاوة) من الـ «قطع، الوصل، الابتدا .. إلخ».

اقرأ أيضًا 
تقييم مستوى تلاوة القرآن في مسلسل الاختيار خلال 3 أجزاء

اتفقت كل كتب الأداء (التلاوة) على التخيير حول قراءة البسملة في وسط سورة التوبة واختلف علماء الأداء الأقحاح حول الابتداء بالبسملة ولو من الآية الثانية، فبعضهم يرى الجواز من المنتصف ومنع بدء السورة بها، وبعضهم رأى أن يسري على كل السورة ما يسري على أولها.

نصوص الخلاف بين علماء التلاوة

يرى السخاوي في كتاب عمدة التجويد وعدة المجيد المشهور بـ نونية السخاوي أن قول البسملة في وسط سورة التوبة لا بأس به، أما الجعبري في كتاب كنز المعاني في شرح الأماني ووجه التهاني، فيرى أنه لا ينبغي القول بالبسملة في منتصف سورة التوبة ويسري على منتصفها ما يسري على أولها.

العالم الكبير بن الجزري في كتاب النشر في القراءات العشر رجح بين قول السخاوي والجعبري ببيتٍ شعر يقول « وَفِي اْبتِدَا السُّورَةِ كُلٌّ بَسْمَلاَ … سِوَى بَرَاءَةٍ فَلاَ وَلَوْ وُصِلْ .. وَوَسَــطًا خَيِّرْ وَفِيهَا يَحْتَمِلْ».

قام محب الدين النويري بشرح بيت الجزري فقال «الابتداء بالآي (الآيات) وسط براءة (منتصف سورة التوبة) قلَّ من تعرض للنص عليها (من ذكروا جوازها قليلون)، ولم أر فيها نصًّا لأحد من المتقدمين (علماء التلاوة المعاصرين لزمن النويري لم يتكلموا في المسألة)».

ويكمل النويري الترجيح فيقول «وظاهر إطلاق كثير من أهل الأداء (علماء التلاوة) التخيير فيها (يعني القارئ مخير)، وعلى جواز البسملة فيها نص أبو الحسن السخاوي في كتاب: جمال القراء وكمال الإقراء، وإلى منعها جنح (ذهب) أبو إسحاق الجعبري».

إقرأ أيضا

“الدكتور محمد الجوادي” موهبة مفترضة في التأريخ أضاعها صاحبها بالإرهاب والخَرَط

ترجيح أقوال علماء التلاوة

المسألة فيها تخيير عند علماء الأداء، فالشاطبي وأبو عمر الداني متفقان على الجواز والمنع لأنه لم يرد في المسألة نص صريح بالمنع، أما السخاوي وابن شيطا فمتفقان على الجواز مطلقًا لاقتصار ورود المنع على أول السورة.

المدرسة المصرية في التلاوة اتفاقًا تقرأ البسملة من منتصف سورة التوبة مثل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد هــنــا، والشيخ محمد محمود الطبلاوي هـــنـــا، والشيخ محمد صديق المنشاوي هـــنـــا