همتك نعدل الكفة
5٬129   مشاهدة  

كيف فشلت محاولة تقليد القرآن الكريم “من مسيلمة الكذاب وحتى الشعر”

تقليد القرآن الكريم
  • خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي

    كاتب نجم جديد



لم يكن تقليد القرآن الكريم شيئًا سهلاً فقد اعتنى المسلمون بالقرآن الكريم أكثر من اعتنائهم بأي شيء آخر فهو محور حضارتهم عبر التاريخ، ومنه نبعت العلوم والآداب والمعارف والفنون ، ومن مظاهر هذا الاعتناء أنشأوا حول القرآن علوم خادمة له تعينهم على فهمه ، وإدراك مقاصده جعلتهم ينبهروا بهذا الكتاب، وانبهروا أكثر بأدائه اللغوي فقد قورن القرآن بالشعر فلم يكُ شعراً وقورن بالنثر فلم يكُ نثراً  .

علي جمعة
علي جمعة

يقول الدكتور علي جمعة مفتي مصر الأسبق : «إننا نؤمن بأن هذا الكتاب كلام رب العالمين وكثير من البشر لا يعتقدون مثل ما نعتقد لكننا آمنا وصدقنا وقام البرهان القطعي لدينا على ذلك لأننا نعرف اللغة العربية ولأننا حفظنا القرآن الكريم عن ظهر قلب وتلوناه بالليل والنهار وتدبرناه تدبرا واسعا وقرأنا ما حوله من علوم و كلما فعلنا ذلك ازداد إعجابنا به و هذا الإعجاب هو جزء من الإيمان فيزداد إيماننا به وهذا الإيمان لم يقف عند حد الإبهار والدهشه بل إننا طريقنا ما ورد فيه من حقائق وما ورد فيه من سنن إلهية وما ورد فيه من مبادئ قرآنية وما ورد فيه من قسم تتصل بمنظومة أسماء الله الحسنى وما ورد فيه من أحكام شرعية وما ورد فيه من مقاصد عليا وعظمى» .

اقرأ أيضًا 
التراجم الخاطئة للقرآن “قصة 800 سنة من طليطلة للمدينة المنورة

ويكمل الدكتور علي جمعة كلامه ويقول : أنه قد نتج عن ذلك كله ما يعرف بمقاصد الشريعة وهي : حفظ النفس وحفظ العقل وحفظ الدين وحفظ العرض الذي هو كرامة الإنسان وحفظ المِلك الذي هو المال وأنتج ذلك كله حضارة وتجربة بشرية راقية، ويختم فضيلته كلامه ويقول : كل ذلك جعلنا ننبهر بهذا الكتاب .

أصحاب محاولات تقليد القرآن الكريم باءت بالفشل  

نسخة أندلسية من القرآن تعود للقرن الثاني عشر الميلادي.
نسخة أندلسية من القرآن تعود للقرن الثاني عشر الميلادي.

وزاد انبهار المسلمين بالقرآن عندما حاول الكثير تقليد القرآن فباءت محاولاتهم بالفشل ومنهم: «بيرم التونسي» الشاعر الزجّال، والذي ولد في الإسكندرية وهو من أصول تونسية وعمل كاتبا في أخبار اليوم والجمهورية، وقدم أعمالاً إذاعية شهيرة منها سيرة الظاهر بيبرس.

بيرم التونسي
بيرم التونسي

كان قد صنع أشياء هزلية يحاول أن يحاكي بها القرآن لكنه تاب إلى الله وكان يبكي من فعله هذا، وكان يجلس في مقهى زين العابدين ويقول : ( لا أجعل في حلّ من يروي عني هذا الذي ذكرته ) وعلى الرغم من توبته كانت كلماته سخيفة ليس فيها بلاغة ولا فصاحة إلا الضحك والسخرية لأنه كان شاعر ساخر في الأصل ، وبعد توبته كتب رائعته :
ناداني لبيته * لحد باب بيته
والتي غنتها الراحلة العظيمة كوكب الشرق أم كلثوم

لوحة قتل مسيلمة
لوحة قتل مسيلمة

وأيضا «مسيلمة الكذاب» فكان مما قال وهو يحاول أن يقلد القرآن « إن أعطيناك الجماهر فصل لربك وجاهر» قال ذلك في مقابل سورة الكوثر ، وقال في مقابل سورة العاديات : «والعاجنات عجنا فالخابزات خبزا » كلام كله هذيان ولا معنى له وليس له معنى ولا قضية ولا إعجاز فكلام مسيلمة دليل على أن كلام الله معجز .

أنيس شورش
أنيس شورش

و «القس أنيس شورش» وكان بفلسطين وغادرها سنة 1974 فخرج إلى أمريكا ثم بعد ذلك ألف كتابا  بعد مناظرة مع الشيخ أحمد ديدات  وقال فيه ما معني قول القرآن “« فأتو بسورة من مثله»، ما هذا التحدي؟ ثم زعم أنه في إمكانه المجيء بمثله ثم حاول فأخرج سبعا وسبعين سورة كل سورة صفحة أو صفحة ونصف تقرأها فتجد الركاكة بعينها حتى كأن الله قد وفقه أن يجمع الكلمات الركيكة ويضعها جنبا إلى جنب ، ومما قاله هذا القس وهو يحاول تقليد القرآن « هذا كتاب الفرقان لو كنتم تعلمون»  فكأن القرآن كان مسيطرا عليه وقاهره حين كتب لأنه لم يستطيع أن يخرج عن إطار القرآن فدار في فلكه وأسلوبه ونسقه وكلما أراد أن يخرج من هذا النسق وإدخال كلمات من عنده سقط في الركاكة والتكلف .

إقرأ أيضا
القاهرة مدينة لا تنام
تمثال أبو العلاء المعري
تمثال أبو العلاء المعري

ومنهم «أبو العلاء المعري» كتب ـ إن ثبت عنه ـ «الفصول والغايات ، والدرة اليتيمة » ، كل هذه المحاولات لتقليد القرآن باءت بالفشل ، فقد هجرها الناس ولم يحفظو منها شيئا ولكن القرآن حفظوه وكتبوها بخط أيديهم كاملا ، فهو الكتاب الوحيد الذي يحفظ من الجلدة الى الجلدة بحروفه وتشكيلاته ومدوده ووقفاته بدقه متناهية وبأسلوب قرآءته المختلفة يحفظه الصغير والكبير والعربي والأعجمي والمرأة والرجل والأمي والمتعلم والجاهل والعالم  .

"قرآن محمد"، أوّل ترجمة للقرآن من اللغة اللاتينية إلى لغة أوروبية عاميّة، وهي بهذه الحالة: الفرنسية.
“قرآن محمد”، أوّل ترجمة للقرآن من اللغة اللاتينية إلى لغة أوروبية عاميّة، وهي بهذه الحالة: الفرنسية.

ومن العجيب أن القرآن تمت ترجمته إلى مئة وثلاثين لغة ، ولكن لا أحد على وجه الأرض حفظه بالترجمة فأصحاب اللغات الأخرى على الرغم من أنه مترجم بلغتهم الأم إلا أنهم لم يستطيعوا حفظه إلا باللغة العربية التي أنزل بها، فالقرآن كلمة الله التي تصرخ في العالمين .

الكاتب

  • تقليد القرآن الكريم محمد سعد

    خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
20
أحزنني
1
أعجبني
9
أغضبني
1
هاهاها
1
واااو
3


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان