همتك نعدل الكفة
2٬376   مشاهدة  

كيف وصل الجدل بين محبي الشتاء والصيف إلى السباب؟

الشتاء
  • إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



خلق الله الفصول الأربعة لحكمة ما يعلمها، وفي اعتقادي كي نختبر الحر والبرد والاعتدال المناخي، وكي لا نشعر بملل يزيد ضغوطاتنا ونُحشر في فصل واحد طوال حياتنا، أو نُحشر بين الشتاء بتقلباته الماكرة، والصيف بحرارته الحارقة

كل عام تتصاعد الكومكس التي يدافع كل فريق فيها عن حربه الخاصة ضد الفريق الآخر في التعبير عن حبه لفصله المُفضل. تطورت الأمور  لعتاب كل فريق للفريق الآخر عن تفضيله لفصل الصيف على الشتاء، أو الشتاء على الصيف، فلو بدأت الشمس في معاكسة الجميع بفصل الصيف واشتدت حرارتها، عاتب فريق فصل الشتاء فريق فصل الصيف

 

بالتبادل إذا اشتدت برودة فصل الشتاء لام فريق فصل الصيف من يحبون الشتاء، وعاند من يحبون الشتاء في من يحبون الصيف، واشتدت منشورات بمواقع التواصل الاجتماعي من نوعية “مهما تلجت الدنيا برضو باحبك يا شتا” على غرار حب المراهقين من يكتبون على حوائط المحروسة “باحبك يا شيماء مهما طلعتي عيني”

الشتاء

باتت هذه المنشورات سخيفة، وتطورت للسباب!..فترى كوميكس تصف من يحب فصل الصيف “بالملزق” وسباب وتجريح لا نهاية له و تفنن في رمي الناس بصفات ليست فيهم، كعدم النظافة في من يحبون الصيف؛ لأن حرارة الشمس تسبب التعرق والتهابات الجلد، وكأن من يحبون الصيف لا يكرهون شدة الحرارة .     وما تسببه من مشكلات

ومحبو الصيف يلومون محبي الشتاء عندما يشتد برده، وكأنهم مسؤولون عن برودة الحرارة، وعن نوم الفقراء تحت الكباري بالصقيع، وعمن يموت من الإهمال في الأيام المطيرة، وعن الأطفال الذين يتعطلون بالشوارع  في أتوبيسات المدرسة من شدة المطر، وربما حمَّولهم مأساة تسونامي أيضًا

باتت هذه الأمور سخيفة وتزعج كل فريق فيرد بمنشوارت أعنف، واتهامات أعنف، وقد تناسى الفريقان أن الله من خلق الصيف والشتاء، وأن من يحب الصيف له أسبابه، وليس بالضرورة يحب حرارته، ومن يحب الشتاء له أسبابه، وليس بالضرورة يحب برودته

الشتاء

إقرأ أيضا
كامل العدد

وحب الناس لفصول بعينها يتعلق أحيانًا بذكريات سعيدة أو أليمة تخص كل شخص، وليس فرضًا أن يبوح بها لكل من علق له على حسابه الشخصي تعليقًا سخيفًا على حبه لفصله المُفضل. فلم أصبحنا بهذا التعصب وهذه التفاهة على مواقع التواصل الاجتماعي؟!..ونتصرف كصبيان المدرسة لزيادة الاحتقان بالمكان الذي نحاول أن ننأى بأنفسنا  فيه عن ضغوطات أخرى خارجه؟

مجتمعنا يبالغ بردود أفعاله ومشاعره تجاه كل شيء، ويبالغ في التعبير عن حبه لفصول السنة؛ فيظلم الربيع والخريف حتى يبدو أنهم غضبوا من عدم احترامنا لهم، وأخذوا أمتعتهم ورحلوا، وتركوا لنا الشتاء والصيف فقط كي نتشاجر كيفما شئنا ونتعصب لهم، فحرمنا الله بالنهاية من حلاوة شمسنا وخفة ظلنا

الكاتب

  • الشتاء إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
7
أحزنني
1
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان